يثب

فعلا هزلت

د. كمال اللبواني  

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

إذا كانوا لا يعرفون معنى الديمقراطية فلماذا يضعونها في شعاراتهم ولماذا يدعون قيادة ثورتها ويدعون تأسيس مؤسساتها التي تختلف عن نظام بشار الأسد … نقول ذلك لأن ما جرى بالأمس يعتبر مهزلة حقيقية في الديمقراطيات تفوقت على مهازل بشار  غباء وبلاهة … وهذا غير مستغرب من مجلس وكلاء غير منتخب معين من قبل أصحاب النفوذ أريد بواسطته سرقة قرار شعب ثائر …. بكل أسف .

الثقة على الحكومة تعني حصولها على موافقة أغلبية المجلس المفترض به أنه يعطي هذه الثقة ويكون عادة منتخبا كممثل عن الشعب لأن الحكومة والحاكم في الديمقراطية يجب أن يحظى بقبول ودعم أغلبية الشعب ، ويبقى تحت رحمتهم يعزلوه متى شاءوا . وغير ذلك لا يعني شرعية في النظم الديمقراطية .

الثقة بالحكومة  شيء مختلف عن الانتخاب … في الانتخابات يتقدم عدة مرشحين ويتنافسون ، وتصوت لهم الهيئة العامة الناخبة ( إن كانت الشعب مباشرة وهو الأفضل ، أم كانت مجالس منبثقة عنه أو عن قطاعات منه ) ويفوز عادة من يحصل على أعلى الأصوات ( أكثرية )  ولا تسمى انتخابات إذا لم تكن تعددية ، وهي قد تشترط في بعض الحالات الحصول على النصف أو أكثر … خاصة إذا كان الأمر يتعلق بحاكم أو رئيس … أو إذا كان التصويت يتعلق بمبادئ دستورية هي أساس العقد الوطني . وقد تشترط بعض النظم نسب اقبال معينة على التصويت .

فعندما تقولون انتخب الائتلاف يعني أن حرية الترشيح مؤمنة لمن يريد أن يترشح وأن الهيئة الناخبة هي الائتلاف ، وعندها قد يقبل فوز من يحصل على أكثرية الأصوات . أما أن تتقدم حكومة واحدة من دون منافسة وتقولون انتخابات ، وتفوز لعدم وجود منافس يعني بالتزكية … فعلا ما فهمت أنتم كلفتم شخص واحد بتشكيل فريق حكومي وعرضه عليكم ، ثم أعطيتموه الحق في تسمية من يريد عندما قلتم أن الحكومة قد نجحت (فازت بالثقة )مهما كان عدد الأصوات لعدم وجود منافس . مع أنها حصلت على أقل بكثير من النصف ناقص خمسة وناقص عشرة لبعض الوزراء  فأي ثقة  وأي ديمقراطية ؟

في سوريا يتندرون (حبيب شو قولك إذا ما انجحنا منرسب ) هون مستحيل ترسب يارفيق … إنك ناجح في ديمقراطية الائتلاف إذا حصلت على دعم الإخوان  فاللجنة القانونية ستعتبر أي نتيجة نجاح …. وستفصّل لك نظام انتخاب يتناسب مع امكانياتك وذكاءك . بشو اختلفنا عن بشار ودستوره وانتخاباته ؟

هنا يوجد اختلاط خطير في العقل ، و خلط خطير في المفاهيم لا ينم عن جهل فقط بل استخفاف بالآخرين ، ينتج عنه حكومة لم تحظ بثقة أغلبية أعضاء الائتلاف الذي هو بدوره لم ينتخب من الشعب ، بل عينه سفراء الدول .. فماذا يتبقى من الاستقلال والكرامة والسيادة والديمقراطية وثورة الشعب …؟ ومن هو الذي قتلها ….؟                 فعلا لقد هزلت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.