شهدت العاصمة دمشق توقيع مذكرة تفاهم مع تحالف شركات عالمية بقيادة شركة «يو سي سي» القابضة القطرية، لتطوير مشاريع توليد طاقة واسعة النطاق بقيمة تصل إلى 7 مليارات دولار، ضمن مبادرة «إحياء الطاقة في سوريا».
ومن الشركات الدولية الموقعة، مجموعة يو سي سي العالمية، شركة أورباكون، شركة باور الدولية، شركة جنكيز للطاقة وشركة كاليون للطاقة التركيتان.
عضو مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، رواد رمضان قال لـ«القدس العربي»: أبرمنا مجموعة من الاتفاقيات الهامة بين سوريا وتركيا، إلى جانب تحالف دولي بقيادة قطرية وبمشاركة شركات تركية وأمريكية، بقيمة إجمالية تبلغ 7 مليارات دولار.
وتشمل هذه الاتفاقيات تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية بسعة 4000 ميغاواط، وإنشاء محطة طاقة شمسية إضافية بسعة 1000 ميغاواط في الجنوب. كما تم الاتفاق على تزويد سوريا يوميًا بـ6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتوفير 1000 ميغاواط من الكهرباء عبر مشاريع الربط المشترك، بما يعزز استقرار منظومة الطاقة في سوريا ويحقق التكامل الاقتصادي الإقليمي. وفي موازاة ذلك، بدأت المحادثات بين البلدين لإعادة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة عام 2007، بما يسهم في تنشيط حركة التبادل التجاري وفتح آفاق استثمارية واعدة لكلا الطرفين.
وأضاف: أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، ومراجعة شاملة للاتفاق الذي تم تجهيزه سابقاً وتطويره وفق المعطيات الجديدة، سيكون له أثر كبير على البلدين من ناحية زيادة القدرة على الانتاج، ورفع قابلية التصدير.
وتأتي هذه الاتفاقية وفق المسؤول التركي: ضمن سياق اقتصادي متكامل، وتوجه تركي نحو التعاون مع سوريا، وخاصة بعد زوال العقبات التي كانت تحول بين تطوير العلاقات بين البلدين، حيث تم التواصل في مسارات متعددة منها قطاع النقل والمواصلات، وتم الاتفاق على مراجعة شاملة للاتفاق التجاري بين البلدين، بالإضافة لمجال الطاقة.
وستستضيف تركيا في نهاية الشهر المقبل منتدى عالميا في مجال النقل، وتم الاتفاق على ان يتم التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لتقديم ملف النقل البري والبحري السوري على أكثر من 69 مشاركا دوليا من مسؤولين ووزراء.
وأكد أن الاتفاق ضم جداول زمنية مختلفة لعدة مسارات. وبالنسبة لملف الطاقة سيعمل التحالف المنشأ على تنفيذ حزمة المشاريع الضخمة خلال مدة 36 شهرا، تبدأ مراحلها الأولى خلال الأشهر الستة المقبلة. وتأتي هذه الاتفاقيات في إطار الجهود المشتركة لإعادة بناء سوريا وتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث أكد الجانبان على أهمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات لتحقيق التنمية المستدامة.
وأعلنت شركة «يو سي سي» القطرية القابضة، التي يترأسها رجل الأعمال السوري- القطري معتز الخياط، ويشغل منصبها التنفيذي شقيقه رامز الخياط، أمس الخميس، في بيان، توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة السورية لتنفيذ مشروع ضخم في قطاع الطاقة، بقيمة استثمارية تبلغ 7 مليارات دولار.
ووفقًا للبيان، فإن المشروع يتضمن إنشاء أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة، بقدرة إجمالية تصل إلى 4000 ميغاواط، بالإضافة إلى محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط في جنوب سوريا.
وأوضحت الشركة أن هذه المشاريع تهدف إلى تلبية أكثر من 50% من احتياجات سوريا من الكهرباء، مما يسهم في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في البلاد بعد سنوات من الحرب.
وأكدت أن المشروع سيتم تنفيذه بالتعاون مع شركاء دوليين، بما في ذلك شركات من الولايات المتحدة وتركيا، باستخدام تقنيات متقدمة في مجال الطاقة. وأشار البيان إلى أن أعمال البناء ستبدأ بعد الانتهاء من الاتفاقيات النهائية والإغلاق المالي، مع توقعات بإكمال محطات الغاز خلال ثلاث سنوات، ومحطة الطاقة الشمسية خلال أقل من عامين.
وشملت مذكرات التفاهم تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بنظام الدورة المركبة في مناطق دير الزور، ومحردة، وزيزون في ريف حماة، وتريفاوي في ريف حمص، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى نحو 4000 ميغاواط، باستخدام تقنيات متطورة أمريكية وأوروبية. كما تضمنت الاتفاقيات إنشاء محطة طاقة شمسية في منطقة وديان الربيع جنوب سوريا، بقدرة توليد تبلغ 1000 ميغاواط.
وفي كلمة له خلال مراسم التوقيع، أكد وزير الطاقة محمد البشير أنّ هذه اللحظة تمثل نقطة تحول تاريخية في مسار قطاع الطاقة والكهرباء في سوريا، مشيراً إلى أنّ هذه الاتفاقيات تأتي ضمن خطة إعادة بناء البنية التحتية المتهالكة، وتعزيز التعاون الإقليمي في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأوضح أن قيمة الاستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار، ستسهم في توليد 5000 ميغاواط من الكهرباء، ما من شأنه تحسين ساعات التغذية الكهربائية في البلاد، وبالتالي التأثير إيجاباً على مختلف مناحي الحياة اليومية للمواطنين. كما أشار إلى أن هذه المشاريع ستستخدم تقنيات حديثة لضمان الاستدامة والكفاءة، وأن المرحلة المقبلة ستشمل تزويد سوريا بإمدادات جديدة من الغاز عبر الأردن وتركيا، وهو ما من شأنه تحسين الواقع المعيشي.
فيما قال الخياط إن توقيع هذه المذكرة يمثل انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل المشترك نحو إعادة إعمار سوريا، وتحقيق اكتفائها الذاتي لضمان نهضة مستدامة.
ووجه الشكر للرئيس أحمد الشرع، ولأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدورهم في تهيئة الظروف المناسبة لإنجاز هذه الاتفاقيات.
وأضاف أن المشروع سيوفر أكثر من خمسين ألف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى مئتين وخمسين ألف فرصة عمل غير مباشرة، مما يعزز سوق العمل المحلي ويدعم الاقتصاد الوطني. كما أكد أن الشركات المنفذة ستستخدم أحدث التقنيات في مجالي الطاقة الغازية والطاقة الشمسية، وستشارك في قطاعات المقاولات، والبنية التحتية، وإعادة الإعمار.
وأوضح البشير أن الاتفاقية تفتح الباب أمام تحقيق الاستقرار والاستدامة في تأمين احتياجات البلاد من الطاقة، وتؤسس لعهد جديد من المشاريع الحيوية الهادفة إلى إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية شاملة في مختلف القطاعات. كما أشار إلى أن رفع العقوبات يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في البلاد.
وفي ختام التصريحات، أكد الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون أن الاتفاقيات الموقعة ستسهم في تحويل سوريا من دولة تعاني من عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدّرة لها، مضيفاً أن المشاريع المتفق عليها تُعدّ ركائز أساسية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في البلاد، ولبناء مستقبل اقتصادي قوي ومستدام.
القدس العربي
