داعش تمنح صكوك توبة لمن توقف عن قتالها في دير الزور شمال سوريا

أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بياناً عن منحه وثيقة «توبة» لمن يعلن توبته عن قتاله من الفصائل المعارضة المسلحة في محافظة دير الزور شرق سوريا، التي سيطر عليها التنظيم مؤخراً .
وقال البيان «تعلن الدولة الإسلامية أن كل من يريد التوبة أو أعلن توبته من الفصائل المسلحة الموجودة في ولاية الخير أن الدولة فتحت باب التوبة، وعليه تسليم سلاحه في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور البيان».
وأضاف البيان، أنه على كل ممن أخذ ورقة توبة قبل صدور هذا البيان أن يوثقها في المحكمة الإسلامية بمدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور وإلا تعتبر ملغية .
وأشار إلى طريقة التوبة من خلال إحضار صورتين شخصيتين ، وصورة البطاقة الشخصية إلى مكتب المعلومات بالمحكمة الإسلامية التابعة للتنظيم، «المحكمة الشرعية سابقاً»، بغرض التوثيق حتى لا يتعرض له «جنود الدولة» لاحقاً .
وحذر البيان، أن كل من لا يستجيب للبيان أو له علاقة بإخفاء سلاح أو تستر على من أخفاه بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي حددها «خلية نائمة معادية للدولة الإسلامية».
وفي سياق متصل أعلن تنظيم « داعش « في اليوم التالي لإصدار البيان عن شروط التوبة، وحصلت «القدس العربي» على نسخة منه، جاء فيه، إنه يجب على كل شخص يعلن براءته من الفصـيل الذي ينتمي له، وأن يتعهد بعدم تشكيل أو الإنضـــــمام لأي فصيل آخر إلا بعد علم الدولــــة الاسلامية، وأن يسلم كافة السلاح (أي نوع) التابع للفصيل، بالإضافة لتسليم السلاح الشخصي من بارودة ومسدس، وأن يتعهد بعدم الذهاب إلى المناطق التي تحت سيطرة الصحوات من جيش حر وجبهة إسلامية ونصرة .
ونوه التنظيم في نسخة الشروط، في حال عدم القدرة على العمل بشروط العقد يجب مراجعة الدولة في كل إسبوع، وعند مخالفته لأي شرط سيكون عرضة للملاحقة والمحاسبة، وشهدت صفحات الفيس بوك انتقادات واسعة أشبه بالسخرية من عدم وضع المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري ضمن شروط عقد التوبة .
وفي بداية هذا العام ، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها «جبهة النصرة» ومن انضم إليهم ، مؤخراً ، من مسلحون عشائر المنطقة حملة عسكرية ضد تنظيم «داعش» في مناطق دير الزور شرق سوريا، وسقط في الاشتباكات التي دارت عدة شهور في ريف محافظة دير الزور الحدودية مع العراق مئات القتلى والجرحى من الطرفين ، في حـــين أعلنــت كبرى العشائر والفصائل العسكرية المقاتلة في محافظة دير الزور شرق سوريا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية وأميرها أبو بكر البغدادي في بيان مصور نشر عبر «يوتيوب» جاء فيه، أن عشائر مدينة الشحيل والحريجي والنملية، إضافة لـ «جيش الإسلام»، و»جيش مؤته الإسلامي»، و»لواء الإخلاص»، و»حركة طالبان الإسلامية» في بداية شهر تموز/ يوليو ، مؤكدة براءتها من التنظيمات والمجالس العسكرية والثورية وكذلك هيئة الأركان والائتلاف الوطني التي قاتلت «تنظيم الدولة وعدم مسؤوليتها عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن».
وكذلك في حزيران / يونيو أعلن عدد من قادة المجلس العسكري في ريف دير الزور التابع لهيئة الأركان العقيد منير المطر، وقادة ألوية الفاروق غنام الكردي، وأبو هارون ، ىوالرائد أبو عبد الرحمن مسؤولي مستودعات الذخيرة ، قد بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، إذ أصدر «مجلس شورى المجاهدين»، أكبر تجمع للقوى العسكرية في المنطقة الشرقية ، بياناً أكد فيه « مبايعة بعض من ينتمون إلى المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان تنظيم البغدادي ، موضحا أن «بعض اللصوص والخونة بايعوا هذه العصابة طلبا للحماية والحصانة بعد أن انكشفت خيانتهم ونهبهم الأموال المقدمة لتحرير مطار دير الزور العسكري» .
وانتهت تلك المعارك بسيطرة تنظيم «داعش» على ريف دير الزور بشكل كامل، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها منذ كانون الثاني/ يناير من هذا العام .

عمر الهويدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.