تنظيم داعش في سوريا

مقدمة:

اهم أسباب الدراسة:

دراسة عامة عن تنظيم داعش منذ نشأته في سوريا حيث يسعى تنظيم داعش الى السيطرة على المناطق المحررة من قبل المعارضة المسلحة وذلك عن طريق شن هجمات عسكرية ضدهم إضافة الى ارتكاب مجازر إبادة جماعية طالت كل من حاول الوقوف في طريقهم ففي هذه الدراسة نسلط الضوء على اهم خفايا تنظيم داعش والتي تشمل مايلي:

  • تعريف تنظيم داعش
  • قادة تنظيم داعش
  • التجنيد لدى داعش
  • مبايعة داعش واسبابها
  • الدعم المالي لتنظيم داعش
  • أماكن توزع مقاتلي تنظيم داعش
  • جرائم تنظيم داعش
  • الانشقاقات في صفوف داعش
  • خاتمة

 

1-تعريف تنظيم داعش:

هو تنظيم جهادي متطرف أعلن عنه في التاسع من شهر نيسان لعام 2013 عبر تسجيل صوتي لما يسمى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. حيث أعلن عن اندماج دولة العراق الإسلامية مع جبهة النصرة ليعلن عن تشكيل دولة الإسلام في العراق والشام.

ليخرج بعده امير تنظيم جبهة النصرة المدعو أبو محمد الجولاني بتسجيل صوتي معلنا عن علاقته بتنظيم داعش ونفيه اندماج الفصيلين.

تعود أصول داعش الى عام 2004حيث كان اسمه سابقا “جماعة التوحيد والجهاد” والذي أعلن عن تشكيله أبو مصعب الزرقاوي وبعد مقتل الزرقاوي عام 2006 خلفه أبو حمزة المهاجر وفي نهاية العام ذاته أعلن عن دمج جميع الفصائل الجهادية في العراق تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق حيث عين أبو عمر البغدادي اميرا لها.

2-قادة تنظيم داعش:

  • ابو بكر البغدادي:

وهو ابراهيم عواد ابراهيم عبد المؤمن علي البدري ” أبو دعاء “والي وأمير ما يسمى دولة العراق والشام، في زمن النظام العراقي كان إمام جامع أحمد بن حنبل في سامراء وعمل إمام وخطيب جامع الكبيسي في منطقة الطوبجي في بغداد، وإمام وخطيب أحد المساجد في الفلوجة عام 2003، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاسلامية وكان استاذ جامعي في جامعة تكريت.

اعتقلته قوات التحالف بتاريخ 04/01/2004 وأطلق سراحه في شهر كانون الاول عام 2006أسس جماعة باسم جيش أهل السنة وأصبح عضوا في مجلس شورى دولة

العراق الاسلامية عام 2006، قُتلت زوجته من قبل عشائر الفلوجة من عشائر البوفراج تولى قيادة دولة العراق الاسلامية في 16/05/2010 بعد مقتل قائدها ابو عمر البغدادي، إذ اليد اليمنى لأبو عمر البغدادي وكان الرجل الثالث في التنظيم، وكان والي الولاة والمشرف العام على الولايات والمشرف على إدارة العمليات عام 2008 في التنظيم.

عمل كعضو بمنصب الأمير الشرعي للأنبار، أمير الفلوجة، أمير ديالى ثم ولاية بغداد القاطع الشمالي، فالأمير الشرعي لسامراء، وبهذا عمل في كل أنحاء غرب ووسط العراق.

  • أبو محمد العدناني، المتحدث باسم “تنظيم داعش”:

اسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة، من مواليد عام 1977 في بنش بريف إدلب شمال سوريا قرب حلب (شمال سوريا).

  • عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، مبعوث القاعدة الى سوريا:

هو أحد أكثر المجرمين المطلوبين للعدالة في السعودية. توجه الى سوريا عام 2013 لتقديم الدعم لداعش والنصرة.

  • عبد المحسن عبد الله ابراهيم الشارخ، زعيم تنظيم القاعدة في سوريا: هو سعودي الجنسية، ومعروف أكثر باسم سنافي النصر، يشتبه في انه يقود عمليات تنظيم القاعدة في سوريا ولديه علاقات وثيقة بمتطرفين في باكستان، أدرجته الامم المتحدة على قائمتها السوداء لصلته بـ “جبهة النصرة”
  • سعيد عارف، مسؤول عن تجنيد جهاديين للقتال في سوريا: ولد في الجزائر ويعتبر أحد أبرز المسؤولين عن تجنيد المقاتلين الاجانب للقتال في سوريا.
  • حميد حمد العلي: ادرجته الامم المتحدة على قائمتها السوداء لصلاته بتنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به، هو متهم بتمويل وتخطيط وتسهيل أو تنفيذ اعمال على علاقة مع، أو باسم كل من” تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش”.

 

3-التجنيد لدى داعش:

يعد التجنيد في صفوف داعش من اهم الأمور التي يعتمد عليها التنظيم حيث يقسم الى قسمين مهمين هما:

أولاً-فئة الملاحقين أمنياً في دولهم، من المطلوبين في جرائم متنوعة، لا سيما القضايا الجهادية.

ثانياً-فئة ذات صفحات بيضاء في دولها من حيث الظاهر، إلا أنها كانت في حقيقتها خلايا نائمة هناك، تتبنى الفكر الجهادي، وذات اتصال مع عناصر جهادية في أفغانستان والعراق.

