يثب

البعرة والبعير

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

يقول المثل البدوي البعرة تدل على البعير والشَعر على الحمير … فلكل شيء علامة تدل عليه ، وهو ما طور علم اقتفاء الأثر والاستدلال عند البدو في مواجهة قسوة الصحراء المدمرة …

أما الائتلاف فيدل عليه الاسفاف . فحيث وجدت التفاهة وجد للائتلاف اصبعا . وبالعكس حيث اشتدت المعارك غاب عنها الجبناء واللهاة والمتسلقون . فبعد الفشل الذريع في ادارة ملفات الثورة المالية والعسكرية والاغاثية والسياسية وما تسببه هذا الفشل من اعاقة للثورة السورية بشكل عام ، وبعد التقصير الهائل في تقديم الدعم للزبداني المحاصرة بشكل خاص ، والتي تتعرض للقصف العنيف طيلة سنوات ، وبينما يشن النظام بالتحالف مع حزب الله حربا برية قاسية حشد لها ما حشد . يخرج علينا المؤتلفون وحكومتهم ببيان خاص يحفل بأقوى العبارات ، وهذا في نظرهم قمة العطاء والانجاز ، بل هو بنظرهم تقدمة استثنائية للزبداني الحبيبة ، كانوا قد سبقوه ببيانات تخص حمص التي ضاعت ، وبيانات تخص القصير التي ضاعت ، وبيانات تخص وحدة سوريا التي ضاعت أيضا … حتى صرنا نتمنى عليهم ألا يصدروا بيانات بخصوص مدن أخرى خوفا من ضياعها .

لكنهم أصروا على أن يتركوا ما يدل عليهم ، وأن يقولوا نحن هنا ، فحسب ديكارت الربيع العربي : أنا أصدر البيانات … إذن أنا موجود . فأنا البيان والتبيين ، وقولي هو الفعل ، والرحمة للشهداء … والكراسي والامتيازات لي … أنتم تقاتلون ونحن نتزعم ونسوح …!!! إنها والله لقسمة ضيزى .

طوبى لشباب الزبداني الأبطال وطوبى للمجاهدين الحقيقيين الذين لم يبخلوا بالغالي فداء لبلدهم ودفاعا عن شعبهم وهويتهم ، وكل الخزي والعار للمعتد الأثيم … أما الحكومة والإتلاف الذين لا تربطهم علاقة مع الثورة غير تلك التي تربط البعرة بالبعير فنقول لهم :

إن الكرام على الجياد مبيتهم     فدعي الرماح لأهلها وتعطري

أو دعوا الناس في شأنها … فوالله لن تشفع عنكم بياناتكم . رضيتم بالنعم ونسيتم المسؤوليات والواجبات ، وضيعتم ثورة سوريا التي أسقطت النظام ، وجعلتموها لحما تأكله الضواري بعد أن ولغتم بأرزاقها ، فالدول الصديقة ليست مسؤليتها نصرة الثورة السورية ، بل هي مسؤوليتكم المباشرة التي تجاهلتموها ، والخلل الأساسي في الثورة كان وما يزال خللا اداريا وتنظيميا ، ولو وجدت ادارة لحسمت المواجهة منذ السنة الأولى … بقليل من التعاون والتنسيق بين مجاهدي الزبداني مع جيش الفتح في ادلب تغيرت الموازين ، فكيف لو كان هذا التعاون يتم بين كل مكونات الثورة ؟؟؟ ومن المسؤول عن ادارة وتنسيق وتحقيق ذلك غيركم، وماذا شغلكم عنه … ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.