د. كمال اللبواني
توقعت كل شيء قبل زيارتي للعدو الصهيوني ، قادما من دولة القومية العربية الممانعة والخلافة الاسلامية الجامعة .. عابرا فوق كل الشعارات والمسميات ، هاربا من أرض ارتكبت عليها أبشع وأشنع المجازر والجرائم وبشعارات دينية مقدسة ، نحو الأرض المقدسة ، وقادما من شعب اركتب بحق بعضه ما لم يرتكبه عدوه … مستذكرا حكاية السيد المسيح الذي سار درب الآلام على طريق الجلجلة عبر آدراج القدس … توقعت أي شيء إلا أن أكتشف أنه توجد في سوريا وفي ريف حلب الغربي تحديدا عدالة ومحكمة … الله أكبر توجد عدالة وسلطة قانون في سوريا…. ومع ذلك هناك مليون انسان يقتل ويسرق وينهب ويذبح ويهجر وكل هؤلاء آحرارh طلقاء … ويشكلون المحاكم ، ليحاكموا من يبحث لهم عن نهاية لهذا الجنون الذي سموه بما سموه والدين الذي شوهوه بما شوهوه والقومية التي صارت مرادفا لما يخجل الانسان من حمله … عدالة وبحقي أنا وحدي لأنني قمت بشيء معنوي رمزي يقول للعالم ليس كل الشعب السوري شبيحة ولا داعش . وليس كل الشعب متعصب وقاتل ومجرم .. وسوريا التي عمرها ٧آلاف سنة لم تمت بل يمكن انعاشها واستعادتها .. لكن يبدو أن الجريمة المعنوية وملامسة التابوات التي عاشوا عليها من دون تفكير ، هي أهم بكثير من أي جريمة مادية يرتكبونها في سبيل تلك الأوهام . عند أناس وصلوا حد الهوس والخروج التام عن الواقع .
من ناحية الشكل أولا أنا حاليا سويدي وليس سوري … واسرائيل صديقة لدولة السويد ولا تحتاج فيزا، أنا بصفتي تلك أتنقل في كل العالم بحرية ومن دون أختام … بينما المرور من حارة لحارة في قرى حلب الغربية يحتاج ليس فقط لفيزا بل لدفع الخوة وجزية الراس وشلح السروال …
ثانيا لا علاقة لي بدولة ريف حلب الغربي ولم أبايع بعد والي حلب الغربي ولا الشرقي ولا سلطانها ، ولا فرع الأمن العسكري فيها … . ثالثا مكان وقوع الجريمة خارج سلطتهم المكانية ، فجريمتي وقعت على أرض ليست من اختصاصهم المكاني … لذلك فالادعاء يسقط شكلا لأنني لست مواطنا أحمل الوثائق الخاصة بدولة ريف حلب الغربية ، والجريمة لم تقع على أرضها.
في المضمون :
حضرت مؤتمر لمكافحة الارهاب : الارهاب الذي ألغى العدالة والذي يحتل حلب والرقة ودمشق وطهران وبيروت … ويعذب ويشرد بشرا كانوا في يوم ما أخوة وأهل وحرمونا من أنسهم وأرونا كل وحشيتهم ، والهدف من المؤتمر دراسة مخاطر حرب أهلية اقليمية ووتفاقم مجازر وتطهير عرقي على نطاق واسع … قد يجر لحرب عالمية جديدة ،
أمارة ريف حلب الغربي صاحبة المحكمة هي ذاتها خارج أي نظام وقانون دولي ولا تملك المؤهلات التي تجعل منها دولة لها حق تطبيق القانون … على طريقة البغدادي في اعدام صحافيين كانوا يريدون مساعدة الشعب السوري على الخلاص من الوحشية التي يرتكبها النظام . فاستعدوا كل العالم الذي صار يطالب بالتحالف مع الأسد لقتل ما تبقى من شعب يوصف بالهمجية غير المسبوقة.
لكن هناك على الفيس بوك أو في غرفة مدمرة بأحد القرى أو في خيمة على شريط شائك يوجد بعض المحامين والمحاميات الذين يحملون شهادة حقوق من النظام أو من مدارس القضاء الشرعي التي تخرج قضاة بعد أسبوع واحد … أرادوا اعتبار أنفسهم محكمة .. فالمحكمة بنظرهم مهنة .. لذلك يحق لكل انسان يحمل شهادة بالحقوق أن يحاكم الناس . في الوقت الذي يحمل فيه كل سوري سلاحا وينصب نفسه قاضيا بل جلادا وسفاحا يقتل ويسلب ويعذب يحي ويميت .. فحولوا كما فعل النظام المحاكم لأداة ترهيب ..
