«عندي 100 صاروخ تاو حالياً، ولم أرم إلا على هدفين لقوات النظام السوري خلال 3 شهور»، هكذا رد المقاتل في صفوف فصائل المعارضة سهيل حمود المعروف بـ»أبو التاو»، وهو أحد أشهر رماة الصواريخ المضادة للدروع، على الانتقادات التي طالته بعد إعلانه عن اعتزامه التوجه إلى أوكرانيا، لمساندة الأخيرة في صد اجتياح الجيش الروسي.
وكان إعلان «أبو التاو» عن استعداده للقتال في أوكرانيا، قد أثار انقساماً ضمن أوساط المعارضة، فبينما أشاد البعض بإعلانه، انتقده آخرون وطالبوه بتدمير دبابات النظام المرابطة على تخوم إدلب، وقاعدة حميميم الروسية، كونها أقرب إليه من أوكرانيا.
وفي تصريحات صحافية له، رد «أبو التاو»: «عندما أعلنت عن استعدادي للتوجه نحو أوكرانيا، أنا أريد قتال المحتل الروسي لبلادي، وليس في أوكرانيا فحسب، أعلن عن استعدادي قتال روسيا في أي دولة تتعرض للغزو، وهذا دفاعاً عن دماء شعبي التي أراقتها روسيا».
وحظيت تغريدة «أبو التاو «التي أعلن فيها عن استعداده للذهاب نحو أوكرانيا، بتفاعل كبير، وخصوصاً من المغردين الأوكرانيين، وتم تداولها على نطاق واسع. وفي هذا الإطار، يقول الدكتور منتصر بلبل، وهو مسؤول الجالية السورية في أوكرانيا، لـ«القدس العربي»، إن التضامن السوري الثوري مع أوكرانيا، يعد طبيعياً، لأن روسيا هي العدو المشترك للشعبين. ويضيف الدكتور بلبل وهو أيضاً محلل سياسي في العاصمة كييف، أن روسيا شردت الشعب السوري سابقاً، وهي تفعل الأمر ذاته في أوكرانيا، وانتصار الأخيرة على روسيا سيؤثر بشكل مباشر على سوريا. ويلفت بلبل إلى شعور غالبية السوريين بالأمل من أن تؤدي حلحلة الوضع السوري الذي يعتريه الجمود بسبب السياسات الروسية.
سياسياً، اعتبر الأمين العام للائتلاف المعارض، هيثم رحمة أن المجتمع الدولي ارتكب خطأً فادحاً بترك حبل بوتين على غاربه في سوريا، وتركه يتمدد فيها على حساب أرواح السوريين.
وأضاف في بيان أن ذلك «شجع بوتين على غزو أوكرانيا، والذي إن نجح فيه، فلن يتوقف عند الأراضي الأوكرانية، لكن مطامعه ستمتد إلى دول جديدة في العمق الأوروبي».
وانتقالاً إلى مناطق النظام السوري، سرت أنباء عن بدء روسيا بالاستعدادات لتجنيد المقاتلين في مناطق سيطرة النظام، تمهيداً لنقلهم إلى أوكرانيا. وحسب شبكات إخبارية، وصلت مجموعة من مقاتلي «فاغنر» إلى أوكرانيا، لتنفيذ مهمة خاصة لمصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن غير المُستبعد، حسب معلومات «القدس العربي» أن يكون من ضمن المقاتلين الذين وصلوا إلى أوكرانيا عناصر من سوريا، لا سيما وأن مجموعة «فاغنر» كانت قد جندت مقاتلين من سوريا في صفوفها.
القدس العربي