المتشابه في القرآن الكريم

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

القرآن الكريم ليس كتابا علميا أو دستوريا أو فلسفيا ، إنه نص أدبي فني وجداني فكري ، يحتوي المعرفة  والعقيدة و الأخلاق والحكمة ، يقدمها بصياغة فنية شعرية قصصية تحرك الشعور وتهيج الوجدان . ما يحتويه من (عقيدة فلسفية عن الوجود والخلق والخالق وعن غاياته وحكمته وقيمه)  هو من المحكم الذي يعطيه هويته كدين متميز عن غيره و يعبر عما  هو  ثابت راسخ لا يتغير بالموت والحياة  وتقلب الأزمان  … أما المتشابه فهو المتغير المتبدل الذي جاء في صيغة تشبيهية فنية لم يُقصد بها شكلها أو قصتها بل قُصد بها حكمتها التي فيها، و التي هي أيضا من المحكم المحمول على قالب فني دلالي رمزي.

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) } (سورة آل عمران 7)

وقد تحدثنا في مقالات سابقة عن المحكم في القرآن الكريم عندما تحدثنا عن أركان الإيمان والعقيدة الفلسفية التوحيدية … وسنبحث فيما يلي عن المتشابه منه ، لنبين كيف استخدم هذا المتشابه وكيف يمكن أن نتعامل معه :

الواقع الحقيقي يسجله التاريخ ويحلله العلم  وتفسره الفلسفة التي تنتج الحكمة التي تقدم بالتلقين ، أما الأدب القصصي فهو (بعكس عملية الاستنتاج ) يبدأ من النتيجة / الحكمة ثم تتم صياغتها ضمن قالب قصصي يشبه الواقع ، لكنه افتراضي ذهني تخيلي ، يعرض أمام المتلقي كواقع يقوم المتلقي باستنتاج ما قصد منه بنفسه ويعيشه تجربة تتكرر كلما قرأ هذا الأدب ويتغير تفاعله معها بتغير حالته وعقله ، هذا التعليب الأدبي الفني للحكمة أرقى من التلقين المباشر ، يُسهّل وصولها للمتلقي بأسلوب سلس جزل يتسلل وجدانه من مدخل الإحساسات في غفلة من الأفكار والقناعات والوعي ، ويدخل ما تحت الوعي ويسكن دواخل النفس والعقل الحدسي ويصبح خبرة في الحياة . فالأدب لا يسجل الواقع كما يفعل المؤرخ ولا يحلله كما يفعل العالم ، لكنه يخلق واقعا سحريا صنعيا مبرمجا يشبه هذا الواقع ويحاكيه بما يحتويه من حكمة فلسفية مدفونة بين أحداثه ، تدخل النفس دون ممانعة وتسكن الوجدان كخبرة حياتية وتجربة شعورية نكرر عيشها أدبا وفنا وسحرا… وهذا ما نقصده بالمتشابه في النص القرآني …

القصص الواردة في القرآن لا يفترض فيها أنها تأريخ حقيقي لأحداث وشخصيات ، بل هي اختلاق أدبي تشبيهي مدروس  يقصد بها نقل الحكمة وليس تسجيل الأحداث التي تصبح مجرد قالباً لها ، لذلك قال تعالى أحسن القصص ولم يقل أصدق القصص …  ومن لا يميز ذلك سيخلط بين المحكم والمتشابه ويزيغ قلبه وقد ينتهي بالفتنة والتحريف .

{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) } (سورة يوسف 1 – 5)

الكثير من القصص يتعلق بالأنبياء و يتضمن الحكمة التي نزلت عليهم ، والتي تتراكم مع تقدم الحضارة و تتابع الرسالات ، لتستمر وتتكامل مع اتمام مكارم الأخلاق :

{ قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) } (سورة البقرة 136)

، إن قصص آدم ونوح وابراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وأيوب ويونس وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى … تأخذ حيزا هاما من القرآن الكريم  وهي كلها من المتشابه وليست من التأريخ ، فالتأريخ يتبع منهجا مختلفا في التوثيق ويعتمد لغة مختلفة عن اللغة المجازية التأويلية التي تجتزئ من الحدث ما له دلالة فقط …

{ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) } (سورة هود 43 – 44)

{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) } (سورة الأنبياء 83 – 92)

 من هذه القصص الرمزية أيضا ما يتعلق بالخلق والتكوين، وهي تشبه في شكلها الأساطير القديمة التي تتكلم عن أحداث أسطورية في عالم الآلهة  كمسرحية لاهوتية تحدث في عالم الآلهة ويقدم من خلالها إجابات عن أسئلة وظواهر الوجود :

{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) } (سورة السجدة 7 – 9)

هذه الآية ترمز لعملية خلق جسد الانسان من عناصر موجودة على سطح الأرض ( تراب وماء ) تحول لمادة حية متفاعلة متبدلة متكاثرة تتجدد بالموت والولادة بسبب وجود الروح التي نفخها الله بها فكونت حلقة متكاملة من العناصر ذات ديناميكية داخلية تستمر طالما استمرت بها تلك الروح ( برنامج الحياة ) ، ثم بعد ذلك علمها الله الانسان الواعي من علمه (أكل من شجرة المعرفة ) ، وهو ما جعله متميزا على سائر المخلوقات بوعيه الذي صار سبب بلائه أيضا . وهو ما يدفعنا للقول أن كلمة يد ونفخ وسوى …. عندما نخص بها الله سبحانه هي تشبيه وترميز وكذلك فعل الخلق من طين .

