تواصل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ا؟ستقدام عائلات من العراق إلى مدينة تدمر الأثرية ومحيطها وسط سوريا، حسب ما أكدت مصادر لـ«القدس العربي». وحسب الصحافي عمر البنية، من تدمر، فإن الميليشيات المدعومة من إيران تستغل غياب الأهالي بسبب تهجيرهم وعدم السماح من جانب النظام بالعودة، باستقدام عائلات لمقاتلين شيعة، بغرض إسكانهم في هذه المنطقة التي توليها إيران أهمية خاصة.
وأكد لـ«القدس العربي» أن ميليشيات إيران بدأت بالانتشار في تدمر ومحيطها منذ ما يزيد عن عامين، بعد استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة، حيث تنشط في المنطقة ميليشيات إيرانية وأفغانية وعراقية، بعضها تتاجر بالآثار، التي يتم جمعها بعمليات تنقيب بدائية. وفي السياق ذاته، أكد موقع «نورث برس» المحلي وصول عشرات عائلات عناصر الميليشيات المدعومة من إيران من العراق إلى مدينة تدمر في ريف حمص.
وأكد الموقع نقلاً عن مصادر محلية أن أكثر من 40 عائلة عراقية وصلت إلى منطقة السخنة ومدينة تدمر في بادية ريف حمص الشرقي بهدف الإقامة والسكن بها نتيجة وجود أبنائهم في سوريا في صفوف «حركة النجباء» و«لواء فاطميون». وبيّن أن هذه العائلات قدمت عبر طريق تدمر-دير الزور عقب قدومها من الأراضي العراقية، بينما ستنتقل أخرى من أرياف دير الزور ومن العاصمة دمشق للإقامة بجانب أبنائهم في البادية السورية، حيث تقطن العائلات في منازل جرى الاستيلاء عليها سابقاً لعدم وجود أصحابها.
وأوضح أن الميليشيات الإيرانية تسعى إلى القيام بعملية تغيير ديموغرافي في المنطقة، من خلال الاستيلاء على منازل، وإنشاء مقار ومكاتب لها، ثم توطين عائلات عناصرها، ما يحولها لمعقل جديد لها كحال ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات النظام. وحول أهمية تدمر والبادية السورية لإيران، يلفت الكاتب والمحلل السياسي، عمار جلو، إلى مشروع إيران المسمى بـ»خط الغاز الإسلامي» موضحاً لـ«القدس العربي» أن لدى إيران مشروع يهدف إلى مد أنابيب الغاز من أراضيها إلى البحر المتوسط، مروراً بالعراق وسوريا.
ووفق جلو، فإن البادية السورية غير المأهولة بشكل واسع، تقع على طريق هذا المشروع، ولذلك تسعى إيران إلى توطين جماعات موالية في هذه المنطقة، لتسهيل حماية الخط على المدى القريب والبعيد.
كذلك وفق الكاتب، تشكل البادية السورية وتدمر على وجه تحديد أحد أهم طرق الإمداد البري الإيرانية نحو سوريا انطلاقاٌ من العراق، معتبراً أن «استهداف السفن الإيرانية من جانب إسرائيل، جعل إيران تعتمد بشكل أكبر على الطرق البرية لإمداد الميليشيات المدعومة منها في سوريا ولبنان (حزب الله)».
وقال جلو، إن خطط إيران الاستراتيجية تجبرها على تأمين طريق بري يربط أراضيها بلبنان والبحر المتوسط، ولذلك تلجأ إلى توطين عائلات موالية لها على امتداد المناطق التي تربط العراق بالساحل السوري ولبنان. وفي وقت سابق، شرعت ميليشيا «فاطميون» و«حركة النجباء» المرتبطتان بـ«الحرس الثوري» الإيراني، بحفر سلسلة من الأنفاق تربط مقارها ومراكزها في مدينة تدمر ببعضها بعضاً.
وحسب مصادر محلية، بدأت عمليات الحفر بإشراف من «فاطميون» و«حركة النجباء» على حد سواء انطلاقاً من مستودعات الذخيرة والنقاط العسكرية في الأطراف الشرقية من مدينة تدمر، بتمويل من الحرس الثوري الإيراني الذي قدم تكاليف ونفقات عمليات الحفر لـ«حركة النجباء» في حين تقوم ميليشيا « فاطميون» بمساعدة الحركة، وبيّنت المصادر أن عمليات الحفر تتم بالطرق اليدوية والآلية. وتعتمد الميليشيات المدعومة من إيران على ورش حفر مدنية من أهالي مدينة تدمر والقرى المجاورة لها في ريف حمص الشرقي الخاضع لسيطرة قوات النظام، مستغلة الحالة الاقتصادية المتردية للسكان.
القدس العربي