المعارضة السورية تروي “وقائع” من معارك جبال القلمون المواجهات مستمرة والخبرة بالجغرافيا تواجه السلاح النوعي

يواصل “حزب الله” عملياته في سوريا، خصوصا في القلمون الحدودية التي لم تنته معاركها على رغم اعلان السيطرة على معظم مدنها. في المقابل لم تهدأ صفارات الاسعاف في شوارع بعلبك أمس. ستة لبنانيين قضوا في محاولة الحزب السيطرة على جرود رأس المعرة، سحب “الجيش السوري الحر” جثة احدهم، بعدما استطاع مقاتلون في وقت سابق سحب 4 جثث.

حصلت المواجهة وسط انشغال اللبنانيين بالمباريات النهائية لكأس العالم، وفقد “حزب الله” في نهاية الاسبوع ستة قتلى في صفوفه هم: زكريا فيصل سجد (الهرمل)، محمد علي حمودي (صريفا)، بلال محمد كسرواني (النبطية)، علي يوسف المقداد (مقنة – بعلبك) يحيى محمد الزركلي (بعلبك) وعلي حسن النمر، وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي صورهم واسماءهم، وأكد الناشط الاعلامي السوري المعارض رواد الشامي لـ”النهار” ان “الجيش الحر سحب جثة النمر”.
وأكد المرصد السوري بقيادة رامي عبد الرحمن، ان “حزب الله” اسر 14 مسلحا خلال العملية، لكن الناشطة الاعلامية امل القلمونية نفت الخبر، مشيرة الى “فبركات اعلامية في هذا الخصوص”، ولفت الشامي الى “سقوط 5 قتلى و20 جريحا من المعارضة”.
“هجوم الامس سبقته عمليات عدة لمقاتلي المعارضة، اشهرها تلك التي جرت الاسبوع الماضي بقيادة “جبهة النصرة”، حيث التف المقاتلون على نقاط لـ”حزب الله” قرب جرود عرسال الورد، واستطاعوا ضرب آليات وقتل سبعة عناصر من الحزب، وسحبت “النصرة” جثة مازن سهيل زريق، من مواليد 1995/2/8، الهرمل”.

وكانت منطقة القلمون شهدت اول معركة في 15 تشرين الثاني الماضي في مدينة قارة، وبعد سيطرة النظام عليها بمساندة الحزب، كرت السبحة نحو دير عطية والنبك ورنكوس ويبرود، الى ان سيطر النظام على معظم مدن القلمون، وبحسب الشامي لم يستطيعا (النظام والحزب) السيطرة على “كل القلمون كالجبال التي لا يمكن السيطرة عليها الا بسحب كل عناصر الجيش النظامي من الاراضي السورية ونشرها في جبال القلمون”. وتؤكد القلمونية ايضا ان “الحزب لم يستطع امس التقدم كما ذكر في وسائل اعلامه، بل ووجه مع كل تقدم بالتصدي من الثوار”، مشيرة الى ان “صواريخ غراد باتت مهمة يومية بالنسبة الى النصرة ضد معاقل الحزب في جبال لبنان”.

