الخيانة  الشخصية  والخيانة الوطنية

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

قد يخون رجلٌ زوجته مع امرأة أخرى ، وهي خيانة فردية تتعلق بالكرامة والالتزام والأمانة ، وقد تخون الزوجة زوجها وهنا الخيانة تتعلق زيادة على ذلك بالشرف والنسب ورابطة الدم إذا لم تستخدم مانعا للحمل … وقد يخالف شخص أو حزب ما سياسة بلده تجاه بلد آخر  وهي خيانة عامة ، وقد يقوم جهاز أمن بسرقة وقتل واختطاف مواطنين ملكلف هو بحمايتهم أصولا … وقد يخون الموظف الوظيفة المكلف بها فيرتشي ويختلس ، وقد يخون السياسي حزبه أو من فوضوه بتمثيلهم ، وقد يخون رئيس دولة قسمه ويخالف دستور بلده ويتصرف بالسلطات المعطاة له بعكس مصالح شعبه …. وهكذا فالخيانة أنواع ودرجات تختلف باختلاف المسؤوليات والتعهد الذي قُطع كشرط مسبق لإقامة العلاقات في المجتمع أو في النظام السياسي …  لكنها كلها تعني شيئا واحدا هو النكوص عن العهد والاتفاق إن كان عرفا متعارف عليه أو عقداً موثقاً ومكتوباً ، لكن الفارق بين الخيانة العادية والخيانة الوطنية هو أن الثانية تتعلق بمصالح الوطن عامة.

وفعل الخيانة درجات يبدأ بالنظر أو بالحلم والتمني  أو المجاملة والمغازلة ، أو يبدأ باهمال الواجب والتقصير في العمل وغش السلع و و  و كلها أفعال خيانة صغرى لا تسمى بأصل فعلها ( خيانة ) ، بل تختلف تسميتها باختلاف مواضيعها، فتسمى رشوة وغش وتسيب  وزنى وهي مع ذلك من الخيانات ، لكن الخيانة الكبرى تعني خيانة الدولة ومجموع الشعب ، والسلطة الحاكمة ، والشأن العام الذي يرتبط به مصالح مجموع الشعب .

بالمفهوم الرسمي السوري الخيانة الوطنية تطلق على المعارض والمنشق عن نظامها فيعتبر خائنا لوطنه الذي أصبح مزرعة لرجال النظام  … وهي التهمة التي وجهت لي عندما طالبت باسقاط النظام عام 2005 ، وقد جدتني محكمة الجنايات المدنية في دمشق ، كما محكمة الجنايات العسكرية فيها ، و محكمة أمن الدولة العليا مذنبا في هذه التهمة ، وأدانتني بجرم الخيانة العظمى وتحريض دولة أجنبية على التدخل في سوريا لاسقاط نظامها ، وتحريض الشعب على العصيان المسلح ، وشتم وتحقير رئيس الدولة ، ووهن عزيمة الأمة ، وإثارة النعرات الطائفية ، وخرق الدستور  وووو … ويا ليت تلك الدول الأجنبية فعلت حينها ، لما كنا اليوم نواجه حربا أهلية ، فلو نفذت الولايات المتحدة تعهدها بالضغط على النظام واجباره على إجراء اصلاحات يوم زرتها عام 2005، لما كنا وصلنا لما وصلنا إليه اليوم .

كل الجناة يرتكبون جريمتهم قبل محاكمتهم ومعاقبتهم التي تكون على اقترافهم إلا أنا، فقد عوقبت احترازيا قبل أن أرتكب الجريمة التي أدنت فيها وقضيت عقوبتي قبل ارتكابها ، لذلك وتحقيقا للعدل قمت بعد أن أنهيت عقوبتي وخرجت من السجن (بعد مجموع عشر سنوات اعتقال) بارتكاب كل الجرائم التي دفعت ثمنها سنوات من عمري مسبقا … لكنني لم أكن أرتكب وحدي تلك الجرائم هذه المرة ، ففي عام 2011 ، اندلعت ثورة الشعب ، وحقر وشتم وعصا بالسلاح  وطالب ثواره (وليس أنا فقط ) بالتدخل الأجنبي لإسقاط النظام ، أي ارتكبوا جرم تحريض دولة أجنبية على شن العدوان على سوريا ، فكانت النتيجة أن تدخل العالم لابقائه . واستجابت إيران وروسيا لطلبات النظام بشن حرب على الشعب السوري ، فاستمرت المجزرة خمس سنوات حتى الآن ، وهذا لا يعتبر خيانة وطنية طالما صدر عن السلطات الشرعية !!!!!!! هنا أيضا فعل الخيانة يخضع لاعتبارات ذاتية . فما يسميه أحدهم نضالا وطنيا يسمى خيانة ، وما يسمه بعضهم نظاما وطنيا يعتبر خيانة واحتلالا …