فيما استخدم تنظيم داعش الشبكة العنكبونية في الترويج لاستقطاب مقاتلين ليكونوا في صفوفه ضمن الحرب التي يخوضها في سوريا والعراق حيث يقوم فريق مختص بالعمل على الانترنت بشكل متواصل لدعوا واغراء الشباب للانضمام الى التنظيم وإطلاق الوعود الكاذبة حول العيش المرفه على ارض الخلافة حيث انضم للتنظيم عدد كبير من دول مهمة هي:

  • السعودية
  • الكويت
  • قطر
  • الامارات
  • الجزائر
  • المغرب
  • تونس
  • ليبيا
  • مصر
  • أفغانستان
  • كازاخستان
  • الهرسك
  • البوسنة
  • البانيا
  • كوسوفوا
  • الشيشان
  • فرنسا
  • بريطانيا
  • اسبانيا
  • الدانمارك
  • السويد
  • النرويج
  • الولايات المتحدة الامريكية

تتورط حالياً دول مثل تركيا والعراق بشكل غير مباشر في إيواء ممرات أمنة على ما يبدو للجهاديين القادمين للقتال في صفوف داعش، لا سيما في سوريا.

فطريقة الوصول لداعش في سوريا سهل عبر تركيا وفق ما رصدناه مما قاله أكثر من عنصر داعشي في الرقة يدعى “حيان” ودير الزور لأحد مصادرنا الخاصة، والذي أعلن وهو فرنسي من أصول عربية انه أتى بكل سهولة من بواتيه بفرنسا إلى مطار استنبول ومنه بسيارة إلى غازي عينتاب التركية حيث كان المدعو “أبو النور” وهو شخص سوري من الرقة يعمل بمعية شخص تركي بانتظاره فرتب له طريق العبور عبر جرابلس ليكون خلال أقل من ساعتين في أحد معاقل التنظيم المتطرف في الرقة السورية.

أسبوع قضاه حيان في أحد مساجد الطبقة في الرقة، ليقضي عند التنظيم ما يسمى مرحلة الخروج الأول، حيث تم إخضاعه فيها لدورة شرعية مكثفة، ثم ترك أسبوع أخر قضاه في أحد منازل الرقاويين في الطبقة لمراقبة تصرفاته ومشاهدة حجم تأثير تلك المرحلة عليه، ثم تم إرساله كما قال لمرحلة الخروج الثاني وهي التدريب على القتال في أحد المعسكرات قرب مقر قيادة الفرقة 17، تلقة فيها تدريبا لياقة بدنية وأخرى على السلاح المتوسط والخفيف والثقيل والتعامل مع الأحزمة الناسفة، ثم بعدها إلى القتال شهر واحد في عين العرب “كوباني” بريف حلب الشرقي، ثم عاد ليستلم مهمات تدريب في الطبقة ذاتها.

بمقارنة الوضع مثلاً بدول أكثر تشدداً، لا يبدو الأكثر مثالية في هذا المجال سوى الأردن التي أثبتت قوات حرس حدودها نجاحها في ضرب طوق أمني – عسكري على طول الحدود مع سوريا لمنع تسرب أي عناصر جهادية إليها عبر أراضيها، ما حال بين أي عناصر متطرفة وبين التفكير بالعبور لسوريا عبر المملكة الأردنية.

وتوسع التهاون التركي هذه استيعاب الخلايا التي تسهل دخول الجهاديين إلى الأراضي السورية في العام 2013 والعام 2014م، حيث استقطبت المزيد من الأجانب والعرب والأفارقة المهاجرين، مستغلين التساهل المذكور وإمكانية العبور البسيطة للحدود وحالة الفساد الحاصلة، حيث أن المسألة لا تتعدى في ألف إلى ألفي دولار في أحسن الحالات.

لعبت أسباب عدة في توافد المهاجرين للأراضي التركية ومنها إلى سوريا أهمها العنصرية والبطالة وضيق العيش التي لازمت بعضهم.

 

4-مبايعة داعش واسبابها:

من المعلوم عن تنظيم داعش أنه يدعم وبشكل كبير العصا التي يتكئ عليها كتنظيم لا زال مستمرا وهي الإعلام الخاص به، والذي نجح في ترويج أفكاره على الأقل في مناطق سيطرته ومن ثم جذب بعض ضعاف النفوس لنهج التطرف الذي يتبعه.

فقسوة العيش والرغبة في المغامرة وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع، والانجذاب والرغبة في السير على خُطى الأصحاب بعد نشرهم لصور مثيرة تٌظهر رَغد العَيش ورفاهيته، إلى جانب حَملهم للقب بطولي، وتخليد ذكراهم من طرف داعش عبر بيانات وفيديوهات النعي، والرغبة في خوض تجربة مثيرة في وسط لا يعترف بهم..، من بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هجرة الأجانب والعرب لصفوف داعش في كل من العراق وسوريا، مقابل الأسباب الدينية المتمثلة في الرغبة في الجهاد ونصرة الشعب السوري التي تبقى أسبابا ثانوية… لكن ماذا عن السوريين أنفسهم أبناء البلد، لا سيما المسلحين منهم؟

كافة المعلومات الميدانية من مناطق سيطرة التنظيم أكدت أن المدنيين الخاضعين لسيطرة داعش لا يتماهون مع سياسته التطرفية وإن كانوا يتعايشون مع وجود داعش بحكم المجبر لا البطل.

بينما وفي المقابل يلاحظ وجود نسبة ليست بالكبيرة من المسلحين أفرادا أو فصائل بعينها قامت بترك سياستها الأولى أو أماكن تواجدها لتنتقل إما لمناطق سيطرة داعش أو لتكون تحت عباءة الدواعش بشكل أو بأخر، وهو ما يقف خلفه حقيقة عدد من الأسباب من المهم الوقوف عليها.

أولاً-البعد الديني:

لعب البعد الديني بلا أدنى شك دورا هاما في جلب المتطرفين لتنظيم دولة العراق والشام، سواء تحدثنا عن مقاتليه الأجانب والعرب، أو السوريين منهم، حيث لجأ إليه العشرات من أبناء المحافظات السورية ممن كانوا يحسبون أساساً على نهج التطرف والتشدد الديني لجدوا في نهج داعش المناخ الملائم والمكان الأني لوجودهم.

وتحدثت المعلومات الميدانية عن وجود ما يقارب أربعين مقاتل من إدلب وقرابة مائتين من حلب وما يزيد عن خمسة عشر من درعا والقنيطرة حوالي عشرين من حمص وقرابة ثلاثين من حماة مع داعش، قسم منهم متواجد في شمال سوريا (منبج – الباب)، وآخرون في الرقة وآخرون في ريف دير الزور الشرقي، وقسم منهم الآن في العراق يقاتل مع التنظيم.

