كيف سيدعم الأسد روسيا في غزوها لأوكرانيا؟

بينما يتسابق الغرب لإدانة روسيا، غالبا ما يظل الحلفاء المقربون لموسكو صامتين أو حتى يدعمون روسيا علانية في الصراع في أوكرانيا، كما حدث مع دمشق، إذ تعهدت لونا الشبل المستشارة في الرئاسة السورية، أمس الإثنين، بأن سوريا ستدعم روسيا للتغلب على العقوبات التي فُرضت عليها بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

لكن، ونظرا للدمار والأزمات التي تعانيها سوريا منذ 10 سنوات واشتركت فيها موسكو بقوتها العسكرية، يبرز التساؤل حول الأساليب التي ستستخدمها دمشق لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وكذلك ماهية الأدوات التي تملكها دمشق وستقدمها إلى موسكو، وهي التي تعتمد كليا على روسيا، سواء عسكريا أو على صعيد النفط و المواد الغذائية والتموينية.

دمشق أمام اختبار حقيقي

يشير المحلل في الشأن الروسي، ديمتري بريجع، خلال حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن دمشق ليس لها إمكانية تقديم أي دعم لوجستي لموسكو، بالإضافة إلى أن روسيا ليست بحاجة لدعمها بجنود، معللا ذلك بأن تعداد الجيش الروسي كبير، خصوصا كونه الآن مدعوم بالانفصالين في إقليم دونباس، وتسانده القوات الشيشانية.

وأضاف بريجع، أن روسيا إن كانت بحاجة دمشق، فقط هي بحاجة ضمان استتباب الأمن على الجبهات التي ستغيب عنها القوات الروسية، وعدم خسارة دمشق مناطق استراتيجية وتراجعها في ظل توجيه موسكو كافة إمكانياتها في الداخل الأوكراني حاليا.

كما يؤكد المحلل الروسي، أن دمشق هي بحاجة إلى دعم في الفترة القادمة، التي ستحدث فيها أزمة الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيما وأن سوريا تعاني من انعدام الكهرباء والغذاء، وإذا استمرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا لفترة 6 أشهر، “أؤكد لكم أن دمشق لن تستطيع الصمود، وإعطاء موظفيها في المؤسسات رواتبهم”.

التجنيد وسيلة دمشق

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي السوري، درويش خليفة، لـ”الحل نت”، إن الرئيس السوري بشار الأسد، ليس لديه من الإمكانيات شيء ليقدمها للروس، سوى إرسال مزيد من الشبان؛ لزجهم بالمعارك لا طائل منها بالنسبة للحالة السورية، وفق تعبيره.

وأوضح خليفة، أن الأسد يحاول بشتى الوسائل أن يقدم جزء من الجميل للروس، جراء مساعدتهم له، بعد دخولهم في العمليات العسكرية التي أفضت إلى تثبيته، بعد أن فقد السيطرة في وقت من الأوقات على حوالي 70 بالمئة من الجغرافيا السورية.

وذكر خليفة، أنه بمجرد دخول القوات الروسية إلى سوريا، أعادت توازن الصراع على الجغرافيا السورية. بعد أن رجحت الكفة لمصلحة الجيش السوري عسكريا، وهنا تحاول دمشق رد الجميل ولو بالتصريحات الإعلامية. لكنها لا تملك ما تقدمه لروسيا وخصوصا بعد العقوبات الغربية الأميركية وعزلت روسيا عن نظام “سويفت” للحوالات، وفق رأي خليفة.

ويشير المحلل السياسي، أن سوريا باتت دولة مفككة، لا تمتلك اقتصادا قويا لتدعم موسكو في حربها، بل على العكس. فدمشق هي التي تطالب الروس بتقديم الدعم لها. عبر إرسال الوفود إن كانت إعلامية أو سياسية لتأمين القمح أو تأمين بعض من الوقود. لتبقى بنظر الشعب متماسكة وقائمة وتستطيع توفير الخدمات والمقومات المعيشية لهم.

تصريحات إعلامية

بعد أن اعترف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمنطقتين منفصلتين دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا كدولتين مستقلتين، فرض الغرب على الفور عقوبات على هاتين المنطقتين. ومع ذلك، سرعان ما دعم الرئيس السوري، بشار الأسد، جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وتعهد بالتعاون مع الجمهوريتين اللتين نصبتا نفسها بنفسهما.

وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، وصف الأسد الخطوة بأنها “تصحيح أخطاء التاريخ وإعادة التوازن الذي فقد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”. فلطالما دعم بوتين حكومة دمشق في الحرب السورية التي استمرت منذ عام 2011 حتى الآن. وبالتالي، اليوم، تلعب روسيا دورا مهما في ضمان بقاء حكومة دمشق وإعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب.

من جهتها، أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية، لونا الشبل، دعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. لافتة إلى أن موسكو لم تلجأ إلى هذا الخيار إلا بعد استنفاذ كل الفرص للحلول السياسية. وأصبح التهديد المباشر لها خطيرا، على حد وصفها.

وقالت الشبل، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، نشرتها يوم أمس الإثنين، إن “ندعم هذه العملية العسكرية، ومسار العمل العسكري لا يمكن الحديث عنه دون رؤية كل ما سبقه من عمل سياسي ودبلوماسي”.

وأضافت، “سندعم روسيا للتغلب على العقوبات كما فعلت مع سوريا.. ولدينا معلومات عن مغادرة مسلحين راديكاليين الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وكازاخستان”.

الجدير ذكره، أنه في عام 2008، عندما اعترفت روسيا باستقلال منطقتين انفصاليتين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا. أعربت سوريا بشكل سريع عن دعمها لانفصال تلك المناطق عن البلد المجاور لروسيا.

الحل نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.