إسرائيل تشن اثنين وسبعين هجوماً على سوريا خلال العام 2023

قصفت المقاتلات الحربية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بموجة من الصواريخ محطة رادار في السويداء، ومطار دمشق الدولي بعد يوم واحد من عودته للعمل وإقلاع أول طائرة إثر توقف فعلي دام أكثر من شهرين، منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مصدر عسكري مطلع قال لـ “القدس العربي” إن مقاتلات “اف 16” قصفت في وقت متأخر من ليل الخميس، بثلاثة صواريخ خراسانية، ثلاثة مواقع في المدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي وأخرجته عن الخدمة.
ووفقاً للمصدر، فقد استهدف القصف “في جولة أخرى بصاروخ موجه، محطة رادار تل الصحن للإنذار المبكر، التابعة لفوج التأمين الأول – الحرب الإلكترونية – في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء جنوب سوريا” ما أدى إلى تدميره.
وكانت شركات الطيران قد أعلنت الأربعاء، عن استئناف العمل بالمطار وإقلاع واستقبال رحلات جديدة، دون تصريح رسمي من وزارة النقل السورية أو تبيان حركة الملاحة الجوية.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد أقلعت طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام نحو موسكو عند الساعة 11 والربع مساء الأربعاء بتوقيت دمشق.
وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت مطار دمشق الدولي، وذلك بعد يوم من إعلان عودته للعمل، حيث استهدفت مهابط المطار، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة للمرة الثانية.
وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، شنت طائرات إسرائيلية غارات على المطار طالت المهابط، وأدت لاستشهاد اثنين من العاملين في المطار ليتم تحويل الرحلات إلى مطار اللاذقية.
وفي السويداء القريبة، قال المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” المحلية ريان معروف لـ “القدس العربي” إن غارة جوية استهدفت نقطة رادار تل الصحن التابعة لقوات النظام في بادية السويداء.
وسمع دوي انفجار قوي في المنطقة المحاذية للموقع العسكري، وتسبب القصف على نقطة تل الصحن شرقي السويداء، وفق المتحدث “بتدمير منظومة الرادار” التابعة لقوات النظام.
مصدر عسكري صرح، حسب وزارة الدفاع السورية، أنه “حوالي الساعة 05: 23 من مساء اليوم (أمس) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الجنوبية وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، واقتصرت الخسائر على الماديات”.
وتحدثت وزارة الخارجية في بيان منفصل عن “عدوانين جديدين حوالي الساعة الحادية عشرة و5 دقائق من مساء الخميس 28-12-2023 من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الجنوبية. وحوالي الساعة 1.20 من فجر يوم الجمعة 29-12-2023 نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفاً عدداً من النقاط في محيط دمشق”. وقالت أمس الجمعة، في بيانها، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تعكس نزعة متأصلة لدى القيادات الصهيونية لمتابعة نهج القتل والتدمير الذي تمارسه دون هوادة مجددة مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته في تنفيذ ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني”.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، قالت وزارة الخارجية: “جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحدّيها للرأي العام العالمي وقرارات الأمم المتحدة ودعوات أغلب أعضاء مجلس الأمن إلى عدم توسيع العدوان القائم على الشعب الفلسطيني”.
وأكدت أن هذه الاعتداءات المتكررة “تعكس نزعةً متأصلةً لدى القيادات الصهيونية لمتابعة نهج القتل والتدمير الذي تمارسه دون هوادة بهدف قتل المزيد من الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بما في ذلك ما يزيد على 7 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، وتدمير أكثر من 80 في المئة من منازلهم في شمال ووسط قطاع غزّة بهدف وحيد هو تهجير ما تبقى من الفلسطينيين إلى خارج بلادهم وبناء إسرائيل الكبرى”.
وشددت الوزارة على أن الاعتداءات الجديدة المتكررة على سوريا والتهديدات التي لم تتوقف ضد لبنان وضد دول عربية أخرى في المنطقة تُظهر حقيقة أهداف الكيان الصهيوني الذي يريد التوسّع في المنطقة على حساب الحقوق العربية في فلسطين وغيرها من الأراضي المحتلة، كما دعت من جديد “مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته في تنفيذ ما ينصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني”. وختمت بالقول: “في هذه اللحظات، قبل بدء العام الجديد بأيام، تقف شعوب العالم أمام مسؤولياتها وخاصةً وقف المجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية الآجلة وكذلك وقف الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤهما ضد الشعب السوري”. في غضون ذلك، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 72 هجمة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 48 منها جوية و24 برية، منذ بداية العام الجاري، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 142 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات في مقتل 120 من العسكريين، بينهم 40 من قوات النظام منهم ضباط، و37 من الميليشيات التابعة لإيران ومن جنسيات غير سورية، و7 من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بينهم مستشار كبير، و8 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و24 من حزب الله اللبناني، وعنصران من الجهاد الإسلامي، و2 مجهولا الهوية، فضلاً عن مقتل سيدة و3 رجال، وإصابة 134 آخرين منهم بجروح متفاوتة.
وتوزعت الهجمات على دمشق وريفها بواقع 29 هجمة، و17 للقنيطرة، و2 لحماة، و3 لطرطوس، و8 لحلب، و5 للسويداء، و13 لدرعا، و4 لحمص، و2 لدير الزور.
ويستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي في المرة الواحدة أكثر من محافظة، وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الهجمات.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.