لغاية تاريخه عدد من قتلى التنظيم وثقوا من مناطق سوريا في الأر اضي العراقية، اثنين منهم من درعا وقرابة خمسة من حماة وثلاثة من إدلب، وبالاستقصاء عنهم تبين أن جميعهم ذو خلفيات دينية متشددة، ما يعني أن داعش تجذب بالدرجة الأولى المتشددين السوريين إليها وتقنعهم أنها الملاك الإسلامي وأنموذج الشرع الحنيف وليس غيرها إلا كفار.

بالعموم درجة الجذب للسوريين كانت منخفضة العام 2013م وازدادت أكثر في العام 2014م نتيجة عدة عوامل أهمها تذرع التنظيم بالانتصارات وترويج أفكاره عبر آلة إعلام ذات إمكانات كبيرة مادياً وتقنياً، حيث أكد ناشطون من الرقة مثلاً أن التنظيم عرض على أحد المهندسين التقنيين وهو سوري من الطبقة العمل معه براتب 3000 آلاف دولار شهرياً، وهو عامل جذب بحد ذاته لضعاف النفوس طبعاً.

ثانياً-البعد المادي:

تحدثنا عن العامل المادي الذي تلعب عليه داعش في الخفاء، حيث لا يشكل الطابع الديني إلا ستاراً تدرك داعش أنه لا يكفي لجذب المزيد من المقاتلين إليها، وهو ما دفع بالتنظيم لبث أموال ضخمة لإقناع كل من هو بحاجة للمال بأن لدى داعش الدين والمال معاً.

العامل السابق لعب دوره أيضاً مع الفصائل المقاتلة والمقاتلين بحد ذاتهم ممن تركوا الجيش الحر وذهبوا لداعش بسبب ارتفاع مرتبات من يقاتل في صفوفها (المرتب يتراوح بالعموم من 500-1000 دولار)، فضلاً عن نقص الدعم المقدم للفصائل التي بايعت التنظيم من جهة السلاح والذخيرة ورواتب العناصر، ما جعل داعش الميدان الأنسب بالنسبة لهذا النوع من لمقاتلين أو الفصائل التي تبحث عن الدعم بالدرجة الأولى بغض النظر عن التوجه، وهي موجودة على قلتها في الميدان السوري، لا سيما الشمالي منه أكثر من الجنوبي.

ثالثاً-الحماية:

ويقصد بذلك القدرة التي من الممكن أن يتمتع بها أي فصيل أو مقاتل يصبح في صفوف الدواعش، حيث يصور لهم التنظيم أنهم سيكونون في الحصن المسلح الأقوى في سوريا، والذي من خلاله يمكن أن تتوفر لهم الحماية والاحترام الغير متوفر في باقي الفصائل لا سيما الجيش الحر، وفق المعلومات التي وردت من دير الزور الخاضعة لداعش.

رابعاً-الثأر الضمني:

وهو عامل هام وخفي، ويقصد به وجود فصائل متهمة بسرقات أو جبهاتها باردة ومتهمة لأجل ذلك بها، أو أنها تضم في الواقع ثلة من قطاع الطرق أو الغير منضبطين أخلاقياً، وهي فصائل أو مقاتلين كانت علاقتهم بغيرهم من الفصائل الإسلامية أو التابعة للحر “متوترة” في الغالب، وشابها اضطرابات عديدة، وصلت لحد المواجهة بالسلاح، ومن هنا كانت رغبة أولئك في الانضمام لداعش وإخفاء ما هم متهمين به تحت عباءتها بحجة الدين، ومن ثم الاستدارة على كل من خاصمهم أو خالفهم الراي أو وجه إليهم اتهامات والثأر منه من خلال “داعش” وبسلاحها.

خامساً-الفشل العسكري:

ويقصد به عملية الفشل الميداني في مواجهة قوات النظام قتالياً، وهو وسم تتسم به عشرات الفصائل المسلحة العاملة في الميدان السوري، والتي يعرف عنها اتباعها نهج “الجبهات الباردة” أو تبريد الساخن منها، غاية في الحفاظ على وجودها ومقاتليها للمرحلة التي تعقب سقوط النظام، دون المشاركة في أية عمليات قتالية تحت ذرائع عدة.

سادساً-التشدد:

ويقصد به وجود نوع من التشدد الديني الذي لا يصل لدرجة التطرف بمضامينه المعروفة، وهو حالة ترتقي في أي مناخ ملائم لدرجة التطرف، ومنها العديد من المقاتلين والفصائل المقاتلة ممن تحمل توجهات دينية سلفية متحجرة.

سابعاً-التطرف الممنهج:

ويقصد به التطرف بحد ذاته بما يحمله من معنى سيء، وهو متواجد لدى عدد من المقاتلين الذين كانوا منطويين في فصائل تابعة للحر، أو حتى يقصد به فصائل بذاتها تتبع قيادات متطرفة وذات أجندات من هذا القبيل، إلا أنها لم تكن لتستطيع الإعلان عن مواقفها التطرفية قبيل وجود داعش بسبب الخشية من المواجهة، فكانت داعش الفرصة السانحة لإخراج ما لديها من حقد ديني وتفريغه بكل من يخالفها الرأي ومن خلال داعش ذاتها والانضمام إليها.

 

5-الدعم المالي لتنظيم داعش:

يعتبر النفط المستخرج من حقول دير الزور في سوريا والموصل في العراق من أهم مصادر التنظيم حيث يقوم ببيعه بشكل غير مباشر عبر وسطاء الى تركيا بسعر اقل من السعر المعترف عليه عالمياً،

فيما استفاد تنظيم داعش أيضا أثناء دخوله العراق من الأموال التي سرقها من المصارف، ومنها أكثر من 420 مليون دولار من البنك المركزي في الموصل، إضافة إلى المعدات والآليات العسكرية المتطورة التي سيطر عليها داعش من القطع العسكرية التي انسحب منها الجيش العراقي تاركا وراءه كميات كبيرة من السلاح والمعدات.