هنا سيخوننا المنطق والعقل أيضا .. هنا في هذه النقطة شيء غير مفهوم  يتناسب مع تشوش عقل بشار ، فهو يقتل شعبه ويطلب من دول أجنبية أن تساعده في قتل شعبه ويبقى وطنيا ويزاود في الوطنية ، ونحن ندان مسبقا بجريمة  ثبت بالدليل القاطع أنها مستحيلة الحدوث، لأن الدول الأجنبية لن تتدخل لاسقاط الأسد أو دعم الشعب السوري … فلا عجب إذآ ظن بشار أنه هو الوطن و أن الشعب مندس وارهابي … وأنه يحارب الإرهاب عندما يقوم بإبادة وتهجير الشعب …

عام 2011 بقدرة قادر  أصبح فعل (الخيانة المستحيلة  الذي ارتكبناه) ثورة و جهدا جماعيا وطنيا ، فلم يكن الماغوط وحده من توعد بخيانة وطنه الذي كان من وجهة نظره عبارة عن سجن كبير ، بل كان كل طلاب الحرية والكرامة مضطرين في النهاية لخيانة سجنهم وذلهم الذي اسمه وطن أبدي ، والسبب في هذه الخيانة الوطنية الجماعية ، أو الجنون الجماعي الثوري هو النظام الغير وطني  ذاته  النظام الذي راكم كما هائلا من الكذب والغش والخيانات والاعتداءات هان بعده كل حدث ، ولكي لا تتأبد هذه المعاناة أصبح تخريب هذا النظام الفاسد ، وهذه الدولة السجن هدفا مباشرا لكل وطني سوري ، وأصبح تدمير الدولة بالعمل المسلح هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لممارسة هذه الوطنية التي أخذت شكل خيانة بالضرورة نتيجة انقلاب الأدوار والمفاهيم وطغيان الجنون والعنف والهيجان ( لأن مصطلح ثورة هو من ثور  ثار يثور أي هاج واضطرب )…

مهما قيل عن اسقاط النظام وبقاء مؤسسات الدولة فهو كلام تافه ، لأن كافة مؤسسات الدولة هي مزارع ومؤسسات قمع وتدجين تقاتل مع النظام  وتقتل الشعب وتشبح عليه ، كافة المؤسسات في النظام الشمولي مصممة لخدمة الحاكم بما فيها مؤسسة الأوقاف والافتاء والجمعية الفلاحية والهلال الأحمر ، حتى المدنيين الذي بقوا تحت رحمته هم مجبرون على خدمته والإنضمام له وإلّا  فعقوبتهم القتل والاعتقال … أي أن فعل الخيانة الوطنية الذي يرتكبه الشعب ضد هذا النظام بسبب الظلم ، وفعل الظلم والخيانة الذي يرتكبه النظام باسم الوطن  قد أصبحا وجهين لعملة واحدة اسمها الخيانة ، ومتواجهين في جبهة قتال وطنية حامية الوطيس يقاتل على طرفيها فريقين خائنين ( خيانة تقاتل خيانة ) ومواطن يقتل مواطناً ، وهذا هو عنوان وتعريف الحرب الأهلية حيث ينفرط عقد السلم الاجتماعي ، وتنقلب مفاهيم الوطنية ، وتعود شريعة الغاب …  ينفرط عقد الزواج المدني وتسود علاقات القطيع ، والكل يركب الكل ، وأول ما يشعر الثور الصغير برغبة الجنس يعتلي ظهر أمه التي ولدته وينكح وطنه …  الثورة إذا هي فعل خيانة شامل وتدمير جماعي وانتحار ذاتي تصل إليه المجتمعات عندما يسود الطغيان ويتعمم الظلم والقهر ويصبح تخريب الوطن وتعطيل السلطة الممسكة به شرطا للبقاء والكرامة ويصبح الموت والقتال هو الوسيلة الوحيدة له .

فعل الخيانة الوطنية ليس جديدا ولم يحدث فجأة … قبل الثورة مارس الشعب نضالا سلبيا لتقويض السلطة ، مستخدما سلاح التعطيل و التخريب الجماعي ، فالمسؤول يفسد ويتبعه الموظف ثم المواطن ليس حبا ولا ايمانا بالفساد بل لكي يشعر بالعدالة ، ويقوض بتعميمه للفساد أسس النظام ، و على مدى خسين عاما من الاستبداد كانت هناك ورشة عمل جماعية هدفها تخريب كل شيء سميت بالحركة التصحيحية . تهريب غش رشوة فساد اختلاس اهمال الشأن العام ، شكلت نوعا من الديمقراطية البديلة عن حكم النزاهة والحق ، إنها ديمقراطية وتعميم الفساد والخراب ، حتى صار الفساد ثقافة وطنية وانطبق المثل القائل الناس على دين ملوكهم .

