قصف على مدينة دمشق

المعارضة ترد على خطاب الأسد بقصف عاصمته.. وثلاثة آلاف قتيل وجريح منذ انتخابه

ردّ مقاتلو المعارضة السورية على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، بإطلاق قذائف الهاون التي استهدفت أحياء في العاصمة السورية، بينها حي الشعلان في دمشق، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل، وإصابة 22 شخصا بجروح، فيما تواصل القتال في القلمون بين مقاتلي جبهة النصرة وحزب الله اللبناني، وكثفت القوات النظامية قصف بلدة مورك في حماه.

وألقى الأسد خطاب القسم في القصر الرئاسي بعد نحو 40 يوما على انتخابه لولاية رئاسية ثالثة، وقع خلالها أكثر من 3 آلاف سوري بين قتيل وجريح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتمكن المرصد من توثيق مقتل 743 مواطنا مدنيا، بينهم 197 طفلا و108 مواطنات فوق الـ18 سنة، قضوا في قصف طائرات النظام الحربية والبراميل المتفجرة، ونجم عنها أيضا سقوط 2400 جريح، بينهم مئات الأطفال والنساء، وذلك بين تاريخ الإعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية، وتاريخ تأديته للقسم أمس، أي 43 يوما. وأوضح المرصد أن 43 في المائة من القتلى، سقطوا خلال القصف الجوي على مدينة حلب وريفها.

وبينما كان الأسد يلقي خطابه، أفاد ناشطون بسقوط قذائف هاون على أحياء دمشق. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق تأكيده مقتل 4 مواطنين وإصابة 22 آخرين «جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على حي الشعلان بدمشق». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، إلى سقوط قذائف هاون عدة على أحياء وسط العاصمة، مشيرا إلى «استشهاد 3 مواطنين وإصابة أكثر من 11 آخرين بجراح».

وأوضح المرصد أن قذائف الهاون، استهدفت منطقة في حي نهر عيشة، ومناطق في حي الشعلان ومحيط حي المزرعة وحي أبو رمانة ومنطقة عين الكرش وساحة المحافظة والمالكي والشيخ سعد وساحة الأمويين وسط العاصمة.

وجاء القصف على أحياء دمشق، بعد اشتباكات اندلعت في منطقة المليحة المحاذية لحدود دمشق ومحيطها وعلى محاور الجهة الشرقية وطريق زبدين، والشرقية الشمالية طريق حتيتة الجرش ومحاور أخرى، بين الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محاولة لفك الحصار عن مئات المقاتلين المحاصرين في المليحة منذ عدة أيام. وأفاد المرصد السوري بسماع دوي انفجار في منطقة المليحة ناجم عن تفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بعربة مفخخة بالقرب من تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محاولة لفك الحصار.

وأفاد المرصد بقصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على أطراف بلدة زبدين بالغوطة الشرقية وأربع غارات على مزارع بلدة كفربطنا ترافق مع سقوط صاروخين من نوع أرض – أرض على المنطقة، بينما تعرضت مناطق في مدينتي زملكا والزبداني ومناطق في وادي عين ترما وبساتين بلدة الكسوة ومناطق في الغوطة الشرقية، لقصف من قبل قوات النظام، ترافق مع قصف استهدف جرود بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية.

وفي القلمون، أفاد ناشطون بأن الاشتباكات تواصلت في مناطق حدودية مع لبنان بين مقاتلي «جبهة النصرة»، ومقاتلي حزب الله اللبناني الذي «دفع بتعزيزات إلى المنطقة بعد تعرضه لضربة قاسية قتل خلالها أكثر من 7 مقاتلين».

وتناقلت مواقع إلكترونية لبنانية معلومات عن مقتل قائد عسكري ميداني في حزب الله كان قائد محور أثناء حرب يوليو (تموز) 2006 ضد إسرائيل، في كمين نصبته مجموعة من تنظيم «جبهة النصرة» و«فصائل إسلامية» اشتبكت ليلا في جرود عرسال مع مجموعة من حزب الله حاولت التسلل إلى مراكز محصنة للفصائل الإسلامية. وذكر موقع «ناو» أن القيادي بسام طباجة الذي يتحدر من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان: «مطلوب على لائحة الإرهاب الأميركية».

في غضون ذلك، كثفت القوات النظامية السورية غاراتها الجوية على بلدة مورك بريف حماه الشمالي، وقال المرصد السوري إن عدد الغارات ارتفع إلى 25. فيما لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط بلدة مورك ترافق مع استهداف الكتائب الإسلامية رتلا لقوات النظام بقذائف الهاون جنوب البلدة. وفي حلب، تجدد القصف النظامي على خان العسل وهنانو والصاخور وصلاح الدين، فيما تواصلت الاشتباكات في مناطق بريف حلب الشمالي والشرقي. بموازاة ذلك، بدأت الكتائب الإسلامية التابعة لـ«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» تنفيذ حملة على الفساد في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي. وحذر الفصيلان «كل من تسول له نفسه بالاعتداء والظلم»، بأنه «سيضرب بيد من حديد». كذلك طالب البيان، أهالي ريف حلب الشمالي، الإبلاغ عن أي حالات فساد، مشيرا إلى تسهيل سبل التواصل مع الفصيلين.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.