تتحكم “داعش” حالياً بإمدادات مصدرها الآبار النفطية التي تسيطر عليها سواء في الأراضي العراقية أو المناطق السورية، حيث تُحكم السيطرة على الكثير من حقول نفط في محافظتي الرقة ودير الزور.

الزراعة والأراضي:

المصدر المهم الآخر لداعش هو سيطرته الكاملة على كل الاموال العامة في مناطق نفوذه، والتي تشمل مئات الآلاف من الهكتارات الزراعية المروية على ضفتي نهر الفرات في ريف حلب والرقة ودير الزور, ويفرض نسبة عشرة في المئة من المحاصيل الزراعية على أصحاب الأراضي ، إضافة إلى أعداد كبيرة جدا من العقارات التجارية والسكنية في المدن التي يسيطر عليها والتي تعود ملكيتها للبلديات والأوقاف والتي قام التنظيم بتأجيرها للسكان وقبض الإيجارات منهم، إضافة لسيطرته على صوامع ومطاحن الحبوب والأفران ومحطات الوقود وغيرها من المؤسسات الحيوية التي تدر له دخلاً يومياً ضخماً.

لا يوفر تنظيم داعش أي مصدر للتمويل. بدءا من بدل الخدمات العامة مثل المياه والكهرباء والاتصالات الارضية والنظافة، وصولا إلى المخالفات المرورية، والغرامات

حيث فرض التنظيم على السكان في مناطق سيطرته دفع مبالغ شهرية ثابته لقاء خدمات المياه والكهرباء والاتصالات الارضية وحتى النظافة، فعلى كل صاحب منزل أن يدفع شهريا لخزينة التنظيم 750 ليرة لقاء الكهرباء، و500 ليرة سورية لقاء المياه و400 ليرة لقاء خدمة الهاتف الأرضي و200 ليرة رسم نظافة، أما صاحب المحل التجاري فعليه أن يدفع 1000 ليرة سورية لقاء الكهرباء و500 ليرة سورية لقاء المياه و400 ليرة لقاء خدمة الهاتف الارضي و1000 ليرة كرسم نظافة.

وتحصيلها غير متعلق بمدى جودة الخدمات أو وصولها أصلاً، فالسكان مجبرون على الدفع رغم أن الكهرباء والمياه لا تصل لبيوتهم لمدة تتجاوز الست ساعات في اليوم الواحد تحت التهديد بقطع الخدمات عن بيوتهم ومحلاتهم بشكل نهائي، تشكل الفواتير الشهرية موردا ماليا هاما للتنظيم فهي تساوي ملايين الدولارات شهريا ذلك أن مئات ألاف البيوت والمحلات التجارية تدفع هذه الفواتير بشكل منتظم.

الغريب في الأمر أن موظفي هذه المؤسسات التي تقدم هذه الخدمات يقبضون رواتبهم إلى اليوم من النظام السوري الذي ما زال يدفع الرواتب لهم دون تلقيه أي موارد ناتجة عن ايصال هذه الخدمات، لأن تنظيم داعش يقوم بتحصيل مقابل وصولها إلى السكان، الأمر الذي يشير إلى علاقة خفية ما بين النظام السوري وداعش بهذا الخصوص.

من ناحية ثانية فرض تنظيم داعش نظاما غريبا لمخالفات المرور بهدف تحصيل الاموال من السكان أيضاً،

مسلحي التنظيم يقومون بتغريم كل من يطلق بوق سيارته خلف إحدى سيارات التنظيم حين إعاقتها للسير بمبلغ خمس آلاف ليرة سورية، وفي حال التكرار يتم مضاعفة المبلغ مع إيقاع عقوبة الجلد بالمخالف!

وهناك سبل عديدة للتمويل الذاتي، أبرزها على الإطلاق، السيطرة على المعابر الحدودية، وآبار النفط، ناهيك عن التمويل الذاتي لبعض مقاتليها، إذ يأتي بعض “المجاهدين” للانضمام إليها بأرواحهم وأموالهم، إيماناً منهم بأنهم في حالة “جهاد”.

  

6-أماكن توزع مقاتلي تنظيم داعش:

في المنطقة الشمالية من سوريا

الريف الشمالي لحلب:

  • اخترين
  • دوديان
  • احتيملات
  • تل مالد
  • إرشاف
  • الراعي
  • حور النهر

وهذه القرى تقع بالريف الشمالي من جهة الشرق

الريف الجنوبي لحلب:

  • اطراف مدينة السفيرة
  • أطراف قرية خناصر

ولديهم أكثر من حاجز في مناطق صحراوية على طريق خناصر وهو المدخل الوحيد إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام.

الريف الشرقي لحلب:

  • منبج: ويتبع لها قرابة خمسين بلدة وقرية كلها مع داعش
  • الباب: ويتبع لها قرابة مائة بلدة كلها أيضاً مع التنظيم

ملاحظة:

جميع القرى التي تسيطر عليها قوات النظام يوجد فيها مدنيين بكثافة نزوح عائلات المقاتلين السوريين الذين التحقوا بداعش إلى مناطق سيطرة التنظيم من كل من ريف حلب الشمالي والغربي ومحافظة ادلب.

في المنطقة الشرقية من سوريا

تعد المنطقة الشرقية منطقة داعش بامتياز، وهي المنطقة التي يسيطر فيها التنظيم بشكل كامل على محافظة الرقة، كما يسيطر بشكل شبه كامل فيها على دير الزور وأريافها، باستثناء قطاعات قليلة في المدينة، فيما يقبع تحت سيطرته قرى وبلدات من أرياف الحسكة.