فالقانون الذي وضع لترهيب الضعفاء والمعارضين وصمم بطريقة مثقوبة تتيح التهرب منه والتلاعب عليه خدمة للنافذين والمدعومين ، سلط كسيف ترهيب على رقبة المواطن المسكين الذي إذا طبقه خرب بيته ، فلم يعد قادرا على تمشية أموره من دون مساعدة موظف مرتشي يسمح له بخرق القانون ، والموظف الذي يطبق القانون ولا يرتشي هو إنسان غبي وجبان ، ولا يخاف الله ، بل يساعد الظالم ، لأنه يخدم السلطة الظالمة الفاسدة ويقويها ويحرم المواطن من فرصة التهرب من سطوتها ، وجابي الضرائب الذي لا يرتشي يضر بالوطن والمواطن ويخدم السلطة التي تختلس مباشرة من الخزينة التي يجبي إليها ، والحكومة لا تدفع للموظف سوى ربع حاجته وتترك له فرصة للتشبيح على المواطن بالباقي أو بما طالت يمينه … الأفضل أن يأخد مندوب المالية الضريبة لبيته ويطعم بها أولاده أو يبني لنفسه منزلا بدلا من أن تذهب للحكومة لتمويل مخلوف وأجهزة الأمن … فالاختلاس هو وسيلة لتحصيل بقية الراتب ، أما سرقة المال العام والكهرباء والماء والتهرب من الضريبة فهي تحصيل لحق مسلوب ، ولكي تمر سيارة القمامة على  حاوية الحارة يتوجب أن تدفع خرجية للسائق ، وإذا كنت سجينا فعليك أن تدفع للشرطي رزقته ، وأن تشتري قفل زنزانتك إذا تعطل…  أما التزام أي مواطن بواجباته تجاه القانون فيضعه تحت سيف الفقر والمجاعة ، ويقوى السلطة التي تسرق وتختلس ثلاثة أرباع الميزانية وترمي بالباقي ليتكالب عليه ما تبقى من موظفين ومنتفعين وسماسرة…  و لا يصل فعليا للمواطن إلا ما يحبط ردة فعل عنيفة ويخمد نار التمرد ، والنتيجة أن صار السارق من السارق كالوارث عن أباه ، ومن باعك بالبصل بعه بالقشور ، والرشوة زكاة مال ورزق حلال . والتهريب كسب حلال بعرق الجبين ، وتهريب المواطن من تطبيق القانون صدقة لوجه الله ، فكان أن استعملت ذات الثقافة في إدارة الثورة فتخصخص الوطن وتشظى وعمت الحرب الأهلية حرب الجميع ضد الجميع .

وطن تحول لسجن ظالم ، فأصبحت وطنيته ظلما وخيانة ، و خيانته وطنية وشهامة ، ثم تحولت هذه الخيانة لثورة عارمة ضده ، ليس ضد الخيانة ذاتها ، بل تعميم لها وعدالة في توزيعها …  نظام انقلب على نفسه وشعبه ، وانفلت على الناس قتلا وتشريدا واعتقالا وتدميرا ، أصبح رجل الأمن قاتلا والقاضي سارقا وجيش الدفاع الوطني عدوا … فأي خيانة قبل أو بعد هذا … ومع ذلك يُتهم كل من يعادي هذا النظام بالخيانة والإرهاب لأنه لم يعادي الخيانة ويواجهها بالأمانة والذمة والشرف . ولأن المعارضة خانت نظم الشرف والأمانة والوطنية وتحولت لمجرد غوغاء سلب وتعفيش ، ولا يغير من ذلك أنها تحارب نظاما مجرما .

والأنكى من ذلك يقوم من يقوم من السياسيين الأذكياء جدا الحائزين على درجة حمير بالسياسة  بالفصل بين الدولة والنظام والثقافة … و الفصل بين فعل الخيانة ومرتكبها ، وهل الخيانة موجودة كفعل من دون فاعل . وهل الفاعل عديم المسؤولية عن أفعاله ( روبوت ) …  فتدان الخيانة ويتبرأ مرتكبها … أو يدان مرتكب ويبرأ آخر لكونه في الجبهة الأخرى …   وهم ذاتهم بذكائهم ذاته يريدون للثورة على النظام أن تكون منظمة مسبقا ، فمن أين نأتي بشعب لديه ثقافة غير هذه الثقافة ، وهل شعب لديه تلك الثقافة يحتاج لثورة وضد من ، كيف يندلع التمرد والعنف من دون مشكلة كبيرة ، وكيف يستحيل حل هذه المشكلة بالطرق السلمية إذا كانت سالكة، كيف تكون ثورة وحالة تمرد عفوي ، ومنظمة ومخططة بذات الوقت ، وكيف تنضبط وتبقى سلمية  إذا كانت عفوية تتأثر بالظروف وتعيش ردات الفعل ؟ هؤلاء كأي نخبة سياسية منفصلة عن الواقع والشعب يظنون أنفسهم قادة ، ويتخيلون الشعب آلات يحركونها ، فإذا تحرك الشعب بعكس توجيهاتهم أدانوا فعله واستنكروه خدمة لمن دمر هذا الشعب والحضارة والقيم والنفوس قبل أن يدمر البناء والاسمنت ، وفي النهاية تكتشف أن كل هؤلاء المنظرين هم أيضا خونة بطريقة ما ومختلسين ومنتفعين فتحتار حيرة تبرر بها استمرار هذا الحال الذي لا يبدو أن له نهاية .

