دمشق: سنطرد الأمريكيين من قاعدة التنف… والأكراد مخيرون بين القوة والمصالحة

في رسالة مشتركة موجهة إلى واشنطن طالبت إيران وسوريا أمس – بعد اجتماع عسكري ثلاثي في دمشق جمع رئيس أركان الجيش الإيراني مع رئيسي أركان الجيشين العراقي والسوري ـ الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، كما هدد النظام السوري قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بهزيمة عسكرية إذا لم توافق على إعادة السلطة للدولة.

طهران تطالب «القوى الأجنبية» بمغادرة سوريا… والعراق يقترب من فتح الحدود معها

وكان رئيسا أركان الجيشين الإيراني والسوري يتحدثان بعد اجتماع في دمشق شارك فيه أيضاً نظيرهما العراقي، الذي قدم دعماً سياسياً للرئيس السوري بشار الأسد ولطهران بإعلانه أن الحدود السورية سيعاد فتحها قريباً.
واشنطن ردت من جهتها مؤكدة أنها لا تزال تحتفظ بجميع جنودها في سوريا البالغ عددهم نحو ألفي جندي، بالرغم من أنها كانت قد أعلنت عن نيتها الانسحاب بحلول شهر آذار/ مارس الماضي، وترك بضع مئات من الجنود فقط. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تغريدات على حسابه في تويتر في 19 و20 كانون الأول / ديسمبر 2018، إن المبرر الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سوريا هو قتال «داعش»، إلا أنه بعد ذلك وبتلقين من المسؤولين الأمنيين في إدارته، غيّر ترامب كلامه من انسحاب فوري إلى «انسحاب بطيء وهادئ».
وأمس، فنّد رئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد «ادعاءات» صحيفة «وول ستريت جورنال»، حول نية واشنطن إبقاء ألف جندي لها في الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الجيش الأمريكي يواصل تنفيذ التعليمات الصادرة عن رئيس البلاد دونالد ترامب، حول تخفيض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى حد معين.
وأرسلت الولايات المتحدة قوة جوية وبعض القوات البرية دعماً لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد، والتي أوشكت على السيطرة على آخر جيب للدولة الإسلامية في شرق سوريا. وللولايات المتحدة أيضا قاعدة عسكرية في التنف قرب الطريق السريع الرابط بين دمشق وبغداد والحدود بين العراق وسوريا.
وفي موقف لا يتعدى التصريحات الدعائية التي لا تستند الى قدرة حقيقية على أرض الواقع قال العماد علي عبد الله أيوب وزير الدفاع السوري «الورقة الأخيرة المتبقية في يد الأمريكيين وحلفائهم هي قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وسيتم التعامل معهم بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحة الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة». واستعاد النظام السوري السيطرة على مناطق كبيرة عن طريق «المصالحات» التي تُبرم عادة بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بمقاتلي المعارضة.
وأضاف أيوب «أمريكا وغيرها سيخرجون من سوريا كما خرجوا من مناطق أخرى لأن هذا الوجود غير شرعي ومرفوض». وسانده نظيره الإيراني الميجر جنرال محمد باقري، فطالب برحيل القوات الأجنبية التي أرسلت إلى سوريا دون الحصول على موافقة من دمشق. وقال باقري إن «الاجتماع بحث السبل التي يجب اتخاذها لاستعادة» الأراضي التي ما زالت خارج نطاق سيطرة الحكومة بما فيها المناطق التي انتشرت فيها قوات أمريكية، مضيفاً أن القرار بهذا الصدد في يد الدولة السورية. وأضاف أن الاجتماع أكد أن إيران والعراق وسوريا «متحدة ضد الإرهاب». من جهته قال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الرسمي السوري «سنشهد في الأيام المقبلة فتح المنفذ الحدودي بين سوريا والعراق» واستئناف الزيارات والتجارة بين البلدين.
وكان الحرس الثوري الإيراني استبق الاجتماع العسكري الثلاثي في سوريا، والذي جمع رئيس أركان الجيش الإيراني مع رئيسي أركان الجيشين العراقي والسوري، بالإعلان عن جيوش وفيالق عسكرية في سوريا والعراق تصل أعدادها حسب «الثوري» الإيراني إلى 100 ألف مقاتل في كل دولة، بالإضافة إلى الحديث عن تحقيق انتصارات لـ «الثورة الإيرانية» خارج البلاد، وكذلك لما يسمى «محور المقاومة».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.