  • محافظة الرقة بالكامل، مع الإشارة إلى تعمد التنظيم اتخاذ مقار عسكرية ضمن المناطق المأهولة في الريف والمدينة، للعمل عليها إعلامياً في حال قصف التحالف وراح ضحايا.
  • محافظة دير الزور: يسيطر تنظيم داعش فيها على مجمل الريف الشرقي والغربي والشمالي، وهي مناطق تحوي مدنيين بكثافة، فيما يخرج من سيطرة التنظيم بعض الأحياء في المدينة

 

في المنطقة الوسطى من سوريا

تصنف المنطقة الوسطى من سوريا بأنها من النقاط الخفيف التواجد الداعشي فيها، نظراً لتواجد فصائل كبيرة من الثوار المضادين للتنظيم في تلك المناطق، إضافة إلى تركز قوات الأسد فيها.

لا يتواجد التنظيم في محافظة إدلب في العموم، بينما يتركز في محافظة حمص في كل من المناطق التالية:

  • الريف الشمالي لحمص
  • منطقة حقول شاعر النفطية
  • بعض مناطق تدمر بريف حمص الشرقي
  • منطقة جزل
  • منطقة حجار
  • القرى المجاورة لمدينة تدمر

ملاحظة 1: المناطق السابقة تحوي مدنيين في الغالب منها.

ملاحظة 2: بالنسبة لتواجد تنظيم داعش في ريف حمص الشرقي ليس من الممكن تحديد المناطق بسبب عمليات الكر والفر في المنطقة، ولكن تواجدهم يتركز في بالعموم محيط حقل الشاعر منطقة جزل وحجار وفي القرى المجاورة لمدينة تدمر.

في ريف حماه الشرقي يظهر وجود تنظيم داعش في العكيربات وجنوب السلمية وشرقها وحتى الوصول إلى الحدود العراقية، فضلاً عن بعض القرى بالريف الشمالي لحماية لتي يتواجد فيها خلايا نائمة للتنظيم، فيها جميعاً مدنيين، باستثناء المناطق الحدودية مع العراق.

في المنطقة الجنوبية من سوريا

معظم المناطق التي ينتشر فيها تنظيم داعش ضمن دمشق وريفها هي مناطق مدنية وهم يقوموا باستخدام الأماكن القريبة من المدنيين ليكونوا درع بشري لهم فيما يستخدم تنظيم داعش مناطق جرود القلمون مقرات له وذلك لوعورة المكان

الأماكن التي تسيطر عليها داعش هي:

  • الحجر الأسود – جنوب دمشق
  • خان الشيح -الغوطة الغربية
  • القلمون الغربي
  • القلمون الشرقي
  • جبال الصريخي
  • وادي بردى

حي الحجر الأسود

يقع الى الجنوب من العاصمة دمشق ويبعد عنها قرابة / 7 / كم ويبدأ حدوده من نهاية “شارع 30” في مخيم اليرموك، ويمتدُّ ليتصل بمشارف مدينة سبينة، ويحده من جهة الغرب منطقة القدم. وهو مشهور بأن غالبية سكانه هُم من أهالي منطقة الجولان المحتلة بالإضافة الى قسم كبير من الفلسطينيين ويبلغ عدد سكانه قرابة / 75.00/ نسمة.

يبلغ عدد عناصر تنظيم داعش قرابة / 350/ مقاتل بالإضافة الى استقطاب ما يقارب / 150/ شاب من أبناء المنطقة ليصل عددهم الان قرابة / 500/ مقاتل.

يتمركزون في القسم الجنوبي من حي الحجر الأسود امتدادا الى حي الزين ويقع بين يلدا والحجر الأسود وتعتبر المنطقة محاطة بالمدنيين بشكل كبير.

خان الشيح

ويسمى بمخيم خان الشيح ويقع الى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق وتبعد عنها قرابة / 27/ كم وجاء تسميته لاحتوائه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين بالإضافة الى نسبة قليلة من السوريين من أبناء المنطقة، فيما يبلغ عدد سكانه قرابة / 25.000/ نسمة.

ويعتبر المخيم من المناطق المحررة والتي تضم عدد كبير من مقاتلين الجيش الحر وجبهة النصرة بالإضافة الى عدد قليل جدا من تنظيم داعش حيث لا يتجاوز عددهم أكثر من / 25 / مقاتل وذلك بسبب رفض الكثير من أبناء المنطقة الانضمام لهم وأيضا السيطرة القوية لجبهة النصرة في المنطقة

يتمركزون في الفيلات القريبة من خان الشيح منطقة خالية من المدنيين ولكن يتواجد فيها عناصر للجيش الحر.

القلمون الغربي

يقع القلمون الغربي الى الشمال من العاصمة دمشق والى الغرب على الخط الحدودي بين سوريا ولبنان ويضم عدد كبير من المدن والقرى.

وتعد جرود القلمون من اهم المناطق التي تسيطر عليها كتائب الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيم داعش وذلك بسبب وعورة المكان وصعوبة اقتحامه من قبل النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني.

ويسيطر تنظيم داعش على بيع المناطق في جرود القلمون محاولا توسيع رقعته وبسط السيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحة الجغرافية الا ان اصطدامه مع بعص الفصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة حال دون ذلك.

ويبلغ عدد عناصر تنظيم داعش في القلمون قرابة / 500/ مقاتل.

ومن اهم المناطق التي ينتشر فيها التنظيم هي:

جرود فليطة

جرود عسال الورد

جرود حوش عرب

وتعتبر المناطق خارج نطاق سكن المدنيين ولكن يتواجد بعض فصائل الجيش الحر بالقرب منهم.

في القلمون، هناك عدد من الأشخاص من مدينة القصير، هم حالياً بجرود القلمون، وهؤلاء ينشطون على فيسبوك لجمع أسماء مناهضي تنظيم داعش؛ ويقومون بالتبليغ عنهم للتنظيم، وهم:

حوي الزهوري (لقبه حوي)

يامن السمر

عمار الزين

نبيل السمر

محمد بن مالك الزهوري (1986)

عماد صديق

ابو حيدر قرقوز

إضافة للملازم أول غياث جمعة (أبو الوليد) وصهره (لبناني الجنسية) معروف بلقبه (أبو دجانة) وهؤلاء الاثنين هم من تواصل مع تنظيم داعش في الرقة وطلبوا الشرعيين الذين حضروا الشهر الماضي.

