علمت “القدس العربي” من مصادر في العاصمة دمشق، بأن النظام السوري وبالتنسيق مع الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، استقدم دفعات جديدة من عائلات المقاتلين من جنسيات أفغانية وإيرانية، للاستقرار في ضواحي دمشق الجنوبية التي تعد مركز ثقل للتواجد الشيعي في العاصمة السورية، وكذلك الى ريف دير الزور الشرقي.
وحسب المصادر فإنه جرى الترتيب لنقل هذه العائلات خلال مرحلة جواد غفاري، المعروف باسم العميد أحمد مدني قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وان العملية أجلت مرات عدة بسبب التوترات الأمنية في شرق سوريا اذ تم إسكان عدد من العائلات في ريف دير الزور بعد قيام مؤسسة “جهاد البناء” باستملاك عقارات عدة لإسكانهم هناك، ويقدر عدد العائلات بنحو 20 عائلة وصلوا من طهران إلى جنوب دمشق جواً عبر مطار دمشق الدولي، وقد أكدت مواقع صحافية هذه الأنباء وقالت إنهم من عائلات المقاتلين في ميليشيا “لواء فاطميون”.
وحسب موقع “زمان الوصل” المحلي فان العائلات نقلت في طائرة من طهران إلى مطار دمشق، موضحاً أن حافلتين أقلت العائلات نحو بلدة “يلدا “جنوب العاصمة دمشق برفقة سيارات عسكرية تابعة لميليشيا “الحرس الثوري “الإيراني لحمايتها، في الوقت الذي توجهت فيه بعض العائلات إلى ريف دير الزور الشرقي، حسب الموقع المذكور.
ونقلاً عن مصادر أكد الموقع أن العائلات جرى إسكانها في منازل ضمن تجمع سكني على أطراف البلدة من جهة ببيلا، كانت الميليشيا قد سيطرت عليها سابقاً وتم تجهيزها بالكامل.
وحسب الصحافي في شبكة “عين الفرات” يزن توركو، فإن الميليشيات تواصل استقدام العائلات لتوطينها في مناطق عدة من سوريا، من بينها مدينة تدمر وجنوب دمشق، وريف دير الزور الشرقي. وأوضح توركو لـ”القدس العربي”، أن الميليشيات استقدمت منتصف كانون الأول/ديسمبر الحالي، ما يزيد عن 60 عائلة شيعية من العراق وأفغانستان عبر حافلات من معبر البوكمال، إلى مدينة تدمر، حيث تم توطينهم في حي الجمعيات الذي يعد معقلاً للميليشيات في تدمر، وإلى مدينة الحجيرة جنوبي دمشق.
وحسب توركو، فإن الهدف من كل ذلك، تغيير ديموغرافية بعض المناطق السورية.
وفي تعليقه على ذلك، يشير الباحث والكاتب المهتم بالشأن الإيراني، عمار جلو، في حديث لـ”القدس العربي “إلى أهمية جنوب دمشق لتأمين مطار دمشق الدولي، والمنطقة الممتدة حتى الحدود اللبنانية، وكذلك إلى وجود مقامات “شيعية” في هذه المنطقة.
وقال الكاتب، إن مناطق جنوب دمشق شهدت أكبر عمليات التغيير الديموغرافي في سوريا، حيث بدأت تلك العملية بعمليات التهجير الجماعي التي سُجلت بوتيرة كبيرة من مدن داريا، والمعضمية وغيرها. وأضاف جلو، أن النظام يخطط لجعل هذه المناطق محطة للعائلات الشيعية، بغرض حماية خط إمداد “حزب الله” في لبنان، استباقاً لأي تغييرات أو انسحابات ميليشياوية من سوريا. ويبدو أن اهتمام الحرس الثوري في تدمر ودير الزور، يأتي خدمة لنفوذها جنوبي دمشق، حيث تقع هذه المدن على الطريق الواصل بين العراق ودمشق. وفي هذا الإطار، كشفت تقارير إخبارية محلية، قبل أيام، عن قدوم تجار مرتبطين بالحرس الثوري إلى دير الزور في مهمات تجارية.
وأوضحت عشرة من كبار رؤوس الأموال الإيرانيين قدموا برفقة وفد من منظمة “جهاد البناء” إلى مدن الميادين والبوكمال مؤخراً، بهدف شراء عقارات ومنازل إذ قاموا بدفع مبالغ خيالية تتراوح بين 500 مليون إلى مليار ليرة سورية للعقار. وأكدت التقارير أن التجار يتواصلون شخصياً مع ملاكي العقارات لإقناعهم بالبيع، دون الرجوع للمكاتب العقارية وذلك بواسطة شخصيات نافذة.
القدس العربي