طبعا لا أنكر عليهم حقهم … فلهم كل الحق أن يعترضوا ويستنكروا سياسيا وفكريا ، أما أن يمارسوا سلطة ويدعوا شرعية قانونية فهي طويلة وكبيرة عليهم وعلى غيرهم ..
النظام فقد شرعيته وبدأ بقتل الناس وتهجيرهم وتدمير ممتلكاتهم … والثوار قتلوا بعضهم ولم يستطيعوا تشكيل أكثر من ميليشيات مأجورة كأرقي أشكال التنظيم التي وصلوا اليها ، والخلافة الاسلامية تريد فرض نفسها بقطع رؤوس كل من يقبل أولا يقبل بأميرها الذي اكتشف نفسه فجأة أنه خليفة رسول الله المنتظر … وكل شخص يعتبر نفسه قاض وحاكم واله له كل الحق في أن يفعل بغيره ما يريد .
وسوريا كلها قانونيا تحت البند السابع ويتشكل تحالف لضربها من خمسين دولة، وكل سوري يعتبر قانونيا من دون وطن . وله حق التوطين في أي دولة ، وأنا شخصيا لو كان لي وطن لما طلبت اللجوء وحملت الجواز السويدي ، وقبل أن يحاكمني أحد عليه أن يرد لي حقي في العودة لمنزلي و حقي ممن قتل ما قتل من عائلتي ودمر ما دمر من ممتلكاتي ..
إذا كان بإمكان المحكمة أن تعطيني جواز صالح سأمثل أمام هيأتها الموقرة، فالنظام جردني واسقط جنسيتي وصادر أموالي ، فكيف تحاكمني محكمتكم بعد ذلك كمواطن عندها، ردوا علي وطني ومالي وحقوقي وأعترف بكم ، أما أن تستخدموا كلمة عدالة وقضاء بمعنى الزعبرة على الفيس … فهذا ليس من صفة من يفهم بالقانون … أما إذا كانت هيئتكم مجرد عصابة أشرارأو مزعبرين … شكلها بعض من يحملون شهادات البعث ونحن نعلم كيف يتم النجاح في كلية الحقوق البعثية ، فلا حاجة لمواطن سويدي للمثول أمامهم في قرى حلب الغربية التي دمروها ونهبوها هم وأمثالهم ممن ركب الثورة وصار يخطف ويعذب ويقتل ويقبض المال مقابل جرائمه ، ثم يزاود بالدين والوطنية والقانون …
إذا كانت هناك محكمة في ريف حلب الغربي ، فلماذا لم تحاكم البغدادي وبشار ولم تصدر مذكراتها بحق مليون سوري على الأقل ارتكب جريمة قتل … وهم على الأراضي السورية وقد ارتكبوا كل أشكال المجازر والتي لا تقارن جريمة الزيارة فيها، لأن تأثيرها معنوي فقط ، يحاول أن يلطف الضرر الذي ألحقه بنا ذبح الرهائن واستفزاز العالم .
وإذا كان هناك وطن فلماذا يموت عشرات السوريين في البحار ويطلبون اللجوء والتوطين …سوريا كلها تموت وشعبها بين قتيل ومشوه ومشرد … ولا يبقى الا المزاودات بالوطنية ممن تلوثت عقولهم ولا يملكون سوى آيديولوجيا التخوين والقتل والتسلط …
فعلا أنا أشفق عليكم … والله يعين هالناس اذا حكمتوها … على كل بدي قول للقاضي متل ما قلت لقضاة النظام بعد ما زرت أمريكا وطالبتها باسقاط الأسد عام ٢٠٠٥ دير بالك على حالك واعرف مع مين علقان …. و بقلك لقوي تشد ليقوم ينبقلك شي عرق … أنا معي بسبور سويدي مكتوب عليه ممنوع دخول الأراضي السورية وهيدا شرط اللجوء اللي لازم يعرفوا كل لاجئ … ارتحتي يا جدي .
إلا إذا بقا إذا بدك تخطفني من برا، بعمل ارهابي … شو مقرر ؟ قللي عالسريع لحتى لحق نزل اسمك دوبني هوني . ( أنا كمان متلك بخدمة العدالة ومجلس الأمن )
مسكين ياقاضي الغرام وين عم تسبح بهالعتم … على كلّ المذكرة اللي صدرتها عالنت صارت هون ، فعلا أنا أشفق عليك قديشك وطني … في واحد… صابوا متلك … …
2 تعليقات