مباحثات أمنية روسية ـ إسرائيلية بشأن الوضع في سوريا

بينما يهدد النظامان السوري والروسي بهجوم محتمل على إدلب شمال غربي سوريا، جاء الرد التركي سريعاً بعد ساعات من حديث قاعدة «حميميم» الروسية عن تجاوز تركيا لعديد الجنود الأتراك المتفق عليه في مذكرة خفض التصعيد، وأعطت النظام السوري الضوء الأخضر لاحتمال ضرب نقاط المراقبة التركية شمالي سوريا، في حال تجاوزت الحجم المتفق عليه مع أنقرة، فرفعت السلطات التركية مستوى تعزيزات جيشها العسكرية واللوجستية حيث أدخلت رتلاً عسكرياً يضم للمرة الأولى دبابات وصلت الى نقاط المراقبة حسب وكالة الاناضول. تزامناً رصدت مواقع إلكترونية عديدة كثافة دخول فرق من الصحافة العالمية الى داخل ادلب لتغطية تطورات الموقف فيها ورصد التظاهرات المعارضة التي ستنطلق اليوم ضد الهجوم على المدينة.
ميدانياً وفي شمال سوريا عززت أنقرة نقطة المراقبة الواقعة شرقي مدينة مورك في ريف حماة أمس الخميس، بدبابتين من نوع ليوبارد الألمانية، وخمس عربات مصفحة وسيارات ذخيرة رافقتها سيارات عسكرية وتشديد من قبل فصائل المعارضة المسلحة، تزامناً وصلت تعزيزات تركية إلى نقطة الصرمان التركية الواقعة بريف إدلب الشرقي.
الباحث في العلاقات الدولية معن طلاع يرى أن للتعزيز التركي محورين رئيسيين، أحدهما سياسي والآخر عسكري، سياسياً رأى فيه، ان تركيا تتبع استراتيجية عدم جعل إدلب منطقة تهدد أمنها وتستخدم ضدها، أما عسكرياً فهي تقرأ حشود النظام وميليشياته المحلية والايرانية الداعمة له، بأن هناك أهدافاً استراتيجة قد وضعها النظام في حسبانه تجاه منطقة إدلب وبهذا المعنى الشق العسكري لم يثق بعد بمنجزات الميدان السياسي.
وحول خطورة الأوضاع في إدلب نبّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس في بكين الى أن بلاده تخشى ارتكاب «جرائم حرب» في سوريا، في وقت يحاول النظام السوري استعادة السيطرة على محافظة إدلب. وقال لودريان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي إن «فرنسا تحذر من أخطار ارتكاب جرائم حرب» في سوريا. تزامناً قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن المنظمة أرسلت إحداثيات نحو 235 موقعاً يخضع للحماية في محافظة إدلب السورية، من بينها مدارس ومستشفيات، لروسيا وتركيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وفي السياق نفسه انتقد المسؤول الأممي، هاني مجالي، سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، وموقف واشنطن مما يسمّى بـ«الخط الأحمر». وأضاف: «إذا قالت أي دولة (إشارة للولايات المتحدة) إن الخط الأحمر هو استخدام الأسلحة الكيميائية، سنقول إن الخط الأحمر هو أي اعتداء ضد السكان المدنيين».
وفي دلالة الى تطور وخطورة الموقف في إدلب أعلنت الأمم المتحدة أمس أن أعمال العنف في شمال غرب سوريا دفعت أكثر من 38 الفاً و500 شخص الى النزوح في أيلول/سبتمبر بسبب «العمليات القتالية» في محافظة إدلب التي تتعرض لقصف النظام وحليفته روسيا.
من جهة أخرى بحث سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، أمس، التطورات في سوريا والشرق الأوسط. وأفاد بيان صادر عن مجلس الأمن القومي الروسي، أن الاجتماع جرى في العاصمة موسكو، وتطرق إلى نتائج القمة الثلاثية بشأن سوريا، التي جمعت زعماء روسيا وتركيا وإيران، في عاصمة الأخيرة، في 7 سبتمبر/أيلول الجاري. وتبادل «باتروشيف» و«بن شبات» وجهات النظر حول تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ومحاربة الإرهاب.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.