سوريا: ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2800 قتيل… و20 منظمة تطالب بتكثيف المساعدات

دعت الأمم المتحدة الأربعاء إلى «وضع السياسة جانباً» وتسهيل إيصال المساعدات الى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غربي سوريا، وفق ما قال مسؤول أممي بارز في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وصرّح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح «ندائي هو.. ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني» مشدداً على أنه «لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر».
وبعد 55 ساعة على الكارثة الإنسانية، سمحت السلطات التركية بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المنكوبة شمال غربي سوريا، بينما ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وامتد إلى محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية وطرطوس شمال غربي سوريا، إلى نحو 2800 وفاة ونحو 5000 مصاب في عموم سوريا، حتى مساء الأربعاء، وفق إحصائيات رسمية من جانب وزارة الصحة لدى النظام، والدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية.
وأعلن وزير الصحة لدى النظام السوري، الدكتور حسن محمد الغباش ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية. وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى في تصريح لـ«القدس العربي» إن حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا ارتفعت الأربعاء إلى أكثر من 1540 حالة وفاة، وأكثر من 2750 مصاباً، مؤكداً أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة.

دمار هائل

ولفت المتحدث إلى أن الدمار هائل وخلّف أكثر من 320 وفاةً وأكثر من 850 مصاباً في مدينة جنديرس بريف عفرين، لافتاً إلى أن المدينة قد تشهد أرقاماً مخيفة خلال الساعات القادمة بسبب حجم الدمار الذي أحدثه الزلزال. وأضاف: فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث وسط ظروف صعبة بعد مرور أكثر من 60 ساعة على الزلزال. وأكد المصطفى: حتى الآن لم تدخل أي مساعدات إلى المنطقة المنكوبة، مؤكداً أن «السوريين تركوا يواجهون مصيرهم منفردين في هذه الكارثة الإنسانية». وأضاف: نتشاور مع مانحين ودول مانحة، هناك الكثير من الوعود، ولكن إلى الآن ليس هناك أي نوع من أنواع المساعدات، وبالنسبة للمحروقات نحن نستخدم الاحتياطي الموجود لدى الدفاع المدني، رغم أننا في حاجة لآليات ثقيلة متخصصة في التعامل مع الزلازل لإزالة آلاف الأطنان من الركام. وقال: كل تأخر وكل تهاون بالمساعدة الدولية العاجلة هو استهتار بالأرواح، نحن نسابق الزمن وكل دقيقة بالنسبة لنا هي روح تزهق، وفي كل دقيقة هناك شخص يقتل تحت الأنقاض وسيكون هذا العدد تصاعدياً. وتحدث المصطفى عن مشاهد مرعبة لأناس يئنون تحت أنقاض بيوتهم وأطفال مازالوا أحياء في كل من جنديرس وسلقين وحارم وأرمناز وبفطامون وعزمارين وجسر الشغور وبسنية، مؤكداً أن أعداد الضحايا يزداد بشكل هائل.
وأضاف: هناك كوارث حقيقية يعيشها المنكوبون وأهالي الضحايا والناس تحت الأنقاض، في مدينة إدلب وسرمدا والدانا وعفرين وراجو وراعل نتيجة مئات الأبنية مدمرة.
وناشد نائب مدير الدفاع المدني السوري، جميع دول العالم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمنطقة المنكوبة شمال غرب سوريا، وإرسال فرق إنقاذ بكامل معداتهم لرفع الأنقاض. وتابع «المأساة تكبر والأنفاس تختنق ونبتعد أكثر عن حياة العالقين تحت الأنقاض، وكل ثانية ثمنها المزيد من الأرواح».

وبعد أكثر من 55 ساعة على الزلزال المدمر، أعلن رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، بدر جاموس، أن تركيا سمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمالي سوريا من ثلاثة معابر حدودية. وقال في تغريدة عبر موقع تويتر: «بعد التواصل المستمر مع الحكومة التركية، تم السماح بإدخال المساعدات من معبر باب السلامة والراعي، بالإضافة إلى باب الهوى المدخل الرئيسي».
وطالب جاموس الدول والمنظمات الدولية بـ «التحرك العاجل والفوري، لنجدة أهلنا المنكوبين في ريفي إدلب وحلب».
وفي المقابل، قالت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية، الأربعاء إنه من المنتظر أن تحط صباح اليوم طائرة مساعدات قادمة من الهند، كما من المتوقع أن تصل تباعاً يوم غد طائرات مساعدات من تونس والأردن وأخرى من فنزويلا وأرمينيا، كما أعلنت باكستان أنها بصدد إرسال طائرة مساعدات إلى سوريا. ومساء الثلاثاء، وصلت إلى مطار دمشق الدولي ثلاث طائرات مصرية حملت 52 طناً من المساعدات حسبما صرح القائم بأعمال سفارة مصر من مطار دمشق الدولي. وأرسلت مجموعة واسعة من المنظمات الإنسانية السورية نداءً عاجلاً للمسؤولين وللبعثات الدبلوماسية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية ودول الخليج العربي، ومنظمات أممية ودولية التحرك العاجل لدعم المدن المنكوبة شمال غرب سوريا.
وأرسلت 20 منظمة من أهم المنظمات السورية، بدعوة من مركز جسور للدراسات، لنقاش مسودة الرسالة المقترحة منه والتي تم اعتمادها مع مجموعة من المنظمات التي ساعدت في توقيعها من باقي المنظمات الأخرى التي كانت مستنزفة بالكارثة الإنسانية وتداعياتها.
وطالب المنظمات بالتدخل العاجل لتوفير المساعدات اللازمة لعمليات البحث والإخلاء والإنقاذ، وإرسال الفرق الإغاثية لدعم العاملين في الميدان.

مطالبات بجسر جوي

كما طالبت بجسر جوي وبري من المساعدات الإنسانية الطارئة المشتملة على الغذاء والماء والدواء ووسائل الإيواء والتدفئة، وإيصالها للمنكوبين بكافة الوسائل بما في ذلك إلقاء المساعدات من الجو. وأعلنت المنظمات الموقعة في ندائها جاهزيتها لتلقي المساعدات الإنسانية وتوزيعها على المتضررين والتنسيق مع الفرق الدولية في عمليات البحث والإنقاذ.
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، عزمها على تقديم المساعدة لضحايا الزلزال المدمر في سوريا، عبر منظمات محلية. وقال أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي في لقاء صحافي، إنه لدينا شركاء في المنظمات الانسانية في سوريا تمولهم الولايات المتحدة، ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة المتضررين، كما أننا مصممون على تقديمها من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة». وأوضح أن هذه الأموال ستذهب إلى الشعب السوري وليس إلى النظام في دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن موقف الولايات المتحدة في كيفية الاستجابة للكارثة، هو أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدة من خلال شركاء إنسانيين على الأرض. وفي السياق، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بالاز أوجفاري إن الاتحاد الأوروبي قدّم المساعدة في جميع أنحاء سوريا، من خلال شركاء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، ويحاول زيادة التمويل للدعم الإنساني. وفي الأثناء، أعلنت السلطات الأسترالية، أنها ستقدم ثلاثة ملايين دولار للمتضررين في سوريا، عبر اليونيسيف. وذكر بيان للخارجية الأسترالية أن المساعدات لتلبية الاحتياجات العاجلة بما في ذلك المأوى والمياه النظيفة والصرف الصحي مع التركيز على النساء والفتيات، مشددة على أن المساعدات ستستهدف أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.