جبهة النصرة

أمير بالنصرة: قادة “بالحر” ساعدوا على اعتقال النعمة

قال أمير في جبهة النصرة بمحافظة درعا جنوب سوريا إن قيادات في الجيش الحر من الصف الثاني ساعدت الجبهة على اعتقال رئيس المجلس العسكري في درعا العقيد أحمد النعمة عبر الإدلاء بمعلومات عن مكان وجوده والمساعدة في تعقبه. وعقب اعتقاله، تحدث ناشطون عن احتقان في مناطق من درعا، بينما يؤكد محللون أن الأردن يشعر بالغضب لسقوط حليفه الرئيسي في جنوب سوريا.

وأشار إلى أن الرجل مطلوب لدى المحكمة الشرعية في بلدة الجيزة شرق درعا منذ فبراير/شباط 2013 بتهمة خيانة الشعب السوري والجيش الحر. وأوضح أن هذه المحكمة تعترف بها كثير من الفصائل المقاتلة في درعا، مثل أحرار الشام وحركة المثنى وألوية في الجيش الحر.

وأضاف الأمير في حديث خاص للجزيرة نت -مشترطا عدم كشف اسمه- أن قيادات الحر التي ساعدت في اعتقال النعمة هي نفسها التي طالبت الجبهة بالإفراج عنه، وطالبوها بمسامحته لأنهم مضطرون لذلك استجابة لأوامر خارجية، على حد تعبير القيادي.

واعتبر أن الجيش الحر بشكل عام وهذه القيادات لا يريدون العقيد النعمة، لكنهم لا يستطيعون اعتقاله لوحدهم.

ويُعد النعمة -الذي يقيم بشكل شبه دائم في الأردن وينتقل إلى درعا بين الفينة والأخرى- شخصية جدلية، لا سيما أن قادة فصائل عسكرية دأبوا على اتهامه بالتبعية للأردن والسعودية، واتهموه بأنه قناة الدعم الوحيدة التي اعتمدتها الدول الداعمة عبر الأردن، عوضا عن الاتهامات المتوالية للرجل بأنه يسعى لتشكيل قوة موازية لحضور الإسلاميين في جنوب سوريا، خاصة جبهة النصرة التي ينظر الأردن بعين القلق الشديد إلى قوتها المتنامية على حدوده الشمالية.

إغلاق الحدود
وأوضح الأمير في النصرة أن الجبهة ترفض تسليم النعمة والمعتقلين الذين كانوا معه إلى الجيش الحر، لأنه لا يوجد فصيل واضح وموحد يستطيع محاكمته، فالجيش الحر فيه كثير من الألوية وقد تكون متناحرة في كثير من الحالات.

وكشف أن الأردن رفض فتح الحدود للعقيد النعمة قبيل اعتقاله بلحظات، رغم أن الأخير اتصل بضابط في المخابرات الأردنية حسب ما أدلى به النعمة نفسه في التحقيقات، عندما كان على بعد نحو 600م من أحد المعابر، بعد مطاردته من الساعة الثانية ظهرا وحتى منتصف ليل اليوم الذي اعتقل فيه. كما منعت السلطات الأردنية ضابطين كانا يفران من الجبهة من دخول أراضيها، حسب الأمير بالنصرة.

وقال الأمير إن ضابطين في الجيش الحر دخلا إلى سوريا من الأردن في اليوم الثاني لاعتقال النعمة لإشعال فتيل الاقتتال بين النصرة والحر، لكنه يستبعد حصول هذا الاقتتال “لأننا نعتبر مقاتلي الجيش الحر إخوانا لنا، كما أن كثيرا من عناصر الحر يعتبروننا كذلك، ومنهم من يرغب في الانضمام إلى الجبهة، ولكنه لم يستطع إلى الآن التغلب على نفسه بسبب بعض الصعوبات كترك التدخين الممنوع في مقرات جبهة النصرة”.

وأكد أن اعتقال العقيد النعمة ليس استهدافا للجيش الحر، ولكنه استهداف “لشخص فاسد” بإجماع غير معلن من أعضاء المجلس العسكري و”عميل لغرفة العمليات العالمية”.

احتقان وغضب
وظهر النعمة في مقطع صغير لم يتجاوز الدقيقتين شاحب الوجه، وتمت التغطية تماما على معظم أجزاء جسمه، بينما ظهر أن عينه اليمنى مصابة بكدمات.

وتحدث في الشريط -الذي صوّرته وبثته جبهة النصرة- عن علاقته بسقوط خربة غزالة في درعا بيد قوات النظام السوري.

وبدا النعمة في حديثه مُقرا بمسؤوليته عن سقوط خربة غزالة، مشيرا إلى أن الأردن ومن سماها “الدول الداعمة” أرادت سقوطها بهدف عدم تقوية جبهة النصرة وقائدين عسكريين بارزين.

وكان ناشطون تحدثوا للجزيرة نت عن احتقان في درعا، لا سيما من قبل الفصائل التي اعتقل قادتها مع النعمة، حيث انتشرت الحواجز بشكل كثيف في عدد من المناطق.

على الجانب الأردني، كشفت مصادر عسكرية في درعا للجزيرة نت أن وساطات يقودها قادة عسكريون للإفراج عن النعمة، كما علمت أن أحد الذين يقومون بالوساطة هو العقيد صابر سفر، أحد الضباط في غرفة التنسيق الأردنية السعودية المشتركة المعروفة اختصارا باسم “موك” في عمان.

ويشير محللون أردنيون إلى أن عمان تشعر بالغضب لسقوط حليفها الرئيسي، وأن اعتقال النعمة “يضر علاقات الأردن بالمعارضة السورية”.

الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.