خاننا النظام ، وتشرد الناس وانفرط العقد والقانون، واندلعت الثورة وتحولت البنى والمؤسسات الوطنية كما تحولت المدن والأحياء السكنية لأهداف عسكرية ، أصبح كل شيء مباح ومبرر ، وصار كل مواطن يبحث عن حج خلاص ذاتي ، بعد أن خان من يدعون قيادة الثورة ثورتهم وأمانتهم وركضوا وراء الانتفاع من هذه المعمعه على حساب الناس وأهملوا واجباتهم وأمناتهم ، نعم تعمم فعل الخيانة وتعمم فعل الإجرام ولم يعد هناك فارق كبير بين المعارضة وبين النظام، لكن هذا لا يضيع البوصلة ولا يمحي الحدود الفاصلة بين الخيانة والوطنية ، فكما للحرب قانونها كما للمفاهيم في الحرب الأهلية نظامها ، فالخيانة لم تعد لها مرجعية وطنية رسمية حقوقية ، لكن بقيت أخلاقيات العمل السياسي وليس الفعل السياسي ذاته . فأي نشاط سياسي حر ومنفلت متعلق بالسياسة لا يعتبر خيانة طالما نحن في حالة صراع أهلي ، وطالما هو يعبر عن قناعة و يجري بالعلن ويتاح للرأي العام الاطلاع عليه ، فالخيانة هنا تصبح العمل في الظلام ، وحرمان الشعب من حق المعرفة والاطلاع ، كما يستمر اعتبار التنصل من الوعود والتعهدات خيانة وغدرا .

الخيانة الوطنية السياسية اليوم أصبحت فعلا جماعيا وحربا أهلية تمارس في عرض الطريق : قتلا وقصفا وسلبا وخطفا وتهجيرا ، ومع ذلك تبقى الخيانة الشخصية في العرف مرتبطة بفعل منافي للأمانة والالتزام بالعهود ، فمهما كان العهد الذي يلتزم به الشخص عليه أداؤه ، وإذا سقطت العهود الجماعية السياسية الوطنية بسقوط المؤسسات والنظام العام يبقى فعل الخيانة الشخصية موجودا ، ويتجلى في أمرين :

الأول : هو السلوك السياسي السري ، الذي لا يطلع عليه الناس ، حتى في الحرب الأهلية لا يحق للسياسيين اخفاء ما يقومون به عن الناس ، الذين يفترض أنهم المعنيون بالأمر ،  فالعمل الوطني هو عمل عام وتعاقدي، ويجب أن يكون شفافا ومعروضا للرأي العام ، وإلا صار تآمرا وخيانة . والزيارات السرية والتآمر مع الدول للوصول للسلطة برعايتها هي خيانة وطنية أيضا … ومن يدعي السعي لانقاذ الوطن عليه العمل السياسي العلني

الثاني : هو خيانة الأمانة واختلاس مال الثورة أو الإغاثة ، ومن يدعي الشرف وهو يعمل في العمل العام عليه الكشف دوما عن ذمته المالية ، ومن يلتزم بعهد وميثاق عليه حفظ الأمانة …

من يرتكب هذا فهو بحكم العرف خائنا ، والعرف أصل النظام وسلف القانون ، لذلك لا مخرج من تطبيق العرف على الخائنين ، فالوطن شأن عام ونظام لا ينبى إلا بالعهود التي تحترم . والخيانة للشأن العام هي تدمير للوطن وايذاء لكل مواطن تستوجب القصاص . فإذا اختلفنا في السياسات والدساتير والجبهات العسكرية والقوميات والطوائف والأحزاب والتحالفات وتقاتلنا لا تسقط العرف بين الناس … فعدم الشفافية والتستر  والتآمر السياسي ، وسرقة المال العام ، والإخلاف بالعهود والالتزامات ، وقلة الأمانة هي خيانة وستبقى خيانة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.