مجلس الشعب السوري: حصة الشرع قبل نهاية الشهر وستسد الثغرات

كشفت مصادر اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا لـ «القدس العربي»، أن تصدر القوائم النهائية لأعضاء المجلس بما فيها تلك التي سيحددها رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ولكن باستثناء حصة بعض المناطق المؤجلة في الحسكة والرقة والسويداء ودائرة عين العرب في حلب، قبل نهاية الشهر الجاري. وذلك، وسط آمال بأن تعجل النتائج الإيجابية المرتقبة من المفاوضات الحالية بين الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا مع الحكومة في دمشق، بإجراء الانتخابات في الدوائر المؤجلة.

ثلث أعضاء المجلس

وأوضحت المصادر أن حصة الشرع التي تبلغ ثلث أعضاء المجلس بدأ العمل بإنجازها وستسد أبرز الثغرات التي ظهرت خلال الانتخابات، إن في زيادة نسبة النساء التي لم تتعد الـ5٪ أو زيادة عدد المسيحيين تحت القبة حيث لم تنجح إلا واحدة، وأيضا في تمثيل مكونات المجتمع الصغيرة مثل الشركس والآشوريين والسريان والمرشديين، إضافة إلى زيادة نسبة تمثيل الكرد، ولكن مع التشديد على موضوع الكفاءات خلال إعداد هذه القائمة.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب التي جرت في 49 دائرة انتخابية من أصل 60، وأسفرت عن وصول 119 إلى تحت قبة المجلس، من أصل 140 سيتم انتخابهم من الهيئات الناخبة، إلى جانب 70 آخرين سيتم تعيينهم من قبل الرئيس الشرع.
اللجنة التي كانت قد أعلنت سابقا أنها ستؤجل إجراء الانتخابات في محافظات السويداء والرقة والحسكة لأسباب أمنية، وباعتبار أنها لا تقع تحت سيطرة الحكومة في دمشق، عادت وأعلنت أنها ستجري الانتخابات في ثلاث مناطق انتخابية تقع ضمن مناطق سيطرة الدولة، هي رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة ومنطقتا تل أبيض ومركز الرقة. ووفق خطتها قامت في 28 أيلول/ سبتمبر الماضي بنشر قوائم أولية للهيئات الناخبة في المناطق الثلاث السابقة، لكنها نشرت في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري القوائم المتممة لمنطقتي تل أبيض ورأس العين فقط واستثنت منطقة مركز الرقة.

وفي تصريح خاص لـ «القدس العربي» أوضح عضو الهيئة العليا للانتخابات، ومسؤول هذه الدوائر أنس العبدة، أنه وبعد استمزاج الرأي من الأهالي استنتجنا بأن إجراء الانتخابات في مركز الرقة لن يتم بصورة طبيعية بسبب ضغوط كانت تمارسها قوات سوريا الديمقراطية – قسد على كل من سيشارك في الهيئة الناخبة لهذا المركز، باعتبار أن «قسد» تسيطر على مساحة من الأرض. وعلى خلاف مركزي تل أبيض ورأس العين المحررتين، تم إقرار تأجيل الانتخابات في مركز الرقة استجابة لآراء الأهالي وحتى يحصل المواطن في تلك الدائرة الانتخابية على الفرصة ذاتها التي حصل عليها الآخرون في مناطق انتخابية أخرى في سوريا.
ووفق العبدة، فإنه للأسباب ذاتها تم تأجيل الانتخابات في دائرة عين العرب في حلب وكانت حصتها عضوين إلى مجلس الشعب.
وقال: سنقوم بتنظيم الانتخابات قريبا في دائرتي تل أبيض ورأس العين، وبذلك سيتم إجراء الانتخابات في 51 دائرة ويتبقى 9 دوائر منها 3 في الحسكة ودائرتان في الرقة وواحدة في عين العرب في حلب، إضافة إلى 3 دوائر في السويداء ليصبح مجموع الدوائر الانتخابية 60 دائرة.
وأوضح أنه تم الإعلان عن انتخاب 119 عضوا، وسيتم إجراء الانتخابات في دائرتي رأس العين وتل أبيض لانتقاء ثلاثة، فيتبقى 18 عضواً مؤجل انتخابهم وهم موزعون على دوائر الحسكة (9) والرقة (4) والسويداء (3) وعين العرب في حلب (2).
وتابع: انتهت فترة الطعون بالنسبة لمنطقتي تل أبيض ورأس العين الثلاثاء، ومن المتوقع صدور القوائم النهائية اليوم الخميس، وبعدها سيتم فتح باب الترشيح لعضوية المجلس ثم عملية الانتخاب التي ستكون في غضون أسبوع.

مفاوضات الدمج

العبدة شدد على أن السبب الرئيس لتأجيل الانتخابات في مركز الرقة هو لإتاحة الفرصة ذاتها أمام الجميع، لكنه أشار أيضا الى أن تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية الحالية بين الإدارة الذاتية لمناطق شمال شرق سوريا والحكومة السورية قد ينعكس إيجابا على تسريع إجراء انتخابات مجلس الشعب في دوائر الحسكة والرقة وعين العرب في حلب. وقال: لا شك إن ذلك يلعب دوراً، وأحد أسباب التأجيل يعود إلى عدم محاولة ترك آثار سلبية على عملية التفاوض تظهرنا وكأننا نسعى لفرض آلية استثنائية، وسط آمال لإحراز تقدم في هذه المفاوضات تفتح الباب أمام إجراء الانتخابات في الدوائر المؤجلة.

