د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

من صفات الربيع ازدهار الخضرة وتفتح الأزهار ونمو النباتات … ولكن الربيع العربي ربيع الحرية انتج نوعا آخر من هذه الأعشاب فقد انتهى لزراعة وانتاج الحشيش والأفيون ، وها هو حسن نصر الله يحضر لتحويل الزبداني لأكبر وأهم مزرعة نموذجية لانتاج المخدرات لتمويل المقاومة والممانعة الاسلامية في حربها ضد الشعوب بعد تدني سعر النفط وتقلص المدد الإيراني ، مستفيدا من تجربة القصير التي سبق له وحولها لمزرعة أيضا حيث هجر أهلها واستقدم فلاحين خبراء في زراعة الأفيون والقنب الهندي … وصارت من أهم مصادر تمويله وشبيحته وأهم سلاح لافساد شباب الخليج وتخريبهم …

انتهت ثورة الحرية التي اسمها الربيع وقتلت في أكثر من دولة عربية وبطرق مختلفة وربما كان التطرف أحد أسباب خرابها ، لكن قتل الثورة السورية له معنى وطعم آخر .. فد تم على يد دول ومنظمات ممعنة في الجريمة والفساد والتخريب … مثل روسيا وايران وعصاباتهما . وعندما وقّع الولد عقد الانتداب الروسي وقبله الإيراني صارت سوريا كوطن ودولة في مهب الريح ، وشعبها عرضة لكل أنواع الجرائم ضد الإنسانية

في هكذا ظروف من الاحتلالات يعتبر التثبت بالأرض هو الأساس في احتمال الاستعادة والنصر في المستقبل ، وهنا لا يلعب المقاتلون الثوار دورهم وحدهم بل أيضا المستسلمون والمذعنون الذين يحافظون بتذللهم على بقائهم ، وقد علمتنا التجارب أن أمثال هؤلاء هو من يبقى ويرحل الباقون ، لذلك علينا تشجيعهم على التثبت والبقاء … فالمعركة اليوم ليست ضد التجويع بل ضد الترحيل الذي يستخدم التجويع كوسيلة في سبيله ، وبكل أسف نحن حتى الآن لا نهتم كفاية بهذا الموضوع الخطير جدا …

وطالما أنه لا حل سياسي ولا حرية ، بل هو الاحتلال الروسي الايراني الواضح ، وبشرعنة دولية يفترض بجنيف أن يعطيه شرعنة وطنية . وطالما أن معركتنا في سوريا لم تعد معركة حرية بل معركة وجود … لزاما علينا اعادة ترتيب الأولويات والتركيز على بقاء وصمود الناس في أرضهم … بدل التجارة بالشعارات السياسية التي ستنتهي بنا لتدخين الحشيش الذي يزرعه الحزب في بلدان الشتات وعلى المستنقعات الهولندية …