يثب

إذا كان الروس هم من يقررون … فما معنى جنيف ؟

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

لم يحظ مجموعة من المسافرين مشيا في الجبال إلا على بعض التين الذي تلوث بالقذارة والروث فحملوه بانتظار أن يغسلوه ويأكلوه … لكنهم خلال مسيرهم أكلوه جميعه بنجاسته … بدءا بالقول أن هذه التينة غير ملوثة وهذه ملوثة قليلا … وهكذا وبذات الطريقة يسير وفد المعارضة حتى نهاية السلة التي وضع فيها التين تمويها للنجاسة الأسدية وليس العكس … وبالفعل قد بدأ أكل التين في الفنادق الفارهة حتى قبل السفر إلى جبال الألب …

بدأ أكل التين بعد أن وقع في الطين ، و بدأت تلوح في الأفق نذر التمييع وصولاً إلى التكويع.. وتتغير زوايا الرؤية، فتصبح الضغوط “نصائح”، والتخلي ضرباً من “التحلي”.. (التحلي بالصبر والواقعية وحس المسؤولية.. ) حتى البوسطجي كيري، قيل بأنه في العموم لم يكن فظاً غليظاً، بل كان عفيفاً لطيفاً..

مع أن الحقيقة الجارحة تقول أنهم بهذه الطريقة قد قبلوا أن يكونوا هم من يشرعن الانتداب الروسي لسوريا ويغطي على استمرار جرائمه وحربه … الذي كان من المفروض أن يقدم بصورته الحقيقية كعملية احتلال همجي لحماية النظام المجرم وتثبيته ، وليس بصورة حل سياسي برعاية الأمم المتحدة ..

جنيف تشبه المباريات التي تجري عادة بين الديوك … حيث يستدعى ديوك كل الأطراف ،  لكن أن تختار موسكو كل الديكة فهذا يسخف المعركة ويقلل فرص التشويق ويحسمها سلفا …  والهدف في النهاية هو مسرح بروتوكولي يشرعن القرار الدولي بوضع سوريا تحت الانتداب الروسي … عبر تغييب الشعب السوري وتمثيله بصورة ديكة تتصارع وتتوافق وتنتهي بفوز الديك الأصلح لموسكو … أي بشار أو من تراه مناسبا ليرثه تحت حماية ورعاية جيوش الانتداب التي ستستمر في الحرب على الشعب السوري قتلا وتهجيرا بعد أن صنف كشعب ارهابي يجب تحطيمه وتشريده وابادته إن لزم الأمر …

بهذا المشهد الفظيع الذي يساق فيه الشعب للذبح وبمشاركة من يشرعنوا هذا المسار ممن يتوهمون أنهم يمثلونه … وتحت ستار من التمويه والتعمية المقصودة يجري تمرير هذه الجريمة الوطنية الكبرى … وبمشاركة من الشقيق والصديق ، ومن الأمم المتحدة … بعد أن تمت مقاربة الصراع في سوريا مقاربة ممعنة في العهر والنفاق … وهندس حلها بطريقة ممعنة في الإذلال … ووجد بكل أسف من يشرعن ذلك ويعتبره بطولة بمجرد تسميته واشراكه … حتى صار ترشح بشار المجرم حقا له في الانتخابات القادمة المزعومة ومن دون أي اعتبار لحقوق ملايين الضحايا الذين قتلهم وشردهم ودمر حياتهم … أي مهانة وأي عهر أكثر من هذا يا أنصار جنيف …  ستقولون لن نقبل ببشار … وسنقول لكم كيف؟  وأنتم تأكلون التين التينة تلو التينة … ألا يجب أن تفكروا في اشراك الشعب ورفع صوت الضحايا بدل تخديره بالأكاذيب والوعود التي لن تلتزموا بها… سنلتقي بكم هناك وسننقل لذوي الضحايا ما أنتم فاعلون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.