وهناك أنباء عن مبايعة محمد شمس الدين (أبو شمسو) رئيس المركز الإعلامي في القصير سابقاً.

القلمون الشرقي

يقع القلمون الشرقي الى الشمال من العاصمة دمشق ويفصله عن القلمون الغربي أوتوستراد دمشق حمص الدولي ويباء من مدينة ضمير جنوبا الى مشارف القريتين في ريف حمص شمالا. ويضم عدد من المدن والقرى ومن أهمها ضمير الرحيبة جيرود القطيفة النبك.

فيما تنتشر عناصر لتنظيم داعش وبكثرة في القريتين في ريف حمص حيث يتخذوا من القريتين مقرا لهم بين المدنيين.

جبال الصريخي

هي عبارة عن جبال صخرية وعرة جدا تقع بالقرب من بير القصب ومحافظة السويداء حيث لجاء اليها عناصر تنظيم داعش التي هربت بعد المعركة التي خسرتها في بير القصب.

ويقدر عددهم قرابة / 60 / مقاتل فقط.

وادي بردى – دير مقرن

تقع الى شمال غرب العاصمة دمشق وهي أحد قرى وادي بردى وتبعد عنها / 18 / كم وهي من القرى التي وقعت هدنة مع النظام السوري بسبب كثرة اللاجئين المتواجدين في منطقة وادي بردى ولموقعها المكشوف من قبل النظام السوري والمحيط بها من كل جانب عبر الجبال المطلة عليها.

ظهر عناصر تنظيم داعش بشكل مفاجئ بتاريخ 28/12/2014 ولم يسبق ان عرف عنهم مبايعة التنظيم ويعتبر معظمهم من أهالي القرية ولايتجاوز عددهم أكثر من / 40 / مقاتل بسلاح خفيف فقط ويتخذون من القرية مقرة لهم بين المدنيين.

درعا والسويداء

  • بئر القصب

تقع منطقة بير القصب في البادية السورية الى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق وتعتبر الطريق الرئيسي للمعارضة السورية المسلحة الواصل بين شمال وجنوب سوريا حيث تتمركز فيه عدة فصائل عسكرية من أهمها جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي وبعض الفصائل العسكرية من ديرالزور والجزيرة السورية ممن خرجوا بعد سيطرة تنظيم داعش على منطقة الجزيرة.

لم يكن لهم وجود خلال العام الحالي بعد مقتل أبو صفوان التونسي هو ومجموعته البالغ عددهم 20 مقاتل ليظهر من جديد بمبايعة من قبل أبو المعتصم قائد لواء الشباب الصادقين او كما يعرف بمجموعة المكحل والذي يبلغ عددهم قرابة 60 مقاتل حيث خرج أبو المعتصم الى تنظيم الدولة في البوكمال مبايعا لهم ليعود برفقة 30 مقاتل من المهاجرين. ليصل العدد الى 90 مقاتل.

وبعد الاعمال الاجرامية التي قام بها المكحل قامت عليه الفصائل في بير القصب لتقتل منهم قرابة 30 مقاتل واسر أكثر من 30 اخرين. حيث تم طردهم الى جبال صريخي بالقرب من بير القصب.

  • بلدة الشقرانية بريف السويداء، تواجد قليل للمدنيين، غالبيتهم من البدو المبايعين
  • بلدة تل أصفر بريف السويداء، تواجد قليل للمدنيين، غالبيتهم من البدو المبايعين
  • بلدة القصر التي تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات فقط عن قرية الحقف الدرزية، تواجد قليل للمدنيين، غالبيتهم من البدو المبايعين
  • بلدة ساكرة القريبة من مطار خلخة العسكري التابع، تواجد قليل للمدنيين، غالبيتهم من البدو المبايعين

 

7-جرائم تنظيم داعش:

ارتكب تنظيم داعش جرائم عديدة في مختلف انحاء سوريا طالت المدنيين العزل والجيش الحر صنفت على الشكل التالي:

الجيش الحر والفصائل الإسلامية:

  • المفخخات

وقد بلغ عدد المفخخات التي طالت مقاتلي الجيش الحر بأكثر من (73) مفخخة كان ضحيتها (3034) شهيد

  • اغتيالات

قام التنظيم باغتيال كبار القيادات في الجيش الحر والذي بلغ عددهم (34) قيادي معظمهم من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة.

  • العمليات الانتحارية

حيث نفذ تنظيم داعش أكثر من (60) عملية استهدفت مراكز ومقرات عسكرية تابعة لفصائل من الجيش الحر والفصائل الإسلامية وكان للجبهة الإسلامية النصيب الأكبر من العمليات.

المدنيين:

  • قام تنظيم داعش بارتكاب مجازر طالت المدنيين العزل في عدة مناطق من سوريا والتي وصل عددها الى (22) مجزرة والتي راح ضحيتها (1028) شهيد كان اكبرها:

مجزرة عشيرة الشعيطات في دير الزور والتي بلغ عدد شهدائها (268) شهيد تلاها مجزرة الكنطري في الرقة والتي بلغ عدد شهدائها (80) شهيد.

8-الانشقاقات في صفوف داعش:

من المعلوم والواضح أن الكثير من المجموعات أعلنت مبايعتها لداعش بعد تراجع الدعم المادي لكنّ بعد بدء التدخّل العسكري والمعلومات التي تشير إلى أنّ دحر داعش ليس بعيدا أتوقّع أن يسجّل انشقاقات عكسية وتحديدا من (داعش) باتجاه فصائل (الحرّ).

ففي تاريخ 3\2\2015م فر مسؤول ما يعر بـ “جهاز الحسبة” أو ما يعرف بـ “هيئة الأمر بالمعروف” في تنظيم “داعش” الكائن مقره في قرية تسمى “تل خضر” التي تبعد مسافة عشرة كيلومترات عن مدينة تل أبيض في الرقة، حيث عبروا الحدود السورية التركية فجر يوم الثلاثاء 3 فبراير الجاري، كان بينهم مسؤول عن أحد مستودعات التنظيم الواقعة جنوبي تل أبيض، بعد سرقة مبالغ مالية كبيرة وكميات من الذهب والأثار جرى استخراجها من ريف تل أبيض وريف الرقة.