{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) } (سورة البقرة 31 – 36)

وبذات الطريقة يصعب على عقل اليوم أن يقبل بأن آدم هبط وزوجه بجسده سالما من السماء مارا بطبقات الغلاف الجوي  منذ حوالي  8 آلاف عام بحسب التقويم العبري … فهذا التوقيت الديني يتوافق مع بداية اختراع الكتابه ، وهناك من الحقائق العلمية الأنثروبولوجية ما يثبت استمرار أسلاف الانسان لملايين من السنين من دون انقطاع … وبالتالي فإن هذه القصة هي من ضمن المتشابه الذي لا يقصد به واقعية أحداثه بل رمزيتها ومعانيها ، فنزول آدم يرمز لنزول النفس الانسانية العارفة التي تمتلك العقل والإرادة ، أي ولادة الانسان المتحضر ، وانتقال البشرية من التوحش للحضارة ، وولادة أول مجتمع انساني مدني متدين عاقل مسؤول ( ولادة المجتمع كذات جمعية مكونة من بشر عاقلين متشابكين معا في نظام جديد  لا يمكن تعريف الإنسان ككائن اجتماعي قيمي قبله)… فالله خلقنا من نفس انسانية واحدة ، ( آدم ) : كرمز للكائن المجتمعي الانساني الأول ، وليس من جسد واحد نزل مع الشهب والنيازك ، وتاه في الأرض قبل أن يجتمع بزوجته في جبل عرفات ويضاجعها في المزدلفة ، لينزل منيا منه بمقدار شوقه لها ليملأ وادي منى … ( أسطورة آدم العربية )

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } (سورة النساء 1)

المسرحيات الأسطورية ليست فقط التي تحدث في السماء وأبطالها الآلهة ، بل منها ما يكملها على الأرض من أحداث وقصص مؤسطرة ، فكما ابراهيم هو آب آرام  ورمز حضارتها الآرامية ، وموسى أسطورة الشعب اليهوي ، وعيسى روح الإيمان المسيحي ، آدم هو أب الانسانية ، فمع استمرار المجتمع ( الكائن الاجتماعي الانساني) يموت الأفراد ويولدون بالتزاوج الجنسي ، ويستمر هو كذات مسؤولة واعية تعمر وجه الأرض … فالفرد يجمع بين فرديته ، وبين وظيفته العضوية بالجماعة ، بينما تنفي الجماعة فردية هذا الفرد وترتقي بمجموعها لتشكيل كائن جديد له روح ونفس مكون من أفراد ( أمة ) ، روحها  ثقافة تتشكل حول جينات مكونة من عقائد وأساطير ورموز .

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } (سورة الحجرات 13)

ومن المتشابه  الأسطوري أيضا قصص عذاب يوم الآخرة ، ووصف أهل الجنة  :

{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) } (سورة الدخان 43 – 50)

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) } (سورة الطور 17 – 24)

ومن القصص الزسطورية ما هو خيالي عجائبي معجز خارق ، وهو أيضا يعتبر من المتشابه الذي لا يجب أن يفهم كأحداث خرقت نظام السببية ، لأن ذلك سيحطم عقلنا الذي يبنى عليه ، ولأنه مع تطور العلوم قد يتبدد  اعجازها وتوهم خرقها للقضاء والنظام وتنكشف نظم تحققها ، فيبقى اعجازها في كشفها المسبق التنبؤي عما يحتويه نظام السببية من امكانيات لم نطلع عليها بعد ، فقصة ولادة المسيح مثلا من دون جنس أنبأت  بما توصلنا إليه اليوم من استنساخ ، وقصة نقل قصر بلقيس أنبأت بما نتمتع به اليوم من نقل الصوت والصورة بسرعة البصر ، والتكنولوجيا التي جعلت الحجر ناطقا … كذلك قصة أهل الكهف تنبؤ بامكانية تجميد البشر لفترات طويلة ثم تنشيطهم واعادتهم للحياة …. وهكذا نفهم البقية من القصص الأسطورية الخارقة ونفهم اعجازها دون تحطيم عقلنا ، الذي قد يعرفها الآن أم ينتظر ذلك . وهو يسير نحو اكتمال شجرة المعرفة وانتهاء الغرض من الوجود الواعي، ونهاية قصة الخلق التي بدأت من إكل الشجرة المحرمة بالجنة و ستنتهي إليها حيث تستظل بشجرة الخلود بعد امتحانها وبلائها الذي تسببته معرفتها … وهي حكمة قصة الوجود .

{ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) } (سورة مريم 18 – 22)

{ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) } (سورة النمل 41 – 44)

{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) } (سورة الكهف 25 – 26)

المحكم الصريح في القرآن قليل لكنه ثابت راسخ في كل النص ، أما أغلب الحكمة (التي تعتبر من المحكم أيضا ) فقد أتت في سياق المتشابه الفني البديع ، ومع تتكرر أشكال المتشابه  بصور وطرق وقوالب فنية مختلفة تكتمل الحكمة وتترسخ .

كذلك ناقش القرآن أحداثا واقعية حدثت مع الرسول والصحابة ولها شخوصها وزمانها ومكانها ، وبدل أن تفهم هذه أيضا كعبر وأمثلة يستنبط منها الحكمة والمنهج ، يجري تقديس القصة والشكل واعتبارها قانونا يجب تقليده وتصبح من المحكم الخالد رغم أنها نماذج تطبيقية لتفاعل الحكمة مع الظرف ، فإذا تغير الظرف بقيت الحكمة وتغير معها الحكم والتعليمات، فهي قصص تطبيقية واقعية ، لم تذكر كقصة إلا لجعلها من المتشابه، ولو كانت محكمة لنزلت على شكل صريح مطلق مجردة عن الحدث ، كما نزل الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر …

{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) } (سورة المسد 1 – 5)

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) } (سورة المدثر 11 – 30)

{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) } (سورة التوبة 79 – 82)

كل ما هو تطبيقي هو متشابه، ومنه الشريعة والحدود الشرعية التي مثلت قانون وشريعة ذلك الزمان( قطع الرأس واليد والأطراف والتصليب والحرق والجلد والرجم )  ، ولا يشترط استمرار شكلها هذا بل اتباع مقاصدها ،  ولو فعلا طبقنا تلك الشريعة الاسلامية القديمة كما يدعون في هذا الزمن ، كم من الناس ستقطع أيدهم، وكم من الناس سيرجمون بالحجارة ، مما يدفعنا لنذكرهم بما قاله المسيح ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) …

كل ما هو معلل هو متشابه ، فإذا بطلت العلة تغير الحكم … من هذه آيات (حجاب المرأة  وتحريم الدم والخمر ولحم الخنزير ) المعللة بأسباب محددة :

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } (سورة المائدة 3)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) } (سورة المائدة 90 – 91)

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)} (سورة النور 30)

{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) } (سورة الأحزاب 58 – 59)

بقي أن نتحدث عن الجدل الفلسفي الذي يعتبر أيضا من المتشابه ، فالقرآن مليء بجدل فلسفي مع الآراء والديانات وبشكل خاص مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكذلك المشركين والمنافقين … وهذا الجدل يوضح توظيف العقيدة وجوهرها … فنعتبره مثالا يقاس عليه في أي جدل ومناظرة ومناقشة حول المواضيع المستجدة ، ولا نؤسطره ونعتبر ما ورد فيه أمر دائم ملزم ينطبق على إشخاص آخرين في أزمان آخرين فنسقطه على أجيال جديدة من دياناتهم لم يخونوا الرسول وينقضوا حلف الحرب معه كما فعل بني قريظة ، ولم يقتلوا الحسين كم يتهم الشيعة سنة اليوم وينتقمون منهم .

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } (سورة المائدة 64)

{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) } (سورة البقرة 120)

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) } (سورة البقرة 113)

فلسفيا : لا يشترط وجود المتشابه بالقوة أو بالفعل ، فهو وجود افتراضي فني أدبي كتصور ومفهوم ، يتضمن حكمة مضمرة فيه وهي المقصودة بغض النظر عن شكله … والقرآن لم يقصد المتشابه بذاته ، ولا لذاته، بل (بذاته ولذاته) أي بما يبقى بعد زاوله من حكمة ومفاهيم محكمة . 

من يعتمد في ايمانه على المعجزة فعليه انتظارها ، ولا يستطيع أن يستبدلها بخبر ورد عنها ، على الناس أن تصدقه وتؤمن ، من دون مشاهدة ولا يقين ، لإن في ذلك إبطال للعقل ،  أما من يعتمد في ايمانه على العقل فعليه احترام ما يعتمد عليه … لذلك نقول في كل قضية من قضايا المحكم ، وأكثر منها في المتشابه لابد من إحكام العقل والقياس لتطبيق الحكمة التي نقلتها الآية والسورة بما فيها من تشبيه ، ولا يكفي تقليد الأشكال وتكرار الأحداث ، لأن سنة الحياة هي التغير والتبدل ، والقرآن يستخدمه العقل ليس ليلغي ذاته به ، بل كهدى ورحمة تحدد نمط السلوك الانساني الذي يوصف بأنه عاقل واعي مدرك لما يفعل وقادر على الاختيار و الإبداع والامتناع وحتى الانتحار …  فالإيمان ليس فعل جنون .

{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) } (سورة الأَنْفال 22)

يتبع …. الشريعة الاسلامية  والقانون المدني .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.