يثب

رسالة إلى المعارضة السورية أمامكم خيارين فقط

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

ليس أمام المعارضة السورية سوى خيارين اثنين لا ثالث لهما :

1- الخيار الأول : عقد تسوية مع نظام الأسد بالشروط التي يقبل بها، وهذه ارادة المجتمع الدولي والعربي المتمثل بمسعى موسكو والقاهرة ودي مستورا ، لتوحيد الجهود من أجل القضاء على داعش ، على أمل متابعة نضالها المطلبي من داخل نظام الحكم لإحداث اصلاحات مأمولة فيه .

أهم نتائج هذا الخيار : استعادة الأسد لشرعيته ، واستقرار نظام حكمه ، انشقاق المعارضة ، والفصل التام بين المعارضة السياسية السلمية والعسكرية ، وذهاب الغالبية العظمى من قوى الثورة المسلحة لخيمة التطرف، وتحول الحرب مع النظام لحرب ضد قوى الثورة التي فقدت شرعيتها وأصبحت تنصف ارهابية ، وهذا يعني استسلام كامل بمكياج حل سياسي ، وذهاب تضحيات الشعب السوري سدى، وانتصار المجرم عليه واعطاءه الحصانة من أي محاسبة على جرائمه ، وتزايد النفوذ الإيراني، واستبعاد حصول استقرار من دون حمامات دم  واسعة ، وتوقع استمرار الإرهاب لفترة طويلة بدوافع الانتقام .

2- الخيار الثاني : هو رفض أي حوار مع النظام واستمرار الحرب عليه بهدف اسقاطه ، وعلى التطرف والارهاب أيضا وبنفس الوقت ، أي تشكيل خيار ثالث يسحب البساط والولاء تدريجيا من كلا الطرفين ويستعيد بناء سوريا بالتدريج عبر كسب ولاء شعبها وشبابها الذي حمل السلاح ضمن برنامج وطني يقوم على الحق والحرية والعدالة … وهذا يتطلب موقفا واضحا وثابتا ، وتعاون بين الداخل والخارج ، وعمل تنظيمي وادراري وقيادي  متشابك ومتضافر يؤمن ديناميكية التفاعل والتكامل بين المجتمع والسلطة في المناطق المحررة ،  ويتواجد على الأرض ويملأ الفراغ ، ويرفض تبديل الأولويات ، ولا يقبل أي حل سياسي لا يضمن تحقيق كامل مطالبه ، ولا يدخل في أي تحالف ضد الإرهاب يعاكسها … وهذا يتناقض كليا مع بنية وسلوك المعارضة السياحية الموجودة حاليا في الخارج، التي يجب الإطاحة بها.

الذي سيجري عمليا هو ذهاب المعارضة السياسية السياحية مع الاتجاه الدولي واعادة بعض الشرعية للأسد ، من دون إضافة أي قوة فعلية لقدراته العسكرية ( لأنها لا تملك شيئا )، مقابل سقوطها في سلة الخيانة الصريحة والمفضوحة ، وذهاب قسم أكبر من المقاتلين لخيمة التطرف، يقابل ذلك ويعارضه إصرار الشعب وقوى الثورة الحقيقية على المقاومة والرفض، مما سيفضي لإيجاد خيار ثالث ليس النظام ولا الارهاب ، والسير به وبصعوبة وبجهد ذاتي ريثما تتغير القناعات الدولية ويظهر عقم المسار التصالحي مع الأسد وصعوبة هزيمة الارهاب من دون مشاركة الشعب الجدية التي تتطلب تفهم مطالبه وتحقيقها  … وهذا ما يجب أن نعقد تحالفا عليه مع من تبقى من قوى المعارضة ومن ثبت نزاهته وأمانته لأهداف الثورة ، ونظافته وأمانته الشخصية ، فإما أن تقوم قيادة الائتلاف الحالية بهذا الإصلاح الجذري وتحتفظ بذلك بما بني سابقا ، أو تفشل ونعود للبداية من نقطة الصفر .

وبانتظار تغير السياسة الأمريكية التي تهادن ايران وتتغاضى عن الأسد ، ولا تريد ، ولا يهمها  أن تشعر بمشاعر الشعب السوري ، وبانتظار  ما سيقوم به الجمهوريون هناك … علينا أن نستمر ونقاوم ونثبت على موقفنا الصحيح والأخلاقي … مع علمنا وادراكنا لحقيقة مرة هي:

( أن اسقاط الأسد يمر عبر اسقاط أوباما )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.