وبتاريخ تراوح بين الخامس والسابع من فبراير الجاري فر أيضاً ثمانية عناصر من تنظيم “داعش” من الجنسية اليابانية من منطقة منبج بريف حلب، حيث التجأوا إلى الأراضي التركية، بعد مغادرتهم المدينة إلى بلدة الراعي الحدودية، برفقتهم شاحنة كانت تستخدم لنقل الخردة للتمويه على تحركهم، تسلمها منهم حرس الحدود التركي، ليقدم داعش بعدها على اعتقال صاحب الشاحنة متهماً إياه بمساعدة العناصر الفارين، ولازال لغاية تاريخ التقرير في سجون داعش بمنبج.

في دير الزور، تحديداً، رصد أمر على عناصر تنظيم “داعش”، وهي أن عناصر التنظيم يقبلون بشكل لافت على شراء الذهب من الأسواق، كما رصد بدءاً مطلع العام الجاري في دير الزور أيضاً، وتحديداً في مدينة الميادين، لجوء الكثير من مقاتلين تنظيم داعش إلى تحويل كميات من الأموال بشكل شهري من المدينة عبر محلات الصرافة المحلية الى خارج سوريا، وتحدداً تركيا، ومن ثم يتم تحويل هذه المبالغ الى تونس والمغرب والجزائر والبرتغال ومصر وبريطانيا، عبر أشخاص مكلفين بذلك، وأشارت المعلومات إلى أن أغلب هؤلاء الأشخاص هم مسؤولين في التنظيم عن أمور الزكاة أو الضرائب أو حقول النفط التي يسيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور والرقة، وقسم منهم يعمل أو يسهل بشكل غير مباشر عميلات تهريب للنفط لتركيا.

كما رصدت بعد قضية إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة بدء التنظيم نقل أعداد ممن يسمون بـ”المهاجرين”، لا سيما من الجنسيات الأسيوية (وهؤلاء أغلبهم اختصاصهم قناصين) من جبهة مطار دير الزور وجبهات أرياف الحسكة، ومنبج بحلب، وكذلك الباب، الى العراق في الأيام الماضية.

بالمقابل، انحدر عدد المنضمين لداعش منذ الإعلان عن شريط إعدام الطيار الكساسبة، ولاسيما أن عدد المقاتلين الجدد في التنظيم كان يزداد يومياً بشكل لافت، حيث قالت مصادر مقربة من التنظيم أن هناك شيئاً أشبه بغضب صامت بين مقاتلين في التنظيم، خاصة بعد بث مشاهد إحراق الطيار الأردني.

وأكدت المصادر أن عدد من مقاتلي التنظيم ومن مختلف الجنسيات، اعتبروا في أحاديث جانبية، أن طريقة الإعدام لم تكن مناسبة، حيث دارت نقاشات بين عدد من المقاتلين على إثر بث المشاهد، عبر خلالها بعضهم عن استيائه من هذه الطريقة، وأشار إلى أن الخوف لدى مقاتلين بالتنظيم يمنعهم من الجهر بمثل هذه الأفكار، فبالإضافة إلى أن الكثير منهم يخشى من انتقام التنظيم منه، فإن هناك آخرين يعتبرون أن في رقبتهم بيعة لزعيم داعش أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة، وبالتالي فإنه لا يجوز لهم الاعتراض.

كما أثرت حادثة حصلت في الثامن عشر من يناير الماضي من العام الجاري، بعد أن ألقى تنظيم داعش القبض على المدعو زيدان الهلوش والملقب ظاظا، وهو قائد لواء درع الشمال سابقاً أبرز الألوية التي انضمت للتنظيم، حيث تمكن زيدان الهلوش من الهرب من سجن التنظيم في قرية خشام بريف دسر الزور، ليعلن بعدها تشكيل مجموعة مناوئة للتنظيم داخل ريف دير الزور، متوعداً بالانتقام من التنظيم، وهي ظاهرة لم تكت متواجدة أو متبلورة قبل مطلع العام الجاري، وهي عامل أثر على عدد لا بأس به من مقاتلي داعش السوريين والأجانب، حيث أنها المرة الأولى التي تظهر فيها جماعات الجيش الحر وتعلن عن نفسها وتتوعدهم بالتصفية في مناطق تواجدهم، لا سيما وقد دعم هذه المخاوف لديهم كما يؤكدها لأحد مصادرنا أحد مقاتلي داعش من دير الزور، وهو مقاتل سابق في الجيش الحر، انضم لداعش عنوة كما يقول تحت التهديد بالموت، دعمها قضية تصفية طالت ثلاثة عناصر من داع في التاسع من يناير ذاته من قبل ما يعرف بـ”جيش أسود الشرقية” وهو فصيل مسلح مناوئ للتنظيم، حيث جرت تصفيتهم في عملية خاطفة بأسلحة مزودة بكواتم في بلدة البوليل بريف دير الزور، كما توعد التشكيل داعش بالمزيد من العمليات الانتقامية، وكان قد سبقها في الثالث والعشرين من نوفمبر 2014م مصرع محمود المطر أمير داعش في القورية بريف الدير، بعد إصابته بطلقة في الرأس من سلاح مزود بكاتم صوت، وهو من أبرز المسؤولين عما يعرف بـ”مجزرة الشعيطات”.

