واشنطن تتهم دمشق بتقويض مفاوضات جنيف باعتقال أقرباء مفاوضين من المعارضة

عواصم ـ وكالات: اتهمت الولايات المتحدة الاربعاء السلطات السورية بتقويض مفاوضات جنيف من خلال اعتقالها اقرباء مندوبين شاركوا في وفد المعارضة الى جنيف-2.
وقال عضو في الائتلاف السوري المعارض، امس الخميس، إن النظام السوري يتخذ من أموال وأقارب’أعضاء وفد المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف2 ‘رهائناً’، مضيفا أن’أعضاء الوفد’شاركوا في المؤتمر و’سيف النظام مسلّط على رقاب أقاربهم داخل سوريا’.
وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن’النظام السوري عمل على’الضغط على أعضاء وفد المعارضة’المشارك في مفاوضات جنيف2، الذي انتهت الجولة الثانية منه 15 شباط/فبراير الجاري،’من خلال قتل واعتقال أقارب لهم ومصادرة أموالهم.
وأضاف أن أجهزة الأمن السوري اعتقلت’شقيق محمد صبرا عضو الوفد المفاوض الممثل للمعارضة بعد 4 أيام فقط من’انتهاء’الجولة الثانية من المؤتمر’دون ‘أي مسوغ أو مبرر قانوني’، حسب قوله.
وفي بيان أصدره الائتلاف، أعلن’محمد صبرا عن اعتقال شقيقه قبل يومين،’وقال إن’عناصر الأمن العسكري، جهاز استخبارات تابع للنظام،’اعتقلوا’شقيقه محمود على أحد الحواجز التي يقيمونها في مدينة جرمانا بريف دمشق. وأوضح أن الاعتقال تم دون أي مسوغ قانوني، وربط الأمر بمشاركته في مفاوضات جنيف، لافتاً إلى أن التعرض لأقارب أعضاء الوفد جاء بعد تحويلهم إلى محكمة الإرهاب ومصادرة أموالهم.
في سياق متصل، نشر أكرم العساف، عضو الائتلاف الذي كان ضمن’الفريق الإعلامي المرافق لوفد المعارضة إلى جنيف،’على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’،’أثناء انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات،’نسخة من’قرار’صادر’عن ‘محكمة الإرهاب’ ينص على الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمئات المعارضين السوريين منهم أعضاء في الائتلاف والمجلس الوطني ومعارضين’آخرين’مستقلين.
وأوضح القرار، الذي نشره العساف،’وجود أسماء من أعضاء الوفد المشارك في جنيف،’على رأسهم أحمد الجربا رئيس الائتلاف الذي يقود وفد المعارضة في المفاوضات، والعساف، وأعضاء في الفريق الفني المرافق للوفد. ولم يتم التأكد من صحة القرار الذي نشر’العساف’نسخة منه من مصدر مستقل.
وكانت ‘هيومين رايتس ووتش’، المنظمة الحقوقية الدولية، قالت في تقرير أصدرته تشرين الأول/اكتوبر الماضي، إن السلطات السورية تبنت في تموز/يوليو 2012′ما وصفته بـ’القانون الفضفاض”لمكافحة الإرهاب يجرم كافة أنشطة المعارضة السلمية، وقد استغلت الحكومة ‘محكمة مكافحة الإرهاب’ التي أسستها وفق هذا القانون، والمحاكم الميدانية العسكرية الأقدم، لاستهداف النشطاء ومعاقبة المعارضة السلمية.
وكان فايز سارة المستشار السياسي والإعلامي للجربا، نعى قبيل انعقاد الجولة الثانية من المؤتمر ابنه وسام الذي كان معتقلاً لمدة شهرين لدى النظام السوري قبل أن يقوم بقتله في المعتقل.
وأوضح سارة، على صفحته الشخصية على ‘فيسبوك،’ أن وسام (24 عاماً ووالد لطفلين) قتل تحت التعذيب داخل فرع الأمن العسكري بدمشق، وهو كان متظاهراً وناشطاً في مجال الإغاثة قبل أن يعتقله النظام ويقتله، ويسلّم هويته لعائلته في دمشق. ولم يعلن المستشار عن اعتقال’أجهزة الأمن السوري لابنه وسام،’قبل أن ينعيه على ‘فيسبوك’. ‘ويخشى’المعارضون السوريين’عادة،’ومنهم أعضاء وفد المعارضة المشارك في جنيف، الإعلان عن اعتقال أو التعرض لأقاربهم المتواجدين داخل سوريا من قبل النظام وشبيحته، مليشيا مسلحة موالية له،’وذلك خوفاً من الانتقام’منهم.
وعقدت الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 2 خلال الفترة بين يومي 22 و31 كانون الثاني/يناير الماضي دون أن ‘تحقق أي تقدم’، بحسب ما أعلن المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر’الابراهيمي والناطقين باسم الوفدين، وكذلك الأمر بالنسبة للجولة الثانية التي عقدت ما بين 10 و15 شباط/فبراير الجاري.
واختتمت الجولة الثانية من المفاوضات، بتقديم الابراهيمي اعتذاراً’للشعب السوري، لأنه ‘لم يتم تحقيق الآمال التي كان’يعولها’عليها’، دون أن يحدد موعداً’لجولة ثالثة من المحادثات، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي ‘ندعو النظام الى اطلاق سراح جميع الذين اعتقلوا بشكل تعسفي على الفور وبدون شروط’ معربة عن ‘استنكار’ واشنطن.
وقالت ‘يجب السماح لوفد المعارضة بالعمل بشكل آمن من اجل عملية الانتقال السياسي’. ورأت انه من خلال تدابير كهذه فإن النظام السوري ‘لا يتحدى الاسرة الدولية فحسب بل يسعى ايضا للقضاء على التطلعات المشروعة للشعب السوري’. واطلقت عملية جنيف بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا غير انها لم تتمكن من تحقيق اي تقارب بين طرفي النزاع في سوريا.
وحسب وزارة الخارجية الامريكية، فإن النظام السوري اعلن ان بعض الاعضاء الذين شاركوا في هذه المحادثات هم ‘ارهابيون’ وتمت ‘مصادرة املاكهم’.
ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الامريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف الاسبوع المقبل في روما في اول لقاء وجها لوجه بينهما منذ فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات.
غير انه انتقد موقف موسكو حيال سوريا متهما الكرملين بزيادة دعمه لقوات الاسد من خلال امدادها بكميات اكبر من الاسلحة.وقال كيري ‘بصراحة انروسيا تعزز مساعدتها للاسد’.
وتابع ‘لا ارى ان ذلك بناء في سياق الجهود المبذولة لمحاولة حمله على تغيير رأيه والتوصل الى قرار بأن عليه التفاوض بحسن نية’. ورأى كيري في مقابلة اجرتها معه شبكة ‘ام اس ان بي سي’ التلفزيونية ان ما يقوم به الاسد ‘شائن، لا يتصوره عقل، غير مقبول، معيب، جبان، وشنيع. جميعنا نعرف ذلك، الكل يعرف ذلك’. 

نقلا عن القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.