5 قتلى و10جرحى من المدنيين بينهم أطفال بقصف مكثّف للنظام السوري على ريف حلب

مع بداية العام الجديد، قتل 5 مدنيين، وأصيب 10 آخرون بينهم أطفال ونساء، أمس الإثنين، في قصف مدفعي مكثف لقوات النظام السوري على قرى ومدن ريف حلب، استهدف الأحياء السكنية والأسواق التجارية ومرافق خدمية ودور عبادة.
الناشط الميداني، محمد الخطيب من ريف حلب، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن «القصف استهدف مدينة دارة عزة، كما استهدف قريتي كباشين وبرج حيدر في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين على الأقل، وإصابة آخرين بينهم طفلان ورضيع وامرأتان بجروح خطيرة».
واستهدف القصف في مدينة دارة عزة مرفقاً خدمياً للكهرباء، وفرناً ومسجداً وسوق المدينة ومنازل المدنيين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» العاملة شمال غربي سوريا، استهدفت بدورها بقذائف صاروخية مدينتي نبل والزهراء ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريف حلب الشمالي.
ويأتي قصف الفصائل المسلحة العاملة في إدلب والأرياف القريبة منها، وفق مصادر محلية، رداً على المجازر والهجمات المكثفة التي تشنها قوات النظامين السوري والروسي ضد المناطق الخارجة عن سيطرتها.
وفي الساعات الأخيرة من عام 2023، أعلنت منظمة الخوذ البيضاء عن قتلى وجرحى بـ «هجمات إرهابية لنظام الأسد» على مدينة إدلب شمال غربي سوريا.
ندى الراشد، عضو مجلس إدارة الخوذ البيضاء، قالت في تصريح لـ «القدس العربي» إن نظام الأسد أنهى عام 2023 وبدأ العام الجديد على طريقته المعتادة بالإرهاب، حيث قصف يوم الإثنين ومساء الأحد بالقذائف المدفعية والصاروخية الأحياء السكنية في ريف حلب ومدينة إدلب.
وأضافت أن «إرهاب نظام الأسد لم يتوقف عن ملاحقة السوريين، ينتقل معهم من عام لعام ليقتل أحلامهم بالسلام، فيمضي عامٌ ويقبل آخر، وتطوى السنوات تباعاً، ولا راسخ فيها سوى المأساة».
وفي وقت تشهد فيه الأسواق حركة بيع وشراء في معظم المحال التجارية، وثقت الخوذ البيضاء، السبت، هجمات بالمدفعية الثقيلة لقوات النظام استهدفت السوق الرئيسي في مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وهما رجل وطفل، وأصيب 16 آخرون بينهم 4 أطفال، بينهم حالات حرجة.
وجددت قوات النظام قصفها على مدينة إدلب مستهدفة دوار السبع بحرات وسط المدينة، كما تعرضت مدينة سرمين وبلدة النيرب شرقي إدلب ومدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي لقصف مماثل.
وقبل أيام، قُتِل 5 مدنيين من عائلة واحدة (رجل وزوجته و3 من أطفالهما)، وأصيب طفل آخر وكان الناجي الوحيد من العائلة، في مجزرة للطائرات الحربية الروسية إثر غارات جوية استهدفت منزلاً في مزرعة علاتا بالقرب من بلدة أرمناز غربي إدلب، مساء يوم الإثنين 25 كانون الأول/ ديسمبر، وفي اليوم نفسه، قتل مدني وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضي زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
واستجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر لأكثر من 1276 هجوماً شنتها قوات النظامين السوري والروسي والميليشيات الموالية لهم، قتل على إثرها 160 شخصاً، بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.
وتحت عنوان «يوم دامٍ جديد من التصعيد من قوات النظام وروسيا يعيشه المدنيون في مدينة إدلب» اعتبر الدفاع المدني السوري، في بيان، أن التصعيد المتواصل ضد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، هي سياسة ممنهجة للنظامين السوري والروسي لاستهداف جميع أشكال الحياة منذ أكثر من 12 عاماً دون أي مساءلة أو محاسبة على الجرائم المرتكبة.
وتتعرض مدينة إدلب وأحياؤها السكنية لحملة تصعيد عنيف من قبل قوات النظامين السوري والروسي خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تركز القصف فيها على المرافق العامة والتعليمية والمشافي والمراكز الصحية.
وحسب بيان منظمة الخوذ البيضاء، فإن «نظام الأسد يتعمد استهداف مراكز المدن في دليل واضح على خرقه المتكرر للأعراف والمواثيق الدولية التي تحيد المدن والمرافق الخدمية والحيوية، ويهدف بذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وإطالة أمد القتل الذي يتبعه منهجاً وسياسة تقوم على التغلب على المدنيين وأرواحهم».
وأضاف: «هذه الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وروسيا تأتي في سياق التصعيد الذي يعيشه السوريون منذ أكثر من 12 عاماً من الحرب، وفي إطار الضغط المستمر على المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية وأخرى على الأرض، لتكون رسائلهم مكتوبة بدماء الأبرياء، في وقت يستمر فيه إفلاتهم من العقاب دون أي بوادر حقيقية لإنهاء مأساة السوريين والانتقال للحل السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254».
وإلى درعا جنوباً، شهد شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال، واستمراراً بعمليات الاعتقال والخطف في المحافظة، ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
وسجل مكتب توثيق الانتهاكات لدى «تجمع أحرار حوران» خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر مقتل 44 شخصاً بينهم 3 سيدات وطفلان، كما أحصى مكتب 32 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال.
وضمن ملف الاغتيالات سجل المكتب مقتل 4 ضباط برتبة ملازم، و3 عناصر مجندين من قوات النظام، بالإضافة إلى مقتل عنصر من الشرطة العسكرية الروسية.
وجرت العادة ألا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
كما وثق المكتب خلال الشهر الأخير من العام المنصرم، اعتقال 3 أشخاص من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 1 منهم خلال الشهر ذاته.
يشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.