برز خلال الايام الماضية شرخ جديد في صفوف المعارضة السورية المسلحة مع اعلان «جبهة النصرة» نيتها انشاء «إمارتها الاسلامية» الخاصة بعد «الخلافة» التي اعلنتها «الدولة الاسلامية» في حزيران/يونيو، ما تسبب بتوترات ومواجهات بين الفصائل المقاتلة ضد النظام.
وتحاول «النصرة»، على غرار «الدولة الاسلامية في العراق والشام» سابقا، توسيع مناطق سيطرتها في شمالي سوريا، ما تسبب للمرة الاولى بمواجهات مسلحة مع كتائب مقاتلة ضمن المعارضة المسلحة كانت تقاتل قوات النظام الى جانبها.
الى ذلك قالت تنسيقية إعلامية معارضة، امس الخميس، إن قوات النظام أعدمت ذبحاً بالسكاكين 23 مجنداً في ريف حمص وسط سوريا، كانوا يحاولون الانشقاق عنها.
وفي بريد الكتروني، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، إن قوات النظام أعدمت ذبحاً بالسكاكين 23 مجنداً في بلدة القبو بريف حمص بعد محاولتهم الانشقاق.
وأوردت الهيئة العامة أسماء 8 عناصر فقط ممن قالت إنهم كانوا من بين من ارتكبت بحقهم «المجزرة».
ولم تذكر التنسيقية تفاصيل أكثر حول الموضوع، كما لم يتسن التأكد مما ذكرته من مصدر مستقل.
الى ذلك قتل قيادي في حزب البعث (الحاكم) في سوريا، امس الخميس، في مدينة الحسكة شمالي شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات النظام بعد هجوم لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» على مبنى قيادة فرع الحزب في المحافظة، بحسب تنسيقيات إعلامية معارضة ومواقع موالية للنظام.
وفي بيان أصدرته، ذكرت التنسيقيات المعارضة أن حنا عطا الله عضو قيادة فرع حزب البعث في محافظة الحسكة قتل بهجوم شنه مقاتلو «الدولة الإسلامية»، ظهر امس الخميس، على مبنى فرع الحزب في حي المساكن بمدينة الحسكة مركز المحافظة.
وأكدت عدة فصائل سورية معارضة مسلحة، من بينها حركة «حزم» المدعومة أمريكيا، عن دعمها لدعوة الجبهة الإسلامية قبل يومين، للفصائل العاملة على الأرض بتوحيد الأهداف، ورص الصف.
وفي بيان لحركة «حزم»، حمل توقيع فصائل أخرى أيضا، أوضحت الفصائل أنها «تدعم بيان الجبهة الصادر أمس، وإعادة النظر في توجهات البنادق على الجبهات».
وأضاف البيان أن «سوريا لم ولن تكون أسيرةً بيد أي فصيل، وفي إشادتها سيتشارك الجميع، وأهلها هم أصحاب الحق في تقرير مصيرها، وسبل حكمها تحت شرع الله».
من ناحية أخرى، دعمت الفصائل في البيان «الهيئات الشرعية، والقضائية المتوافق عليها من القوى الفاعلة، وتمكينها من تنفيذ مهامها المنوطة بها في حل النزاعات الحاصلة، وعلى كافة الأصعدة».
كما تعهدت «بمد يدّ العون والمؤازرة نحو أي خطوة تدفع إلى لمّ الآراء وجمعها، وإيقاف يدّ الباغين والمفسدين وثنيها أياً كانت»، على حد تعبير البيان.
وكانت مجموعة فصائل مسلحة معارضة قد اقتتلت فيما بينها، من أجل إدارة معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، خلال الأيام الماضية، وسط دعوات إلى احتواء هذه الاشتباكات.
وطرحت الجبهة الإسلامية في ريف إدلب، مبادرة لوضع حد للقتال الدائر في أكثر من منطقة بالريف، بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، تركز بشكل أساسي على وقف فوري
للقتال بين الأطراف المتنازعة، وإطلاق الأسرى من الطرفين.
القدس العربي