اتفاق تسوية في «كناكر» جنوب غربي دمشق يقضي بتهجير مقاتلين معارضين مع عائلاتهم إلى إدلب

بعد التوترات الأخيرة التي شهدتها بلدة كناكر جنوب غربي العاصمة السورية دمشق، والحشود العسكرية الضخمة من قِبل قوات النظام التي وصلت تمهيداً لاجتياحها والقبض على مطلوبين، قالت مصادر محلية مطلعة لـ «القدس العربي» إن اجتماعاً عقد في اللواء 121 ضم قائد الفرقة السابعة وضباطاً من قوات النظام من طرف ولجنة مصالحة كناكر التي تضم وجهاء وممثلين عن مقاتلي البلدة من طرف آخر بهدف الوصول إلى التهدئة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر أن الاجتماع تمخض عن اتفاق على نقاط عدة أساسية وهي التهدئة وعدم اجتياح البلدة عسكرياً، مقابل العمل على تسوية جديدة لجميع المقاتلين المتواجدين داخل البلدة من أبنائها بشرط أن ينخرطوا ضمن قوات النظام، لا أن يبقوا بسلاحهم داخل البلدة. كما يسمح بموجب الاتفاق الأخير للرافضين للتسوية الجديدة بالخروج في اتجاه الشمال السوري، بالإضافة إلى دخول قوات النظام إلى البلدة والتمركز بعدة نقاط داخل أحيائها وإنشاء حواجز جديدة داخلها والتوغل في المزارع بحثاً عن أسلحة.

موقف المعارضة؟

المعارض السوري درويش خليفة قال إنه حتى اللحظة لا يوجد أي تحرك معلن للمعارضة السورية لوقف ومنع اجتياح البلدة، وهو ما طالب به مجموعة معارضين سوريين من أجل التواصل مع الطرف الروسي الراعي للمصالحة عبر الضامن التركي لقوات المعارضة المسلحة في مسار أستانة. وأضاف خليفة لـ«القدس العربي» تتوارد المعلومات من بلدة كناكر بقرب اقتحامها من قبل الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بعد فشل سلسلة جلسات تفاوضية بين وجهاء البلدة وقوات النظام المرابطة على مداخلها، بسبب طلب الأخيرة تسليم عشرة شبان مقاتلين لقيادة الفرقة الرابعة. واعتبر المتحدث أن محاصرة بلدة كناكر «انتهاك لحقوق الإنسان حيث يوجد في داخلها ما يقارب 18000 نسمة حسب مدونة كناكر وادي العجم، إذ تقول المعلومات المتوفرة أن قائد الحملة المتوقعة على كناكر قام بقطع المياه عن البلدة وهذا يعتبر تطوراً خطيراً جدًا». وأضاف «لا أجد مبرراً لصمت المعارضة حتى اللحظة دون الدفع في اتجاه حماية من تمثلهم في المحافل الدولية».
مصادر أهلية من كناكر أكدت لـ«القدس العربي» أن تهديد قوات النظام باجتياح البلدة مرده إلى محاولة اغتيال أصيب على إثرها العميد صالح العلي نائب رئيس فرع الأمن العسكري في سعسع، حيث قتل مرافقوه خلال العملية التي نفذت بالقرب من البلدة، رداً على اعتقال 3 نساء من كناكر. وكانت مصادر متطابقة أفادت بأن قوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها، فرضت طوقاً أمنياً كاملاً على بلدة كناكر في الغوطة الغربية في ريف العاصمة دمشق، حيث منعت الخروج والدخول من البلدة منذ نحو 10 أيام، بعد أن كانت تسمع لفئة من المواطنين بالدخول والخروج، كما استنفرت أجهزة النظام قواتها بشكل كامل مهددة باجتياح البلدة خلال الساعات القادمة، في حال لم يتم تسليم المطلوبين لإجراء تسوية جديدة، وسط مخاوف لدى الأهالي من ارتكاب مجازر وحدوث اعتقالات تعسفية بحقهم في حال اجتياح البلدة.

ضربة التحالف

من جهة أخرى شنت مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ليلة السبت/الأحد، سلسلة غارات جوية على قواعد عسكرية للميليشيات الإيرانية في ريف محافظة دير الزور، على الحدود السورية – العراقية شرق سوريا، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 15 عراقياً وإيرانياً بينهم مسؤولون.
ووفقاً لموقع «عين الفرات» المعني بأخبار المنطقة الشرقية، فإن طيران التحالف قصف مواقع الحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال، وأن «طيران التحالف الدولي نفذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل ثلاث غارات جوية على مواقع الميليشيات الإيرانية، حيث تم استهداف مقر للحرس الثوري الإيراني بغارة على أطراف بلدة السكرية أدت لمقتل وجرح حوالي 15 عنصراً بينهم مسؤولون عراقيون وإيرانيون وتدمير الموقع».
كما نفذ الطيران غارتين استهدفتا موقعاً للمليشيات الإيرانية على الحدود العراقية غرب عكاشات خلفت قتلى وجرحى. ونقل قسم من الجرحى إلى مشفى القدس الميداني داخل بلدة السكرية، فيما نقل القسم الأكبر الذي يضم جثثاً للقتلى وعدداً من الجرحى إلى مدينة القائم العراقية. مصدر أمني عراقي، أعلن أن لواءً تابعاً لميليشيات «الحشد الشعبي» تعرض لقصف من طائرات مجهولة بالقرب من الحدود السورية العراقية.
وتسيطر الميليشيات الإيرانية على البادية وشرق دير الزور بشكل أساسي، حيث تعتبر هذه المنطقة بوابة لميليشيات إيران التي تتنقل بين العراق وسوريا، وأبرز هذه الميليشيات «لواء فاطميون الأفغاني» و«لواء زينبيون الباكستاني» و«لواء الإمام علي» و«حركة النجباء» و«الحرس الثوري الإيراني» و«الحشد الشعبي العراقي». في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» واين ماروتو، أن قوات التحالف نفذت غارات جوية استهدفت معسكرات التنظيم في البادية السورية. وأضاف في تغريدة على موقع «تويتر» الأحد، أن «قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، استخدمت القوة الجوية لضرب قلب «داعش» صباح اليوم وتدمير معسكرات تدريب الإرهابيين في صحراء البادية النائية في سوريا».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.