حصة الرئيس

الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات نوار نجمة شرح من جهته أسباب إجراء الانتخابات في رأس العين وتل أبيض وتأجيلها في مناطق انتخابية أخرى.
وقال في تصريح خاص لـ«القدس العربي» ستكون هناك انتخابات في رأس العين وتل أبيض لكونهما تخضعان لسلطة الحكومة الشرعية في دمشق. أما في الرقة والمناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، فهذه ستخضع للتأجيل، وستبقى مقاعدها شاغرة إلى حين توفر الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات التكميلية في هذه المناطق.

وبين أن تطور الأوضاع بشكل إيجابي فيما يتعلق بتطبيق اتفاق 10 من آذار/ مارس، سينعكس إيجابيا بالتأكيد على اقتراب موعد الانتخابات التكميلية لمحافظتي الرقة والحسكة، وسيعجل في إجراء الانتخابات في هذه المناطق.
وعن موعد إعلان أسماء ثلث أعضاء المجلس الخاص برئيس الجمهورية، قال إنه ليس هناك موعد محدد، لكن نتوقع أن يتم ذلك قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن اللجنة العليا راضية بشكل عام وإلى حد كبير عن عملها، وعن الإجراءات التي تمت على مستوى النزاهة والشفافية، وخاصة خلال العملية الانتخابية.
وتوقع أن تكون تشكيلة المجلس على مستوى طموحات الشعب السوري، وخاصة أن « الكفاءة والثورية كانتا الغالبتين على أسماء الشخصيات التي فازت بمقاعد المجلس الذي سيكون له دور كبير في المرحلة الانتقالية، خاصة على المستوى التشريعي».

سدّ الثغرات

وفي تصريحه لـ «القدس العربي» أوضح العبدة أن العمل بدأ بإعداد القائمة الخاصة بحصة الرئيس الشرع، وسيتم من خلالها تدارك الثغرات التي ظهرت خلال العملية الانتخابية وما نتج عنها.
وقال: إن نسبة عدد السيدات في الهيئة الناخبة في دمشق وصلت إلى 32 ٪ لكنهن لم ينسقن مع بعضهن لإيصال عضوات إلى تحت القبة، وذهبت أصواتهن إلى الرجال، فلم تنجح ولا سيدة واحدة في دمشق، وكذلك الحال في حلب، وكانت آمالنا أن تكون نسبة السيدات الناجحات مرتفعة في هاتين الدائرتين، غير أن النتيجة كانت مختلفة تماما.

وزاد: كان لدينا نحو 6 آلاف من أعضاء الهيئات الناخبة على مستوى البلاد، وشكلت النساء منهم 18 ٪ وشكلن كتلة وازنة لكن عدد الذين وصل منهن إلى تحت القبة كان فقط 6 سيدات من أصل الـ119.
وبين أن تعديل نسبة النساء قد تكون عبر القائمة التي سيعينها الرئيس الشرع، والمتوقع أن تصدر بعد انتهاء الانتخابات في تل أبيض ورأس العين بفترة قصيرة.
وذكر أن الثغرات التي نتجت عن انتخابات الدوائر الـ49 التي حصلت باتت واضحة وعملية استدراكها عبر القائمة الرئاسية المرتقبة بدأ العمل عليها وهي تعد حالياً، وسيتم احتساب حصص للمكونات الصغيرة في سوريا مثل الشركس والمرشديين والآشوريين والسريان وغيرهم، وطبعا للمسيحيين عموما لأنه لم ينجح منهم إلا سيدة واحدة من بين الـ119، وذلك للوصول إلى أكثر صورة واقعية وممكنة.
وأوضح أن أبرز الثغرات كانت في حصول المرأة على نسبة 5٪ فقط، وفي تراجع عدد المسيحيين الناجحين إلى عضو واحد فقط، وهاتين النقطتان سيتم النظر إليهما بعناية عند إعداد القائمة التي سيصدرها الرئيس الشرع مع لحظ التشديد على موضوع الكفاءات في هذه القائمة.
وفيما يتعلق بنسبة الكرد في أعضاء مجلس الشعب، وإن كانت قائمة الرئيس ستلحظ ضم ممثلين عنهم، قال إن عدد الأكراد تحت القبة من بين الـ199 بلغ خمسة، منهم ثلاثة نجحوا في دائرة عفرين، ومن الطبيعي أن يكون هناك أكراد في القائمة الرئاسية حتى لو تعثرت المفاوضات الحالية لتطبيق اتفاق العاشر من آذار/ مارس، والقائمة الرئاسية ستصدر ولن يرتبط موعد إعلانها بقرار تأجيل الانتخابات في دوائر الحسكة والرقة والسويداء وعين العرب في حلب، مشيرا إلى ضرورة الإسراع في تشكيل مجلس الشعب لتباشر السلطة التشريعية الغائبة حتى الآن، عملها في عملية إعادة الإعمار، مع ملاحظة أن هناك عددا كبيرا من القوانين التي يجب إعادة النظر بها أو إصدار قوانين جديدة للتخفيف عن المواطنين السوريين.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.