دارت اشتباكات أمس، بين فصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة وقوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة ثانية، ضمن منطقة التفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، غرب حلب، شمال غربي سوريا، ترافق مع قصف مدفعي مكثف مصدره قوات النظام طال مناطق متفرقة بأرياف إدلب وحلب.
وقال الرائد محمد العمر، وهو قيادي في فصائل المعارضة: «اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في غرفة عمليات (الفتح المبين) من جهة، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية (لواء فاطميون ولواء القدس) من جهة ثانية على محور منطقة كفرنوران غربي حلب، إثر محاولة تقدم فاشلة للأخيرة على محاور وخطوط التماس في المنطقة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وجرح 4 عناصر من قوات النظام، وإجبارها على الانسحاب».
وأضاف: «تحاول الميليشيات الإيرانية بشكل مستمر التقدم نحو مواقع تابعة لفصائل المعارضة بريف حلب الغربي، حيث جرى إحباط محاولة تقدم للمجموعات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة الماضية، على محور ميزناز وكفرنوران، وسط اشتباكات عنيفة ووقوع خسائر بشرية في صفوفها. ولفت، أن معظم النقاط العسكرية ضمن مناطق النظام غربي حلب، تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية متعددة الجنسيات، منها لواء فاطميون الأفغاني ولواء القدس الفلسطيني ولواء زينبيون العراقي ومجموعات شيعية من جنسيات باكستانية».
من جهته، قال حسام جمعة وهو ناشط بريف حلب، أنه جرى استهداف قرى ومناطق كتيان وكفرنوران والعصموص والواساطة غربي حلب، بقذائف مدفعية مكثفة، بالإضافة إلى استهدافها بصواريخ (الفيل) من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، أسفرت عن خسائر مادية، فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وأضاف، أن المراصد المسؤولة عن رصد عمليات النظام، حذرت المدنيين في مناطق كفرنوران والأتارب وكفركرمين ومناطق أخرى بريف حلب الغربي، بفض التجمعات، وإفراغ المدارس من الطلاب والأطفال، خشية استهدافها من قبل قوات النظام، ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
وأوضح، أنه تشهد خطوط التماس والمناطق الجنوبية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، هدوءاً حذراً، يخلو من القصف والاستهدافات بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة في تلك المناطق.
في سياق آخر، قُتل 5 عناصر من قوات النظام وتدمير سيارة عسكرية للأخيرة بهجوم جديد ومباغت، نفذه عناصر من (تنظيم داعش) على طريق أثريا – خناصر شمال شرقي حماة وجنوب حلب.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «مجموعة من (تنظيم داعش) هاجمت مجدداً سيارات عسكرية تابعة لقوات النظام وتقل عدداً من العناصر، على طريق أثريا – خناصر جنوب حلب، بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، أعقبها اشتباكات عنيفة، وأسفرت عن مقتل 5 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين». وأضاف، أن «تنظيم داعش نفذ خلال الأيام الأخيرة الماضية سلسلة هجمات مباغتة في المنطقة ذاتها على سيارات عسكرية تابعة لقوات النظام، وأدت إلى مقتل عدد من عناصرها، وتدمير عدد من الآليات، وبات الطريق يشكل مصدر رعب بالنسبة لعناصر قوات النظام، بسبب الهجمات المتتالية لتنظيم داعش، وتزايد نشاطه بالفترة الأخيرة واعتماده على العمليات الخاطفة».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه تتناوب الثلاثاء 7 ديسمبر (كانون الأول)، 4 مقاتلات روسية على قصف مواقع يتحصن ويتوارى بها مقاتلو تنظيم (داعش) في باديتي الرصافة جنوب غربي الرقة والشولا غرب دير الزور، بأكثر من 38 غارة جوية على مدار يومين متتالين، تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، إلى محيط باديتي دير الزور الغربي والجنوبية، وبادية الرقة الجنوبية الغربية، بهدف القيام بحملات تمشيط اعتيادية للبحث عن خلايا التنظيم في تلك المناطق، وذلك في ظل التصاعد الملحوظ لنشاط خلايا (التنظيم) في عموم البادية السوري الممتدة من ريف حماة وحمص الشرقي وسط سوريا، وصولاً إلى باديتي الرقة ودير الزور وصولاً إلى الحدود السورية العراقية)، بالإضافة إلى عمليات تمشيط تجريها قوات النظام والدفاع الوطني في بادية دير الزور بحثاً عن تلك الخلايا.
الشرق الأوسط