غضب في سوريا بسبب أنباء عن تقليص حصص الديانة الإسلامية

وسط معلومات عن تقليص ساعات مادة التربية الإسلامية لحساب ساعات الموسيقا والرياضة في المدارس السورية، وعدم وجود أي معلومات مؤكدة من وزارة التربية السورية في المقابل عن صيغة البرنامج النهائي، خرجت احتجاجات في مدن وبلدات سورية مختلفة، ضد ما سماه المشاركون تهميشا لمادة القرآن، وسط تهديدات طالت شخص وزير التربية والتعليم، محمد تركو.

وقفات احتجاجية

وانتشرت صور ومقاطع فيديو أمس بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن وقفات احتجاجية تم تنظيمها خلال اليومين الماضيين في إدلب وحماة وأمام مبنى وزارة التربية في ساحة الميسات في العاصمة السورية دمشق، لكن بمشاركات محدودة.
وكان من أكثر مقاطع الفيديو انتشاراً وقفة احتجاجية نظمها الأربعاء عدد من المشايخ والمعلمين في ساحة العاصي أمام مبنى المحافظة في مدينة حماة للاعتراض على قرار وزارة التربية الأخير بتقليص عدد ساعات تدريس مادة التربية الإسلامية في المناهج، وإضافة مادة الموسيقا عوضاً عنها.
وظهر في الفيديو أحد المشايخ وهو يقول إن ما حصل من تقليص لحصص التربية الإسلامية لا يرضي الله عز وجل، وحتى المجرم بشار لم يتجرأ على هذا القرار فيأتي إخواننا وأحباؤنا ومن ندعو الله أن يثبتهم ليصدروا هذا القرار الظالم.
وتابع: نحن اليوم في مظاهرة سلمية وعلمية ونطالب وننصح إخواننا لكنه إن لم نجد الجواب والرد، فسيكون هناك تصعيد، وبعض الإخوة مستعد أن يقدم استقالته.
وخلال الاحتجاج الذي شارك فيها العشرات، هدد شيخ آخر وزير التربية موجها له «رسالة من الشعب الحموي»، وقال: «والله لنأتيك برجال تعشق الموت كما تحب الحياة».
وتابع: «انتبه لنفسك فإذا ما اقتربت من القرآن فإننا سنأتيك بأمور لن تحسب لها حساب لا أنت ولا الحكومة».
وجاءت الاحتجاجات على خلفية على ما قال المحتجون إنه قرار لوزارة التربية شمل تقليص ساعات تدريس مادة التربية الإسلامية من أربع ساعات إلى ساعتين، وإضافة مادة الموسيقا في الجدول المدرسي عوضاً عن الساعات الملغاة، مع إزالة درجة مادة التربية الإسلامية من المجموع الكلي لطلاب الثانوية العامة.
وإضافة إلى الاحتجاجات، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، حملة واسعة شارك فيها عدد من الناشطين والدعاة نددوا فيها بقرار الوزير واعتبره بعضهم أنه «يخدش دين الطلاب» ويؤثر سلباً على التنشئة الأخلاقية والتربوية.

الحملة التي قادتها صفحة «رابطة المعلمين السوريين الأحرار» بشكل أساسي، تضمنت نشر خطبة لإلقائها من قبل خطباء صلاة الجمعة أمس، وجاءت تحت عنوان «الدفاع عن القرآن». ومما جاء فيها أنه «ألم يكن الطيران فوق رؤوسنا والعدو من حولنا، فلما رفعنا راية الدين وراية القرآن، نصرنا الله! فهل بعد أن أعزنا الله بالقرآن، نرضى أن نكون أول من يبعده من مدارسنا؟ وماذا سنقول لربنا إذا سألنا: لماذا حاربتم كلامي في مدارسكم؟ لماذا خشيتُم الغرب ولم تخشَوا الله؟».
وفي منشور آخر قالت صفحة «رابطة المعلمين السوريين الأحرار» إنه «تمت الاستجابة لنا أولياً، وأصدرت الوزارة موافقات بعودة الحصة، ولكن للأسف، خانت الوزارة العهد اليوم، ونكست قراراتها، وألغت كل ما وعدت به، وهذا أمر له آثار كبيرة على المعلمين، الذين فقدوا الثقة في كلام الوزارة وموافقاتها، لأن ما حصل اليوم يظهر أن وعودها كانت مجرد إبرة بنج مؤقتة»، معتبرة أنه «لو لم يكن هناك حياء وردة فعل من الشارع لتم إلغاء الدين تماما من المدارس».
ورسميا لم يصدر ما يؤكد أو ينفي القرارات السابقة، وأوضح مدير إحدى المدارس أن الحالة ما زالت غير واضحة حتى أن عدد التعاميم التي تصلنا عبر مجموعات «الواتس أب» من وزارة التربية حول المناهج التعليمية زادت بل وتضاربت لدرجة أننا لم نعد نفرق بينها، ومرد بعضها للقرارات المستعجلة التي ألغت أو قلّصت عدد ساعات الرياضة والموسيقا ما أدى إلى وجود فائض كبير بين الأساتذة المختصين.
وقال المدير لـ«القدس العربي» إن القرارات السابقة ثم التراجع عنها، وجاءت أيضاً بعد إلغاء مادة التربية القومية التي بدورها وضعت الكثير من الأساتذة من دون مهام يمارسونها في المدارس التي يعملون فيها، ومن ناحية ثانية فإن تخصيص 20 درجة لمادة التربية الإسلامية هو غير منطقي حتى لو كانت المادة مخصصة بأربع ساعات أسبوعيا لأن هذه الدرجة يجب أن تخصص بست ساعات على الأقل أسبوعيا.

إلغاء ترديد الشعارات الدينية

وإلى جانب موجة الغضب في الشارع الإسلامي المتشدد تجاه تقليص ساعات التربية الإسلامية في المناهج السورية، ظهرت أيضاً احتجاجات على منع وزارة التربية ترديد الشعارات في المدارس، بعد أن أصدرت الأحد الماضي قراراً قضى «بمنع ترديد أي شعار أو نشيد في المدارس العامة والخاصة في جميع المراحل التعليمية، وذلك إلى حين اعتماد النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية والشعار الرسمي الخاص بوزارة التربية والتعليم وفق الأصول الدستورية والقانونية المقررة».
ونال قرار منع ترديد الشعارات حالة من الارتياح في مدارس المدن الرئيسية وخصوصا في دمشق. وقالت واحدة من مدراء المرحلة الأساسية الحلقة الأولى لـ«القدس العربي» إن الأطفال كانت قد ترسخت في ذاكرتهم خلال سنوات النظام البائد، شعارات لم يعد في الإمكان ترديدها اليوم، وأي شعارات بديلة تستخدم قد تكون مناسبة لترديد الأطفال ما يحفظونه باللاوعي، وقرار منع ترديد أي شعار حاليا هو مخرج مقبول، وخصوصا أن الشعارات القديمة كانت تكرس كلمات وعبارات مثل الطلائع والبعث والمجتمع العربي الاشتراكي الموحد في ذهنية الأطفال، أما الشعارات الأخرى التي كانت لها علاقة بأهداف حزب البعث من الوحدة والحرية والاشتراكية، وأن الأمة العربية واحدة وذات رسالة خالدة فهذه تم إلغاء ترديدها بعد انطلاق الثورة عام 2011.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.