د. كمال اللبواني
الهدف من هذه الدراسة تحليل عناصر الصراع في سوريا وتفاعلاتها ، ورسم تغيراتها وآفاقها ، وفهم الواقع من وجهة نظر علمية محايدة غير مؤدلجة .
نتيجة: لا أمل في حل سياسي يعيد الأمور للوراء ، النظام والائتلاف يموتان معا بالتزامن مع اعلان وفاة سوريا عام 2016 ، تتغير خريطة الصراعات وتنزاح كتل بشرية كبيرة ، ثم تستقر الجبهات بتدخل دول قوية تتقاسم النفوذ وتتقاتل مباشرة أو بالواسطة على الأرض السورية ،وفي دول المنطقة الفاشلة الأخرى ( لبنان والعراق ) . تبدأ دول الجوار هذه بالتصدع والتفكك بعد انتقال عدوى الصراع إليها ، فتخف قبضتها ، وتنمو لغة المصالح التي تعيد رسم الخريطة السياسية على أسس وقيم ونظم جديدة ، ويولد شرق أوسط جديد مختلف ، يمحو القوى الماضوية والتقسيمية التي تحاول اليوم تخليد نفسها من خلال الصراع ، يتعمم النموذج الجديد في المنطقة مع توسع دائرة التفكك والفشل . تلعب سوريا دورا محوريا في رسم تاريخ الشرق الأوسط ، وبشكل خاص دمشق التي يجب أن تنصب كل الجهود باتجاهها كعنوان لاعادة صياغة المنطقة .
الخلاصة الفلسفية :
تمر منطقة الشرق الأوسط بما مرت به أوروبا في الحرب العالمية الثانية ، التي انتهت بقيام الاتحاد الأوروبي
فمنطقة الشرق الأوسط المتخلفة التي دخلت الحداثة بشكل مصطنع وقسري ، تعيد بناء نفسها انطلاقا من مكوناتها التاريخية التي تتصارع بعنف ووحشية ، وتفني بعضها مفسحة الطريق نحو بناء نماذج جديدة من التشكيلات الاجتماعية السياسية .