ما هي أسباب تأجيل «اجتماع رباعي» في موسكو حول سوريا إلى الشهر المقبل؟

أرجع المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف في حديث خاص لـ”القدس العربي” تأجيل اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري إلى أيار/مايو المقبل، إلى وجود ملفات معقدة بين أنقرة ودمشق، موضحاً أن “منذ الأزمة السورية والعلاقات التركية السورية متوترة، ومن الصعب جداً إزالة هذا التوتر خلال فترة قصيرة”.
وقال: لدينا ملفات خلافية كبيرة، منها مسألة الوجود التركي العسكري في الشمال السوري، وملف اللاجئين وعودتهم، وأمن الحدود، والتعامل مع الوحدات الكردية، وهذا ما يعطي هذا المسار خصوصية، ولذلك جرى تأجيل الاجتماع، حيث يتم تفكيك ومعالجة تلك الملفات من قبل الخبراء.
وكان مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف، قد أعلن عن تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية الدول الأربع الذي كان متوقعاً الاثنين 10 نيسان/ أبريل الحالي، إلى أيار/ مايو المقبل. وأضاف في تصريحات لصحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية، الأحد، إلى أن انعقاد الاجتماع، جرى تأجيله إلى مطلع أيار/ مايو المقبل، مضيفاً أن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري “طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة بعد خطوة”.
وفي هذا السياق أشار المحلل الروسي أندريه أونتيكوف إلى الأنباء عن تسبب الموقف السوري بتأجيل الاجتماع الوزاري، حيث تحاول دمشق أن تستفيد من اقتراب موعد الانتخابات التركية، ويسود اعتقاد بأن المصالحة ستصب في مصلحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وحسب المحلل السياسي الروسي فإن دمشق تحاول استغلال أقصى ما يمكن استغلاله من هذه المفاوضات لتحسين مكاسبها من مسار التطبيع مع أنقرة، وقال: “باعتقادي فإن فرص التوصل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة كبيرة”.
وأشار الخبير في الشأن الروسي بسام البني، إلى نتائج المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، التي اختتمت الثلاثاء الماضي في موسكو، وقال البني لـ”القدس العربي”: “المشاروات كانت إيجابية، اللقاء بحد ذاته تطور جيد وقد أسس لمناقشات قادمة تحضيرية من أجل عقد لقاء على مستوى الوزراء، سيؤدي في نهاية المطاف إلى عقد لقاء قمة يحضره أردوغان والأسد”.
وكانت تقارير إخبارية قد تحدثت عن احتمالية توقف مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري إلى ما بعد الانتخابات التركية المقررة في منتصف أيار/مايو القادم، ووفق البني فإن “الإصرار من جانب روسيا وتركيا على تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة لا بد وأن يتوج قريباً بلقاء أردوغان الأسد”. والثلاثاء، اتفقت روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري خلال الاجتماع الرباعي المنعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، على استمرار المشاورات بخصوص سوريا.
ولم يخرج أي بيان بعد الاجتماع، حيث اكتفت الخارجية الروسية بالقول إن الاجتماع بحث مسائل الإعداد للقاء بين وزراء خارجية هذه الدول وإن المشاركين عرضوا مواقفهم بصورة مباشرة وصريحة، واتفقوا على مواصلة الاتصالات.
وبعد الاجتماع قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو “ندعو لمواصلة طرح الملفات بشكل شفاف في المحادثات مع النظام السوري، ولا يمكن القضاء على كل الخلافات في الرأي خلال اجتماع واحد”، وشدد الوزير التركي على ضرورة صياغة دستور جديد في سوريا وجمع العناصر المتفرقة، واستمرار الحوار والمحادثات والمشاورات السياسية بشكل مكثف، مضيفاً أن “اللقاء الوزاري الرباعي سيعقد بعد تحديد روسيا الموعد، إثر مشاورات وفق جداول محددة”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.