عمليات المعارضة في 30 يوماً
“الاشتباكات في القلمون لا تقتصر على مكان واحد، ومنذ سقوط يبرود يعتمد الثوار على “حرب العصابات” أو “الكر والفر”، اذ ينفذون ضربات خاطفة ضد قوات الاسد والحزب، ثم ينسحبون الى الجبال” بحسب الشامي الذي يلخص عمليات المعارضة خلال الشهر الحالي والماضي كالآتي:
“في 12 حزيران استطاع المقاتلون التسلل الى بلدة رنكوس لبضع ساعات، فرد النظام والحزب بقصف البلدة، واشتبك الطرفان فسقط قتلى للحزب تأكدت المعارضة من اسم اثنين منهم من اوراقهم الثبوتية بعد تركهما ارضا، وهما: حسين قاسم شكر من النبي شيت، مهدي غازي فخر الدين من يونين (مواليد 1993)، اضافة الى مقتل 6 عناصر من قوات الاسد ومقتل العميد اسامة احمد مكنا من جبلة وقائد الدفاع الوطني في البلدة عكيد الخطيب.
وبعد يومين، هاجم المقاتلون السوريون ثلاثة حواجز على اطراف بلدة عسال الورد هي العوجة والدير والمرصد، واستطاعوا تدميرها في شكل كامل وتدمير عربتي شيلكا وثلاث سيارات، وعطلوا دبابة، وقتلوا اكثر من 30 جنديا بينهم عناصر في “حزب الله”، بحسب ما ذكرت بيانات “جبهة النصرة”، وفق الشامي. كما لفتت القلمونية الى سقوط “قتيلين للمعارضة”.
ويتابع: “في اليوم نفسه انتقم الحزب من المدنيين في عسال الورد ورنكوس، فأحرق نحو 30 منزلا في رنكوس واعتقال عشرات البلدتين وفرض حظر تجول. وفي 16 حزيران رد المقاتلون بهجوم على مرصد الجبة (جنوب غرب يبرود)، ووفق البيانات اعلن تدمير المرصد وقتل 9 عناصر من “حزب الله” استطاعت المعارضة توثيق اربعة منهم: حسين حسن بدران، ذو الفقار عز الدين، يوسف حلمي لحاوي، عباس علي عيسى السبلاني”.
في 19 حزيران بدأ “حزب الله” معركة على جرد حوش عرب، ويلفت الشامي الى ان “الهجوم اقتصر على قوات الحزب بريا، فيما كان دور قوات الاسد تأمين الغطاء الناري”، كاشفا عن ان “الحزب انطلق لهذه المعركة من لبنان وتحديدا من بريتال القريبة من الطفيل الحدودية مع عسال الورد (جرود حوش عرب والطفيل متداخلة) وسقط نحو 40 قتيلا بين الحزب وقوات الاسد ودمرت اكثر من 10 سيارات رباعية الدفع”.
في 23 حزيران “تبنت النصرة ضرب مرصد عسال الورد وتدمير دبابة كانت في داخله واستهداف الحواجز المحيطة، وهو ما ادى الى وقوع العشرات من قوات الاسد بين قتيل وجريح. بحسب الشامي وفي 24 حزيران استهدف الثوار حاجز البهتون على اطراف البلدة ودمروا عربة شيلكا، وتم التأكد من مقتل طاقمها بالكامل”.

مقتل 17 من “حزب الله”
ويضيف الناشط السوري: “في 25 حزيران هاجم المقاتلون قوات الاسد والحزب في مواقع كانوا خسروها في جرود حوش عرب، واستطاعوا اغتنام عربة بي ام بي، قاعدة لإطلاق الصواريخ، راجمات صواريخ محمولة على السيارات، واسلحة متوسطة وخفيفة، وسقط قتلى وجرحى للطرفين. وبعد 26 حزيران اتت العملية الاكبر، وهي قتل اكثر من 17 عنصرا للحزب، خلال محاولة الاخير التسلل لجرود قارة من جهة مزارع جوسية في القصير وسحب المقاتلون جثث ثلاثة عناصر وغنموا الاسلحة التي كانت في حوزتهم.
وتواصلت العمليات في شهر رمضان، “ففي الرابع من تموز نصبت “جبهة النصرة” مكمنا لرتل من قوات الحزب، بزرع ألغام على طريقه، مما ادى الى تدمير سيارتين وسقوط جرحى وقتلى في صفوف من في داخلهما”.
ترى المعارضة صعوبة في حسم اي من الطرفين النزاع، ويقول الشامي: “كل منهما له نقاط قوة وضعف، فالثوار قوتهم معرفتهم جغرافية الارض وتفاصيلها، لكن سلاحهم قليل، في المقابل ليس لدى قوات حزب الله والنظام معرفة قوية بالقلمون وجبالها، لكنهم يحملون من السلاح ما يكفيهم لفتح اكبر جبهة، فضلا عن ان طريق امدادهم مفتوح”.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.