نصر الله: المقاومة اليوم أقوى.. والمشكلة أننا تأخرنا في الذهاب إلى سوريا

أعلن أن حزب الله مستعد للمشاركة في الحوار بعد إجراء الانتخابات الرئاسية .

أعلن أمين عام حزب الله حسن نصر الله رفضه المشاركة في جلسة الحوار التي كان قد دعا إليها رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان غدا الاثنين للبحث في «الاستراتيجية الدفاعية»، مؤكدا أن ما حققته «ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة» المتعلقة بسلاح حزب الله، في لبنان، عجز العالم عن تحقيقه. وأكد نصر الله أن المقاومة هي الآن أقوى مما كانت عليه في عام 2006 خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، مبينا أن المشكلة هي في التأخر في الذهاب إلى سوريا، وأن انتقاد الحزب هو بسبب موقفه السياسي حيال الأزمة السورية وليس مشاركته في القتال الذي جاء بعد مشاركة الجميع، بحسب قوله.

ورد نصر الله في كلمة له خلال افتتاح منتدى الثقافة في بلدة عيناتا في جنوب لبنان، على الرئيس سليمان، عندما دعا قبل شهر تقريبا إلى عدم «التمسك بالثلاثية الخشبية»، من دون أن يسميه، قائلا: «الذهب سيبقى ذهبا، وتوصيف الآخرين للأشياء لا يبدل من حقائقها». وأضاف: «هذه الثلاثية نجحت في حماية الحدود واستعادة الأسرى وتحرير الأرض حيث فشل العالم كله كما فرضت لبنان في المعادلة الإقليمية».

وأكد نصر الله أن المقاومة هي الآن أقوى وأقدر مما كانت عليه في يوليو (تموز) عام 2006، على كل الصعد ومستعدة لصنع الانتصار من جديد، مشيرا إلى «أنه لم يكن هناك إجماع وطني حول المقاومة في أي يوم من الأيام، وأن الكلام عكس ذلك غير صحيح».

وعن مشاركة حزب الله في القتال بسوريا، قال نصر الله: «المشكلة في مسألة سوريا هي موقفنا السياسي وليس تدخلنا العسكري الذي جاء بعد تدخل الجميع»، مضيفا: «منذ اليوم الأول قلنا إننا لسنا مع هذا الصراع ولا مع إسقاط النظام بل مع الدولة والإصلاح والحل السياسي». وأوضح: «مع الوقت تدحرج موقفنا وذهبنا إلى الميدان، وأول تحد عسكري محدود كان في منطقة السيدة زينب في الغوطة الشرقية بدمشق، بعدما أصبحت الجماعات المسلحة على بعد مئات الأمتار من المقام الذي سيؤدي تدميره إلى تداعيات خطيرة جدا».

وأشار نصر الله إلى أن هناك دولة تعد نفسها عظيمة جدا، هي تركيا، ترى أن من حقها أن تفكر بالتدخل العسكري في سوريا للدفاع عن ضريح للجد الأكبر لـ«بني عثمان»، لا يعرف اسمه الكثير من المسلمين، مضيفا: «نحن ذهبنا لندافع عن مقام السيدة زينب التي يحترمها ويحبها كل المسلمين».

ورأى نصر الله أن ما وصلت إليه معركة سوريا اليوم هو نتيجة حجم التدخل الدولي والإقليمي، وتوجه بالكلام إلى الدول العربية والدول المنخرطة في الحرب على سوريا ومن سماه «الفريق الآخر في لبنان»، قائلا: «منذ البداية كنا نتحدث عن حل سياسي رفضتم النقاش به وذهبتم إلى الحل العسكري»، سائلا: «هل كنا بحاجة إلى ثلاث سنوات ليتحدث العرب الكلام الذي كان من المفترض الحديث فيه منذ اليوم الأول؟».

وأضاف: «سبق أن قلنا إن ما يجري في سوريا تجاوز المطالب الإصلاحية إلى مرحلة التيار التكفيري المقاتل الذي لا يقبل الآخر حتى لو كان ينتمي إلى الفكر نفسه، كما يحصل بين (داعش) و(جبهة النصرة)»، ورأى نصر الله أن «المشكلة في لبنان ليست في ذهاب حزب الله إلى سوريا بل في تأخره في الذهاب، ويوما بعد آخر تثبت صحة الخيارات التي اتخذناها».

وفيما يتعلق بجلسة الحوار التي دعا إليها الرئيس سليمان غدا الاثنين، قال نصر الله: «حريصون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها من أجل التأسيس لمرحلة مقبلة، وعلى هذا الأساس نذهب إلى الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ومختلف الأمور». ودعا إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعيدا عن الاتهامات والتعاون لمعالجة الوضع الأمني في المناطق اللبنانية لا سيما في طرابلس والبقاع، مضيفا: «لسنا مع إلغاء أحد، وفريقنا ليس لديه نوايا إقصائية أو إلغائية، واليوم أمامنا فرصة للهدوء وعدم انتظار الأوضاع في المنطقة».

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.