يثب

قراءة بنيوية في كلمة نصر الله

د. كمال اللبواني

أولا سوف نفترض كما افترض هو عدم الكذب في ما يقوله ويدعيه لنحلل بنية تفكيره ومنطقه المفترضة التي يستعمله

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

ا في تضليل الرأي العام ، ثم سنبين النقاط التي تعمد فيها الكذب ولماذا اعتمد الكذب كبنية في نظام تفكيره ودعايته …

المبدأ الأول الذي يقوم عليه منطق وتفكير حسن هو التجارة بالقضية الفلسطينية … فطالما هو يدعي مقارعة ومقاومة اسرائيل فهذا يعطيه الشرعية والقدرة على اتهام كل من يقف في وجهه ولو في اليمن أو سوريا أنه خائن ويساعد اسرائيل … وبسبب المقاومة المزعومة يحق له أن يتجاوز على كثير من القضايا طالما أن المقدس الأول والأهم هو (مقارعة العدو الأول والأخطر ورأس الشر المتعمد تضخيمه اسرائيل )… ولهذا يجب حماية المقاومة وسلاح المقاومة حتى لو استعمل ضد السنة في لبنان وسوريا ، ويجب الدفاع عن نظام المقاومة الأسدي حتى لو قتل الشعب السوري .

وأكثر من ذلك : بل إن الشعب السوري يتحول عند حسن لعصابات مسلحة مأجورة عندما يثور على حليفه المقاوم الأسد المجرم الفاسد … وبعكسه في اليمن حيث تتحول القوات المسلحة المرتزقة وعصابات العمالة الأجنبية الحوثية لشعب يمني ثائر على النظام الغير شرعي ؟؟؟ … فمفهوم الشعب والنظام عنده متعارض ومتعاكس تبعا لموقفه ومصالحه …

ثالثا – الاسلام المتطرف ذاته يقع على موقعين متناقضين بحسب خدمته أو معارضته للمشروع الايراني … فالنصرة التي هي الجماعات الجهادية الأقرب لحماس تنظيميا وفكريا تصبح تكفيرية وعميلة لاسرائيل رغم أنها تهدد أمريكا كما الحوثيون الذين يرفعون شعار الموت لأمريكا … ولكن عقل حسن يجتزئ ويستعمل المتناقضات تبعا لأهوائه السياسية .

رابعا – العروبة ذاتها مذمومة ومستنكرة لو وقفت في وجه المشروع الإيراني … ولكنها تصبح فجأة هدف وغاية عندما تقبل أن تسايره فهو عربي بقدر خضوع العرب لايران وايراني عندما يقارعونها … وفلسطيني بقدر استفادة ايران .

أما الحرب والسلم والحلول السياسية فهي حكاية أخرى :

  • اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وهو هزمها عدة مرات ، وهو مستعد لحربها ، ويرفع شعار الطريق للقدس الذي يمر ببغداد ودمشق واليمن وبيروت والدمام … ولا يمر عبر الحدود التي وضع عليها قوات دولية . و يتمسك بالتفاهمات التي تحدد له حدود وشروط المقاومة المسموح بها ، ويسمي ذلك بالحكمة التي تهدف لحماية لبنان … مع أنه لا يتردد في تعريض لبنان وغزة للخراب في أي لحظة عندما تكون هناك تعليمات ايرانية …
  • يتمسك بالحوار والتهدئة ويدعوا للسلام ويريد من عدوه الحفاظ على الحوار .. ومع ذلك يستمر في العدوان عليه ، فالحوار في مفهومه حبل يربط ويقيد حركة خصمه في حين هو يستمر في الغدر والاغتيال والتصفيات والتمدد والقضم … وتحت شعار الحوار قتل الحريري وصفى رفاقه من القادة وقوض لبنان وقضمه دولة ومؤسسات وما يزال مهذب جالس على طاولة الحوار …
  • الحريري يجب أن يجلس على هذه الطاولة لأن عدم جلوسه يعني خراب لبنان … ويحمله مسؤولية الخراب الذي يحدثه هو بالتصفيات التي لم تنقطع والتعطيل الذي لم يتوقف … ثم عندما يفرض على لبنان رئيس محدد حليف له يستكمل من خلاله الهيمنة … يتهم السعودية بالتعطيل فقط لأنها لم توافق على مرشحه الأوحد الدمية في يديه (عون) …
  • المحكمة الدولية أمر غير موجود ولا علاقة له بها ويرفضها مسبقا … مع أنها تنظر في قضية مقتل زعماء الطوائف شركاء الوطن والحوار الذي يدعو اليه … فعلى الجميع أن ينسوا من يقتلهم ويصفيهم ويستعمر دولتهم … ويستمروا في الحوار … نفس المنطق تستخدمه ايران مع العرب وفي مفاوضاتها النووية …
  • كذا حال الحوثيين الذين قضموا اليمن دولة ومناطق وهم يدعون للحوار … وعندما شاهدوا العصا السعودية صاروا متمسكين بالحوار ووقف القتال الذي لم يتوقفوا عنه لحظة … منطقه هنا أشبه بسلوك العاهرات الساقطات …

