روسيا: التنسيق العسكري مع إسرائيل في سوريا سيستمر كالمعتاد

السفارة تؤكد أن التنسيق يومي ومفيد، وتشير إلى أن الإدانة الإسرائيلية لغزو أوكرانيا لن تؤثر على الترتيبات بشأن سوريا

أعلنت السفارة الروسية في إسرائيل إن التنسيق العسكري مع إسرائيل في سوريا سيستمر، حتى مع وجود خلاف بين البلدين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.

حافظت اسرئيل وموسكو في السنوات الأخيرة على ما يسمى بآلية عدم التضارب التي تعمل على منع القوات الإسرائيلية والروسية من الاشتباك في سوريا. روسيا هي اللاعب الرئيسي الذي يدعم الحكومة السورية في حرب أهلية طاحنة، بينما تشن إسرائيل منذ سنوات حملة من الغارات الجوية تستهدف المقاتلين الموالين لإيران الموجودين هناك وتهدف إلى منع نقل الأسلحة التي تزودها إيران.

وجاء في بيان نقلته وكالة “رويترز” يوم السبت عن السفارة الروسية، “يناقش مسؤولونا العسكريون القضايا العملية لهذا الموضوع بشكل موضوعي ويومي. هذه الآلية أثبتت فائدتها وستواصل العمل”.

كما أشارت إلى أنه بينما تدعم موسكو الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، فإنها تعارض انتهاك السيادة السورية.

وصرح الجيش الإسرائيلي لرويترز أن قواته “ستتحرك عند الحاجة لمواجهة التهديدات والدفاع عن مواطني إسرائيل وسيادتنا”.

يوم الجمعة، استدعت روسيا السفير الإسرائيلي لدى موسكو ألكسندر بن تسفي لتوضيح موقف إسرائيل بشأن الغزو الأوكراني بعد يوم من وصف وزير الخارجية يائير لابيد التوغل الروسي بأنه “انتهاك صارخ للنظام الدولي”.

بينما تهاجم روسيا أوكرانيا، تجنبت إسرائيل اتخاذ موقف وثيق الصلة لأي من الجانبين. ويُعتقد أن هذا يرجع جزئيا على الأقل إلى حاجتها للعمل مع الوجود العسكري الروسي في سوريا.

أعربت إسرائيل عن قلقها بشأن الغزو وعرضت مساعدات إنسانية على الشعب الأوكراني، لكن رئيس الوزراء نفتالي بينيت تجنب إدانة روسيا أو حتى ذكرها بالاسم في تصريحاته منذ بدء العملية العسكرية الواسعة عبر الحدود الروسية في وقت مبكر من صباح الخميس.

ووجه لابيد انتقاد أكثر وضوحا في بيانه، قائلا: “إسرائيل تدين الهجوم، ومستعدة وجاهزة لتقديم المساعدة الإنسانية لمواطني أوكرانيا”.

وقال سفير روسيا لدى إسرائيل “للتايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة أن موسكو “تأمل بأن تواصل إسرائيل اتباع نهج دبلوماسي حكيم”.

ناقش بينيت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين آلية تفادي التضارب عندما التقيا لإجراء محادثات في مدينة سوتشي الروسية في أكتوبر الماضي. وقال مسؤول إسرائيلي كبير بعد الاجتماع إن الزعيمين وافقا على مواصلة الترتيب.

وقال وزير الإسكان زئيف إلكين الذي رافق بينيت في الرحلة، في ذلك الوقت، إن هناك محادثات “واسعة للغاية” بشأن الوضع في سوريا بهدف “حماية آلية التنسيق”.

والتقى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ببوتين في عدة مناسبات لمناقشة القضية وادعى أن علاقتهما الشخصية كانت عاملا رئيسيا في الحفاظ على الآلية.

نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية داخل سوريا في سياق الحرب الأهلية في البلاد، مستهدفة ما تقول إنها شحنات أسلحة متجهة إلى منظمة “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية. نادرا ما تعترف إسرائيل أو تناقش مثل هذه العمليات.

في الوقت نفسه، فإن روسيا حليف وثيق لبشار الأسد، ولديها قوات متمركزة في سوريا وتعمل في أراضيها، وتوفر لدمشق دفاعات جوية تحاول إسقاط الطائرات والصواريخ الإسرائيلية.

لا يناقش المسؤولون الإسرائيليون عموما النطاق الكامل للتنسيق، لكنهم يؤكدون أن الجيش الإسرائيلي لا يسعى للحصول على إذن روسي قبل تنفيذ العمليات.

لم يكن وضع آلية منع التضارب مستقرا منذ عام 2018، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية، التي كانت أستهدف طائرات إسرائيلية كانت تنفذ غارة على سوريا، طائرة عسكرية روسية بالخطأ، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا كانوا على متنها.

ردت روسيا بتزويد القوات السورية ببطاريات دفاع جوي متطورة من طراز S-300، والتي كان يُعتقد أن لديها القدرة على الحد بشكل كبير من حرية إسرائيل في العمل في سماء البلاد.

تحتفظ موسكو بأحدث أنظمة الدفاع الجوي من طراز S-400 لحماية أصولها في سوريا، لكنها لم توجهها قط نحو الطائرات الإسرائيلية.

يوم الخميس، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية إن ثلاثة جنود سوريين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب العاصمة دمشق. جاءت الضربة المزعومة بعد ساعات من قيام إسرائيل على ما يبدو بإلقاء منشورات على مواقع للجيش السوري تحذر من إمكانية استهدافها لتعاونها مع حزب الله المدعوم من إيران.

THE TIMES OF ISRAEL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.