وفي السادس من فبراير الجاري أخفى داعش نبأ مقتل المسؤول عن الأمنين لدى التنظيم في الريف الغربي لدير الزور المدعو “فهد أحمد المحمود” في مدينة دير الزور

من جهة أخرى، أثرت الضائقة المالية التي وقع بها التنظيم مؤخراً، لا سيما مع خسارة عين العرب “كوباني”، وبدأ عمليات عسكرية وأخرى امنية تجري في الخفاء بطريقة حرب العصابات، خاصة بعد اعتياد عناصر داعش حياة الرفاهية والمال الكثير، ليتم إجبارهم على نوع من التقشف المادي لتعويض الخسائر، بالإضافة إلى فقدان الأمل بتحقيق الأهداف التي أغرت المهاجرين بالانضمام إلى التنظيم، فيما يقول خبراء إن المتطرفين بدأوا يفقدون البريق بسبب الهزائم وقلة الغنائم لذلك يفكرون في الهروب، ما يثير وضعًا داخليًا مقلقًا قد يصل لمرحلة الإعدام الجماعي للتنظيم.

بعدها مباشرة، بدأت تظهر خلافات داخل تنظيم داعش في دير الزور تحديداً، بدأت بعزل الملقب أبو المنذر المصري، أحد قيادات التنظيم في مدينة دير الزور، ومن ثم نقل الملقب أبو عبد الرحمن التونسي، الأمير العسكري لقرى خطا الشامية في دير الزور إلى العراق.

ومن اهم الشخصيات التي انشقت عن داعش هم:

  • فارس صفوق، من أبناء مدينة موحسن بريف دير الزور، ترك تنظيم داعش وفر لليونان مع عائلته، وأكدت المعلومات أنه أحد أبرز القيادين في التنظيم، وهو متهم بارتكاب ثلاث عمليات إعدام ميدانية قام بها بحق مدنين قبل الذهاب لليونان مع عائلته.
  • “أبو طلحة الكويتي”، وهو أمير جهاز الحسبة (مايسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في محافظة الرقة، المدعو “أبو عبيدة المصري”، وهو المسؤول عن ديوان “الزكاة” التابع للتنظيم في مدينة الميادين بريف دير الزور، وهو متهم بسرق حوالي أربعة ملايين دولار من أموال تم جمعها بطريق “الزكاة” عنوة من الأهالي.
  • “أبو علي الحربي”، وهو شرعي تنظيم داعش في مدينة تل أبيض بريف الرقة، والذي فر أيضاً لتركيا.

كما انشق أيضاً بين 11 و13 عنصراً وقيادياً من داعش في محافظة الرقة، بحسب ما ذكره ناشطون، بعد أن خابت ظنونهم بما كانوا يحلمون، وفي اليقظة رأوا عكسه على أرض الواقع.

كما ورد أن أكثر من 15 مقاتلاً مع داعش انشقوا في أواخر كانون الثاني الماضي، وغادروا إلى تركيا، وقبل رحيلهم أرسلوا عائلاتهم قبلهم، وهم من مقاتلي داعش في الموصل العراقية.

وأضحت المعلومات أن من بين الطرق التي يقوم بها بعض عناصر “داعش” قبل الانشقاق هي محاولتهم سرقة أوراق ثبوتية وهويات شخصية من سكان محليين “يشبهونهم (بالأعمار والملامح) للفرار منتحلين شخصيات أصحابها إلى المناطق التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” بشمال وغرب حلب، أو إلى تركيا”، لذلك بات السكان يتركون أصليات وثائقهم في منازلهم، ويحملون نسخا عنها فقط، كي لا تتم سرقتها.

كما بين التقصي أن من بين الأسباب التي دفعت عناصر من داعش للفرار لتركيا، لا سيما من الجنسيات الخليجية، هي أن فكرة أنهم كانوا يفكرون بالمجيء إلى ما يسمونها أرض “الخلافة” لمجرد العيش فيها فقط، من دون المشاركة بالقتال، لكن التنظيم فرزهم إلى جبهات القتال فوراً. كما من الأسباب أيضاً زجهم في معارك خاسرة، لا سيما مغامرة عين العرب، إلى جانب اكتشاف العناصر لهشاشة فكرة “دولة الخلافة”، لما رأوه من ممارسات للتنظيم وعناصره على أرض الواقع، ومحاولة أفراده من الأصول العراقية التعاون مع ذوي الأصول السورية لتحييد العناصر من الأصول الخليجية، كما تشير المعلومات من المصادر إلى عمليات انشقاق ستشهدها الأيام القادمة في صفوف التنظيم.

 

9-خاتمة:

تنظيم داعش او كما يسميها مؤيدوها (الدولة الإسلامية في العراق والشام) هي أخطر مؤامرة في عمر الثورة السورية حيث ظهرت في بدايات عام 2013 قادما من العراق طامعا في انشاء دولة مستقلة له ليكون صاحب القرار الأول والأخير فيها ولكن.

تبين فيما بعد ان اهداف تنظيم داعش ليست فقط الدولة المزعومة بل أكثر من ذلك وهي السيطرة على الثروات في العراق وسوريا إضافة الى انهاء الثورة السورية باعتبار ان الثورة والمعارضة المسلحة مسيرة من الغرب وعلى حد قولهم ان كل من يعمل مع الغرب فهو كافر.

نظرا لما ورد في الدراسة اعلاها فإننا نستنتج ان داعش هي مؤامرة كبرى طالت كافة مكونات الشعب السوري أولا والثورة السورية ثانيا.

حيث ان المستفيد الأكبر من توسع نفوذ داعش هو النظام السوري والدول الغربية بالإضافة الى بعض الدول العربية والتي هي أساسا تدعم النظام السوري من بداية الثورة عليه.

فيما نستطيع القول ان تنظيم داعش هو عبارة عن فقاعة إعلامية كبيرة اخافت العالم باسره ولكن في المقابل يستطيع الجيش الحر في سوريا انهاء تواجد داعش على الأرض بفترة لا تتجاوز الثلاث أشهر ولكن لايمكنه ذلك حاليا نظرا لقلة العتاد العسكري، حيث انه لا يمكن قتال تنظيم داعش والنظام السوري يقدم الدعم الجوي للتنظيم أي ان القضاء على تنظيم داعش يتوجب أولا القضاء على النظام السوري.

انتهى ……………

 

اعد الدراسة الباحث – معروف طعمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.