بعد مقتله في ريف حلب.. سوريون يتهمون الحرداني بالمسؤولية عن مجزرة الشعيطات

أصدرت “رابطة عائلات ضحايا الشعيطات” بياناً حمّلت فيه القيادي في تنظيم “داعش” ضياء الحرداني المسؤولية المباشرة عن المجازر التي ارتُكبت في قرى الشعيطات بريف دير الزور الشرقي عام 2014، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 مدني.

وقتل القيادي في “داعش” ضياء الحرداني مع ابنيه، صباح أمس الجمعة، خلال عملية نفذتها قوات القيادة المركزية الأميركية في مدينة الباب بمحافظة حلب شمالي سوريا.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن العناصر المستهدفة كانوا يشكلون تهديداً للقوات الأميركية وقوات “التحالف الدولي”، إضافة إلى الحكومة السورية الجديدة، مشيرة إلى وجود ثلاث نساء وثلاثة أطفال في الموقع المستهدف من دون وقوع أي إصابات في صفوفهم.

اتهامات بالمسؤولية عن مجزرة الشعيطات

وفي بيان لها، أكدت “رابطة عائلات ضحايا الشعيطات” أن الحرداني، المعروف بلقبه الحركي “أبو فاطمة الحرداني”، وهو عراقي الجنسية، يُعد من أبرز القيادات الأمنية في تنظيم “داعش” ممن أشرفوا على تنفيذ الإعدامات الجماعية والاعتقالات القسرية في بلدات غرانيج، الكشكية، وأبو حمام.

وفقاً لتوثيقات الرابطة وشهادات ناجين، كان الحرداني يشغل منصب “أمير القطاع الغربي في ولاية الفرات”، ومسؤول الأمن العام في الولاية سابقاً، ونشط في منطقة البوكمال وهجين بريف دير الزور.

وأشارت الرابطة إلى أن من أبرز الانتهاكات المنسوبة إليه:

  • إصدار أوامر بإعدام مدنيين من دون محاكمات.
  • الإشراف على حملات اعتقال واسعة ضد أبناء عشيرة الشعيطات.
  • قيادة عمليات النهب والاستيلاء على ممتلكات المدنيين.
  • إدارة جهاز الأمن الداخلي للتنظيم وترهيب السكان.
  • ملاحقة الناجين من مجزرة الشعيطات ومصادرة ممتلكاتهم وتهديدهم.

مقتل الحرداني لا يغني عن تحقيق العدالة الكاملة

ووفق “رابطة عائلات ضحايا الشعيطات”، فإن ضياء الحرداني وقبل انضمامه لتنظيم “داعش”، عمل في التهريب عبر الحدود السورية – العراقية، خصوصاً في مجالي النفط والتبغ، ما مكّنه من بناء شبكة علاقات واسعة ساعدته لاحقاً على ترسيخ نفوذه داخل التنظيم.

وشدّدت “رابطة عائلات ضحايا الشعيطات” على أن مقتل الحرداني “لا يُغني عن ضرورة تحقيق العدالة الدولية الكاملة”، داعيةً إلى مواصلة الجهود في توثيق الجرائم، وجمع الأدلة، وحماية الشهود، لضمان محاسبة جميع المتورطين في المجزرة، وفق آليات قضائية شفافة ومستقلة.

مجزرة الشعيطات

وكان تنظيم الدولة (داعش) قد ارتكب مجزرة بحق أبناء وعائلات عشيرة الشعيطات، دامت نحو ثلاثة أسابيع، خلال شهري تموز وآب من صيف العام 2014.

وبدأت أحداث المجزرة، حين أقدم التنظيم على قتل ثلاثة أشخاص من أفراد العشيرة في قرية “أبو حمام”، ما دفع أبناء العشيرة للرد بقتل أحد أمراء التنظيم.

عندها أعلن تنظيم “داعش” الحرب على عشيرة الشعيطات وشنّ على بلداتها وقراها هجوماً شاملاً من عدة محاور، مستخدماً المدافع الثقيلة والرشاشات.

واستمرت الاشتباكات بين الطرفين إلى أن نفدت ذخيرة مقاتلي الشعيطات، فانسحبوا إلى خارج بلداتهم، ليجتاحها عناصر “داعش” ويقتلون كل مَن يصادفونه في طريقهم، من بينهم قرابة 80 عامل نفط من أبناء العشيرة كانوا يعملون داخل حقول النفط بالأجرة لدى التنظيم.

ولاحق عناصر “داعش” كل مَن نزح من الأهالي وقتلوا منهم المئات داخل مناطق نزوحهم، كما استهدفوا كل شاب تجاوز عمره 14 عاماً.

وجرى إعدام أفراد العشيرة وفق بطاقاتهم الشخصية بعد نصب الحواجز داخل مدينة دير الزور وعلى امتداد ريفها، ليتجاوز عدد الضحايا الألف شخص.

ورغم عدم وجود توثيقات وإحصاءات لعدد الضحايا حتى الآن، فإنّ العديد من التقارير الصادرة عن صحيفة “إندبندنت” البريطانية ومركز توثيق الانتهاكات في شمالي سوريا والمطلعين على المقابر الجماعية في دير الزور، قدّروا العدد بنحو 800 شخص.

لكن العديد من أفراد عشيرة الشيعطات يقولون إنّ عدد ضحاياهم على يد تنظيم “داعش” يفوق 1700 من الأطفال والنساء والرجال، إلى جانب نزوح نحو 150 ألفاً من المنطقة.

سوريا TV

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.