تواصل إسرائيل استباحتها للأراضي السورية، في إطار حربها مع «حزب الله» اللبناني والميليشيات الموالية لإيران داخل الأراضي السورية، في حين أقدمت الأجهزة الأمنية السورية على اعتقال 4 أشخاص بتهمة إعطاء معلومات وإحداثيات لإسرائيل لقصف مواقع تابعة لـ«حزب الله» في العاصمة دمشق.
وصعَّدت إسرائيل بشكل كبير من استهدافاتها الجوية والبرية عقب بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مستهدفة مواقع عديدة تتبع غالبيتها لـ«حزب الله» اللبناني، في حين ركزت الضربات الأخيرة على إيقاع خسائر بشرية في صفوف المقاتلين في «حزب الله».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء أنه قصف عدداً من المواقع والبنية التحتية العسكرية للجيش السوري رداً على عمليات إطلاق نار باتجاه إسرائيل. وأضاف الجيش في حسابه على «تليغرام» أن طائرات ودبابات ضربت عدداً من المواقع للجيش السوري داخل الأراضي السورية.
وفقاً لإحصاءات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأربعاء، فقد استهدفت إسرائيل منذ الحرب على غزة 33 مرة الأراضي السوري، منها 13 استهدافاً برياً بقذائف صاروخية، و19 جوياً، وضربة واحدة لا يُعلَم إذا كانت جوية أم برية، وأسفرت في مجملها عن مقتل 36 عنصراً عسكرياً ومدنيين اثنين.
ويتوزع القتلى العسكريون نتيجة الضربات الإسرائيلية بحسب «المرصد»، كالتالي: 14 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، 17 من «حزب الله» اللبناني، واحد من الجنسية السورية ضمن القوات الموالية لإيران، واثنان من «الحرس الثوري» الإيراني.
كما دمرت الضربات 48 هدفاً؛ ما بين مستودعات للأسلحة ومراكز وآليات. وتعرض «مطار حلب الدولي» للقصف 4 مرات خرج فيها عن الخدمة. وتعرض «مطار دمشق الدولي» للقصف مرتين خرج فيهما عن الخدمة أيضاً.
وأحصى «المرصد السوري»، منذ مطلع عام 2023، 66 استهدافاً إسرائيلياً للأراضي السورية، 45 منها جوية و21 برية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 130 هدفاً بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وقد تسببت تلك الضربات بإصابة 130 عسكرياً بجراح متفاوتة، ومقتل 114 من العسكريين يتوزعون كالتالي: 40 من القوات السورية بينهم ضباط، 35 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، 6 من ميليشيا «الحرس الثوري الإيراني»، 7 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، 24 من «حزب الله» اللبناني، عنصران من «الجهاد الإسلامي»، بالإضافة لمقتل امرأة و3 رجال من المدنيين في المناطق التي استهدفها القصف الإسرائيلي، فضلاً عن سقوط جرحى مدنيين.
ووُزعت الاستهدافات المناطقية على الشكل التالي: 25 لدمشق وريفها، 14 للقنيطرة، 2 لحماة، 3 لطرطوس، 8 لحلب، 4 للسويداء، 12 لدرعا، 4 لحمص، و2 لدير الزور. ونوه «المرصد السوري» بأن إسرائيل قد تستهدف في المرة الواحدة أكثر من محافظة، وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.
ودفعت تلك الاستهدافات الأجهزة الأمنية السورية، الثلاثاء، إلى اعتقال 4 أشخاص بتهمة إعطاء معلومات وإحداثيات لإسرائيل تسهِّل قصف مواقع تابعة لـ«حزب الله» في العاصمة دمشق.
وقالت «وكالة الأنباء الألمانية» نقلاً عن «المرصد»، إن «المنطقة التي جرى استهدافها بعد منتصف ليل الاثنين الماضي، من قبل الطيران الإسرائيلي في السيدة زينب ومحيط (مطار دمشق الدولي)، حيث تنتشر مزارع ومقرات عسكرية تابعة لـ(حزب الله) اللبناني، شهدت استنفاراً أمنياً مكثفاً من قبل عناصر الحزب وإعادة انتشار عقب القصف الإسرائيلي بعد مقتل 4 من عناصر الحزب والمسلحين الموالين له».
الشرق الأوسط