أما الكذب المتعمد فهو جزء من منطقه وتدينه الذي يعتبر التورية والخداع فضيلة …

  • هو مستعد للقسم أن عدد الايرانيين في سوريا لا يتجاوز الخمسين …. مع أن عدد القتلى الموثقين تجاوز ذلك بكثير وايران ذاتها تعلن أنها تتحكم بالعاصمة دمشق وأنها هي من منعت سقوط النظام …
  • أن ايران لا تأمر أحدا من اتباعها … وهو يقصد أن على اتباعها عدم انتظار الأوامر بل التصرف دوما وتلقائيا بما يخدم ايران فقط وعدم التفكير أبدا بشيء آخر … فالمنظومات الحليفة التي تبنيها ايران لا تتمتع بأي امكانية للاختيار أو التمايز عن المصالح الايرانية ..
  • حسب ما يقول (الحوثيون مساكين لم يفعلوا شيء )… وهم من استقوى بالإيراني وحمل السلاح لتقويض الدولة وقرر جعل اليمن مستعمرة ايرانية تتحكم بالبحر الأحمر وتهدد جنوب السعودية وتثير لها نزاعات في جنوبها تمهيدا للانقضاض على شمالها وشرقها ودول الخليج الهشة … وكل هذا ليس شيء يستوجب ردة الفعل العربية والسعودية …
  • أما تعمده الكذب فلأنه لا يرى في لبنان وحزب الله وسوريا واليمن سوى ورقة بيد ايران ولخدمتها … ايران التي هي ايضا مطية لشخص ملهم ارتفع لمستوى الإله … وهذا نوع من الشرك وتأليه البشر واستبدال البشرية بشخص مؤله …. مغطيا نفسه باتباع آل البيت الذين يعتبرهم ضمنا بديلا عن الرسالة والقرآن . فإلغاء القران والدين يمر عبر اتباع أشخاص قيمتهم في نسبهم … ثم يقوّلهم ما يريد ويروي عنهم ما يريد …
  • في النهاية هو وحده حزب الله والممثل الشرعي الوحيد للاسلام والعروبة والقومية والشعوب وهو جندي صغير في جيش الامام المنتظر الذي لم نتعرف عليه بعد ولم نسمع منه ما يريد .. بل ينوب عنه شخص خبيث قميئ يجلس في قم ويمارس كل أنواع الخبث والمتعة والحقد على أغلب شعوب الأرض وعلى شعبه المحروم من أبسط حقوقه .

لهذا كله فإن التحالف الذي يقاتل في اليمن يتفوق منطقيا وأخلاقيا وانسانيا ودينيا بمسافات واسعة عن منطق وتفكير حسن وجماعته … ومهما كان نقدنا لسلوك الدول العربية ونظمها فهي لا يمكن مقارنتها بسلوك نظم النفوذ الايراني المجرم المجنون المشرك بالله والمدمر للمنطق والعقل والقاتل للانسان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.