سوريون عالقون في السودان يواجهون معضلة الخروج وغياب الرعاية الرسمية لإجلائهم

يتدفق المئات من أبناء الجالية السورية إلى ميناء بورتسودان على أمل النجاح في الوصول بحراً من السودان إلى مدينة جدة السعودية، في الوقت الذي لا يزال فيه الآلاف منهم عالقين عند معبر “أرقين “البري الفاصل بين الحدود المصرية والسودانية، في انتظار السماح لهم بالعبور.
وأبلغ سوريون “القدس العربي “أن غالبية أبناء الجالية السورية لا زالوا عالقين في الخرطوم، بسبب عدم توفر الحافلات وارتفاع تكلفة التنقل إلى مستويات قياسية.
وقالت السيدة السورية عالية المقيمة في الخرطوم إنها لم تتمكن من الخروج من العاصمة، بسبب تكلفة النقل المرتفعة 400 دولار أمريكي إلى بورتسودان. وأكدت لـ”القدس العربي” أنها غير قادرة على تحمل التكلفة المرتفعة. وتشير إلى عدم تمكنها من تأمين حاجيات عائلتها، بسبب إغلاق المحال التجارية وتسجيل حالات اعتداء من المسلحين والعصابات التي تجوب الشوارع، رغم سريان الهدنة، ودخولها في اليوم الثالث والأخير.
وبخصوص عمليات الإجلاء، تشير عالية المتحدرة من محافظة إدلب، إلى غياب أي دور رسمي في عمليات الإجلاء. وتقول” الجالية تنسق فيما بينها للخروج نحو المناطق الآمنة، بإشراف من البعثة الدبلوماسية السورية، لكن من دون أن تساهم الأخيرة في أي شيء، بحيث لم تؤمن حتى حافلة واحدة لتسهيل عمليات الإجلاء”. وأشارت إلى إغلاق السفارة السورية أبوابها منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكان القائم بأعمال السفارة السورية في السودان بشر الشعار، قد تحدث عن صعوبات كبيرة تعيق مشاركة السفارة في عمليات الإجلاء، وقال لموقع “أثر برس” السوري، إن السفارة بدأت بإرسال توجيهات لكل المعنيين والوجهاء المعروفين في الجالية السورية في السودان للبدء بتسجيل أسماء ممن يرغبون منهم بالإجلاء مبدئياً.
وأضاف أن “السفارة ستعمل على تحضير نفسها على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها، سواء بالتنسيق مع شركات النقل البري وشركة الطيران السورية ليتسنى إجلاء السوريين في حال فتحت المطارات أو تم تأمين الطرقات البرية”، وتابع قائلاً إن “إجلاء 10 آلاف شخص على سبيل المثال، يحتاج إلى 50 طيارةً في حال كان النقل جواً، أو إلى 200 باص (50 راكباً)، للنقل براً إلى المناطق الآمنة”. بدوره يؤكد أحد أبناء الجالية السورية في السودان لـ”القدس العربي” أن غالبية الذين تمكنوا من الخروج من الخرطوم يتوجهون نحو ميناء بورتسودان، بعد أن نجح عدد قليل منهم في العبور نحو جدة السعودية. وقبل يوم أعلنت المملكة العربية السعودية، أن سفينة تابعة لها أجلت 189 شخصاً من السودان، بينهم سوريون، مبينة أن جمالي عدد الأشخاص الذي أجلتهم المملكة من السودان بلغ منذ بدء الاشتباكات 356 شخصاً بينهم101 مواطن سعودي.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن أفراد الجاليات التي قامت السعودية بإجلائهم من السودان إلى جدة من أمريكا وبريطانيا والسويد وإيطاليا وقطر وسوريا وهولندا والعراق وتركيا وتنزانيا ولبنان وليبيا. وحسب مصادر “القدس العربي” تمنح المملكة للسوريين إقامة لمدة شهر في جدة السعودية، وهي المدة التي يتعين فيها على السوريين تدبر أمورهم بمغادرة البلاد، براً أو جواً إلى بلادهم.
والثلاثاء، أجلت طائرة عسكرية جزائرية22 سورياً من مطار بورتسودان، وتقدم السفير السوري في الجزائر نمير الغانم بالشكر الجزيل والامتنان للرئيس عبد المجيد تبون على تجاوبه ومساعدته. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إنها تتابع باهتمام كبير أوضاع الجالية السورية والبعثة الدبلوماسية في السودان الشقيق، على خلفية الأحداث الجارية هناك، وأضافت أنها “تتابع بقلق الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتتمنى للشعب السوداني الأمن والاستقرار”. وتتابين التقديرات حول عدد الجالية السورية في السودان، ففي حين تشير السفارة السورية إلى وجود نحو 30 ألف سوري، تتحدث مصادر غير رسمية عن أرقام أكبر تناهز الـ100 ألف.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.