الصواريخ الموجهة موت يلاحق المدنيين ويمنعهم من الوصول لأراضيهم الزراعية

أصيب 3 مدنيين بينهم طفل بجروح، جميعهم من عائلة واحدة، أمس الجمعة، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام استهدف حقلا زراعيا في قرية بليون، أثناء عمل المدنيين على قطاف الزيتون شمال غربي سوريا.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد تعرضت بلدات البارة وعين لاروز والموزرة وبزابور في ريف إدلب لقصف مدفعي مماثل استهدف منازل المدنيين، ما أدى إلى إصابة بين المدنيين.
نائب مدير الدفاع المدني السوري منير مصطفى قال في تصريح لـ “القدس العربي” إن هذا التصعيد المستمر يهدد حياة المدنيين في الكثير من المناطق من ريفي إدلب وحلب، ويمنع المزارعين من الوصول والعمل في الأراضي الزراعية وجني محصول الزيتون.
وأشار إلى أن قوات النظام تواصل هجماتها بالصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية مستهدفة السكان في شمال غربي سوريا.
ويعاني المدنيون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمال غربي سوريا، من واقع إنساني صعب، مع استمرار حملات التصعيد الممنهجة للقصف من قبل قوات النظامين السوري والروسي واستخدامهم أسلحة وأساليب تزيد من همجية الهجمات وأسلحة محرمة دوليا، وتنسف استقرار المدنيين وتجبرهم على ترك منازلهم بظروف صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، وبعد الزلزال المدمر وغياب مقومات الحياة، في ظل تصعيد غير المسبوق منذ 4 سنوات وتداعيات حرب مستمرة منذ 12 عاماً.
وفي هجوم هو الخامس من نوعه الذي تشهده المنطقة منذ أقل من شهر، استهدفت قوات النظام السوري، الخميس، الطريق الواصل بين بلدة تفتناز وقرية آفس شرقي إدلب بثلاثة صواريخ، ما أسفر عن مقتل مدني، فضلا عن أضرار في آلية وسيارة مدنية، وفق تقرير لمنظمة الخوذ البيضاء، كما قتل شاب مدني باستهداف من قوات النظام بصاروخ موجه لآلية هندسية ثقيلة (باكر) أثناء عمل الشاب على رفع سواتر ترابية على أطراف طريق آفس – تفتناز في ريف إدلب الشرقي لحماية المدنيين والحد من رصد قوات النظام لحركة المارة على الطريق وتمكين المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية والعمل فيها لتأمين قوت يومهم.
وكررت قوات النظام استهدافها بصاروخ ثان بالقرب من المكان أثناء وجود فرق الدفاع المدني في المكان للاستجابة، واستهدفت بصاروخ ثالث سيارة مدنية قريبة من المكان أيضاً ما أدى لاحتراقها، دون وقوع إصابات.
ويوم الثلاثاء، قتل مدني وأصيب 4 آخرون بينهم طفلة عمرها 4 سنوات وهي شقيقة أحد المصابين، جراء استهداف قوات النظام بصواريخ موجهة نوع كورنيت سيارة مدنية ومنازل المدنيين في بلدة تفتناز شرقي، وأدى القصف لأضرار في السيارة المستهدفة وحريق في أحد المنازل.
وسبق ذلك استهداف قوات النظام بهجمات مماثلة بالصواريخ الموجهة سيارة مدنية على طريق بنش – تفتناز شرقي إدلب، ما تسبب في مقتل ممرض وإصابة طبيب وسائق بحروق بليغة، وجميعهم من كادر مشفى مدينة بنش.
ومنذ بداية العام الحالي 2023، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 13 هجوماً بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام، تسببت هذه الهجمات بمقتل 3 مدنيين بينهم متطوع في الدفاع المدني السوري، وإصابة 11 مدنياً بينهم طفل بجروح.
وبلغت حصيلة الاستهدافات بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام في عام 2022 والتي استجابت لها فرقنا، 27 استهدافاً للمدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، وأدت لمقتل 10 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وإصابة 36 آخرين بينهم 11 طفلاً و3 نساء.
وفي عام 2021 كان معدل هذه الاستهدافات أكبر من حيث عدد الضحايا وعدد الاستهدافات بواقع 34 هجوماً بالصواريخ الموجهة قتل على إثرها 30 مدنياً بينهم 4 أطفال و3 نساء وأصيب 35 آخرون بينهم 7 أطفال.
وصعّدت قوات النظامين السوري والروسي بشكل خطير وممنهج قصفها الصاروخي والمدفعي والجوي على شمال غربي سوريا خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مستخدمة أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دوليا.
وشنت نحو 300 هجوم من بينها أكثر من 160 هجوماً مدفعياً وأكثر من 70 هجوماً صاروخياً واستخدم فيها مئات القذائف المدفعية والصواريخ، و30 هجوماً جوياً من الطائرات الحربية الروسية، و9 هجمات بالأسلحة الحارقة المحرمة دولياً وهجوماً واحداً بالقنابل العنقودية، واستهدفت هذه الهجمات أكثر من 50 مدينة وبلدة، وتركزت على الأسواق والمرافق الحيوية والمخيمات والمدارس والمرافق العامة.
وأدت الهجمات لمقتل أكثر من 66 شخصاً بينهم 23 طفلاً و13 امرأةً، وأصيب فيها أكثر من 270 شخصاً بينهم 79 طفلاً و47 امرأة، و3 متطوعين في الدفاع المدني السوري، وارتكبت قوات النظام ثلاث مجازر أغلب الضحايا فيهما من الأطفال والنساء.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يرتفع تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا باستهدافات برية ضمن إدلب ومحطيها منذ مطلع العام الجاري إلى 573، وذلك خلال 392 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات، كما أصيب بالعمليات المذكورة أكثر من 257 من العسكريين و200 من المدنيين بينهم 43 طفلا و23 سيدة بجروح متفاوتة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.