الأجانب في سوريا والعراق وصناع القنابل الذكية في قاعدة اليمن

 انضم آلاف من المقاتلين الاجانب الى صفوف الجماعات المسلحة في سوريا والعراق في الاشهر الاخيرة مما اثار مخاوف جديدة من قبل الادارة الامريكية بشأن مؤامرات ارهابية محتملة تستهدف الولايات المتحدة او حلفائها.
وقال خبراء ان هذه الزيادة جنبا الى جنب مع معلومات استخبارية تفيد ان الجماعات المسلحة في اليمن قد صممت هاتفا محمولا يخفي قنبلة لا يمكن كشفها في المطارات وراء التحذيرات الطارئة والعاجلة على نحو متزايد لادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ان حاملي جوازات السفر الامريكية او الاوروبية قد يحاولون اسقاط طائرات ركاب او تنفيذ خطة مميتة اخرى.
ووفقا لتصريحات نقلتها «لوس انجلس تايمز» عن مسؤول رفيع من ادارة مكافحة الارهاب فان هنالك اكثر من 10 الاف مقاتل اجنبي قد انضموا الى المليشيات التى تسعى الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد او تنظيم «الدولة الاسلامية» التى اجتاح شمال العراق، وقد لاحظ هذا المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ان التقييمات السرية تشير الى ان عدد الذين انضموا في شهر شباط/ فبراير الماضي يزيدون عن نسبة الثلث مقارنة مع الاشهر السابقة.
وقال مسؤولون امريكيون ان ما يصل الى 3 الاف من المقاتلين الاجانب يحملون جوازات سفر دول اوروبا الغربية او غيرها وبالتالي يمكنهم السفر بسهولة عبر معظم الحدود فيما يصل عدد حملة الجوازات الامريكية الى 100 على الاقل، واكثر ما يثير القلق هو الشراكة المحتملة بين بعض الغربيين وصناع القنابل المتطورة من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقرها اليمن.
وقال المدعى العام اريك هولدر في حديث مع « ايه.بي.سي. نيوز «، الاسبوع الماضي، ان ما يحدث هو اكثر اثارة للقلق الشديد من اي شيء شاهده في حياته فيما قال جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، للصحافيين في واشنطن ان التهديد يبقيه مستيقظا في الليل لانه يرى في منطقة الشرق الاوسط « قاعدة ارضية « لاطلاق هجمات مميتة على غرار هجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر.
وقد تم القبض على اثنين من مواطني الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالارهاب منذ نيسان/ ابريل الماضي قبل استعدادهم للصعود الى رحلات طيران متوجهة الى تركيا، ويشتبه بانهم كانوا في طريقهم لمساعدة الجماعات المسلحة، وقال احد هولاء انه دفع ثمن التذكرة من اموال الضريبة الشخصية المستردة، وفي نفس الشهر قام شاب من ولاية فلوريدا بعملية انتحارية في سوريا.
وقال سيث جونز وهو مسؤول امريكي سابق لمكافحة الارهاب يعمل حاليا مع مؤسسة راند للابحاث ان المنطقة تشهد حاليا اكبر عدد من المقاتلين الاجانب فيما قال دانيال بايمان من جامعة جورج تاون في تقرير «لوس انجلوس تايمز» ان الاعداد ضخمة.
وانضم عدد من المقاتلين الاجانب الى جبهة النصرة التى تركز على هزيمة حكومة الاسد في سوريا فيما احتشد عدد اخر مع تنظيم «الدولة الاسلامية» التى انفصلت عن تنظيم القاعدة وسيطرت على كثير من الاراضي في سوريا والعراق، وعلى الرغم من احباط ومعاناة الجماعات المتمردة في سوريا الا ان النجاحات المذهلة للمقاتلين في «تنظيم الدولة الاسلامية» قد نشطت الجهود لتجنيد مزيد من المقاتلين الاجانب حيث تتوالى اشرطة الفيديو على «يوتيوب» عن المعارك كما يتم نشر التحديثات بانتظام على تويتر باللغة الانجليزية.
وقد ركز تنظيم «الدولة الاسلامية» حتى الآن على على التقاط مزيد من الاراضي في سوريا والعراق ولكن المخاوف الامريكية بدأت تنتشر حول نموهم بسرعة الى درجة وصف مسؤول في الامن القومي الامريكي ان هنالك احتمال لنشؤ «وادي سيلكون» من المنظمات المسلحة. واضاف المسؤول ان القلق ليس ما يحدث اليوم ولكن ما قد يحدث بعد اربع او خمس سنوات مشيرا الى انه في حالة قيامهم بانشاء دولة خاصة بهم فهم سيسارعون الى تنفيذ مشاريع جديدة وسيحولون انتباههم من الداخل الى الخارج.
وقالت ادارة امن المطارات الامريكية في وقت سابق من هذا الشهر أنها طلبت من بعض المطارات في الخارج تشديد الاجراءات الامنية وخاصة فحص الهواتف المحمولة والاجهزة الالكترونية الاخرى للتاكد من انها لا تخفي متفجرات كما كثفت وكالات الاستخبارات فحص كشوف ركاب الرحلات الجوية من والى تركيا التى تعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية الى سوريا.
وتحقق قوة مشتركة من ادارة مكافحة الأرهاب وادارة التحقيقات الفيدرالية ومكاتب الادعاء العام مع عشرات من الامريكيين الذين سافروا او من المعتقد انهم ينوون السفر الى سوريا لمساعدة الجماعات المسلحة، وقال مسؤولون ان الولايات المتحدة تنفق قدرا هائلا من الوقت والجهد في محاولة لتحديد هولاء، ويتزعم فرقة العمل المدعي العام المتقاعد ستيفن بونتسيلو الذي حرص على عقد اجتماعات مكثفة في اوروبا لحث دول القارة على تبادل المعلومات الاستخبارية واجراء تحقيقات اكثر سرية، ويشكل حملة الجوازات البريطانية والفرنسية الجزء الاكبر من حملة جوازات السفر الغربية في سوريا وقد القت بريطانيا خلال شهرين فقط على 40 شخصا على الاقل بتهم تتعلق بدعم الارهاب فيما تم تجريد 20 شخصا من جنسياتهم كما تدرس فرنسا في منح قوة اضافية للسلطات تمكنها من حجب المواقع المتشددة التى تسعى لتجنيد المقاتلين الاجانب وتعزيز قدرة الشرطة على توقيف المواطنيين الفرنسيين الذين ينوون التوجه للخارج لاغراض قتالية.
وانضم امريكيون الى الصراع في سوريا منذ عام 2011 ولكن دورهم لم يظهر الا عندما فجر الشاب منير محمد ابو صالحة، وهو من ام امريكية واب فلسطيني، نفسه في شاحنة محملة بالمتفجرات في شمال سوريا ثم برز اسم ميشيل وولف وهو من مواطني هيوستن بعد ان تم اعتقاله في مطار جورج بوش الدولي قبل سفره الى تركيا، وقبل شهرين تم اعتقال مساعدة التمريض مورين كونلي من ولاية كولورادو وهي تهم بالسفر الى اضنة بتركيا.

رائد صالحة – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.