الرئاسة الروحية للدروز: شهدنا حراكاً سلمياً عفوياً في السويداء من شعب صامد هدّه الجوع

يخيم الهدوء على مدينة السويداء جنوب سوريا، بعد يوم من الانتفاضة التي أشعلها الأهالي نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، والمطالبة برحيل بشار الأسد، حيث أحرق المتظاهرون الغاضبون مبنى محافظة السويداء بعد اقتحامه مطالبين بإسقاط بشار الأسد ونظام حكمه، فيما ردت قوات النظام بإطلاق النار الحي والمباشر على المدنيين العزل ما أدى إلى سقوط قتيل ونحو 18 جريحاً من أهالي مدينة السويداء.
وقال المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” المحلية الإخبارية، ريان معروف لـ “القدس العربي” إن حالة من الهدوء الحذر تسود المدينة، بينما فتحت المحال التجارية أبوابها الاثنين، فيما يسيطر الخوف على الأهالي نتيجة وجود قتيلين أحدهما مدني والآخر من عناصر الشرطة، لافتاً إلى أن أهالي ريف السويداء “شيعوا الليلة الفائتة ضحية إطلاق النار في قريته بريف السويداء الشرقي، وكان التشييع بدون أي تداعيات”.
وحول عمليات انتقامية من قبل النظام السوري، أفاد المتحدث بوقوع “اعتقالات بحق مدنيين، لكننا لم نستطع توثيق ذلك بسبب التضييق الأمني”. وتحدث معروف عن “حركة محدودة في أسواق المدينة، وسط استنفار أمني مكثف عند المراكز الحكومية وسط المدينة” وأضاف “تسبب إطلاق النار والانفجارات الأحد بتضرر بعض واجهات المحلات في محيط مبنى المحافظة”، مشيراً إلى أن الضرر الأكبر كان في مبنى محافظة السويداء، الذي احترق بالكامل، فيما يشهد مبنى قيادة الشرطة المجاور، استنفاراً من قبل القوى الأمنية”. وأضاف: “لم تخرج في المدينة الاثنين أي تجمعات احتجاجية، إذ كان الحذر والترقب يسودان المشهد في شوارعها، بعد يوم دامٍ، بدأ بمظاهرات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية، لتشهد بعدها المدينة اضطرابات وحوادث عنف، انتهت بإطلاق نار من قوى الأمن على تجمع للمحتجين، أدى لسقوط قتيل وإصابة 18 آخرين”.
في غضون ذلك، وصف مصدر مقرب من الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، الممثلة بالشيخ حكمت الهجري، ما حصل أمس بأنه “حراك سلمي عفوي من شعب صامد هدّه الجوع والحاجة وآلمته المزاودات وآذته القسوة وعدم الاستجابة لمطالبه المحقة من كل ما يعانيه من كل الجهات وعلى كل الجبهات”. وقال المصدر: لكن كالعادة تحاول بعض الجهات المشبوهة حرف الحقائق وتغيير العناوين حيث جاء تصرفهم اليوم مع المواطنين بقمة السوء حيث اندسوا بينهم وحاولوا إيذاءهم فاستعر الشارع بشكل عشوائي وحصل ما حصل وحاول بعض المارقين استغلال الموقف والإساءة لتحييد الحقيقة عن أصولها و”تسليط الأضواء على شغب اصطنعوه”، معتبراً أنها كانت محاولة لحرف الكلمات والمطالبات والأوجاع، ونقل صورة مشوهة ومغايرة للحقيقة لتشويه سمعة الحراك السلمي عند الجهات المعنية والرأي العام.
وأضاف: أهلنا وطنيون وأحرار ولا يثنيهم عن طلب حقهم أي تحوير أو تحريف ومهما علت الأصوات لطمس الحقيقة، ومهما دمروا لإزاحة النظر عن مطالب الشارع فقد أصبحت وسائلهم الدنيئة لإسكات الناس معروفه مكشوفة للجميع. كما شدد على رفض الرئاسة الروحية أي تحرك مسلح ضد الأهالي، وقال: “نرفض إراقة الدماء ونرفض أي تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة لأنها تخص الشعب كله”، مؤكداً أن “الناس بعفويتها والغضب الشعبي يتحرك بلا توجيه”.
وعزت الرئاسة الروحية الانتفاضة الشعبية إلى “استثارة الناس بهذا الشكل الاستفزازي العنيف وأوصلت الأمر إلى هذا التصعيد الذي لم نكن نريده ولم يرده أهل الطيب وطلبة الحقوق ممن نزلوا إلى الشارع من أهلنا. ويبقى رأي الشارع والحقيقة وألم الناس وحاجاتهم هو همنا ومطلبنا”. مشيراً إلى أن “إغاثة الناس بالاستجابة لمطالبهم المحقة غايتنا ومهما حصل من مزاودات وتعنيف وتصعيد لن يغير العنوان”. وطالبت الرئاسة “بمحاسبة وإقصاء كل من قام بهذا الفساد والتخريب بين الناس والأهالي المحتجين وكل من وجههم وأشعل فتيل هذه الفتنة”، محملاً “المسؤولية الكاملة للجهة والأشخاص الفاسدين في مواقعهم كونهم من أثار هذه الفتنة بهدف تحييد الحراك الشعبي عن حقيقته السلمية المحقة”. وتشهد محافظة السويداء تشهد واقعا اقتصاديا ومعيشياً صعبا، تزايدت وطأته في الآونة الأخيرة، إذ باتت مخصصات المحافظة التي ترسلها الحكومة: صهريج بنزين واحد يوميا، وخمس صهاريج مازوت، ليس منها أي صهريج للتدفئة، وساعتي كهرباء في أحسن الاحوال، مما فاقم الأوضاع المعيشية والأزمات المتراكمة، وأوصل الشارع إلى مرحلة الانفجار غضباً من تدهور الأوضاع.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.