يثب

هل ستقتل إيران الأسد ؟

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

عندما صرح كيري بأنه عليه في النهاية التفاوض مع نظام الأسد … رد عليه الأسد من خلال التلفيزيون الإيراني أنه يريد أن يرى أفعالا لا أن يسمع أقوالا … مما يعني أن قراره بيد ايران وعلى كيري أن يتفاوض مع ايران بينما الأسد تحصيل حاصل … لكن بعد عاصفة الحزم التي فاجأت المحور الإيراني … سارع الأسد لإدانتها ، ثم قابل محطة أمريكية ليقول أنه مستعد لحوار أي كان ، وأنه لا يضع شروطا ، كما وأكال المديح للروس وتحدث عن حاجتهم لقواعد عسكرية في البحر المتوسط … موحيا لهم باستعداده لوضع الساحل السوري تحت تصرفهم مقابل حمايتهم له … فالحوثيون وأشباههم أدركوا سريعا جدا أن ايران تورطهم في صراعات ثم تتركهم وحدهم يهزمون ويقتلون ويعودون لوضعية الاضطهاد … ثم تلطم عليهم كعادتها في اللطم بعد كل خسارة … فتاريخهم منذ ظهور الاسلام سلسلة من الخسارات واللطم . بينما هي تعقد الصفقات مع الشيطان الأكبر .

حزب الله المتداعي الذي تحول لحزب مهرجانات وأغاني واستعراضات ، واكتوى بنار مجاهدي سوريا الذين أذاقوه ما يستحق من مراره يحتمي الآن في لبنان وراء الجيش اللبناني الذي تحول بلحظة من جيش أبو الزلف لجيش مقاوم يجب أن يأخذ دوره … حزب الله هذا يعلم هو أيضا أنه اذا لم يلتزم أدبه سوف يتعرض لضربة مشابهة بتحالف دولي أو من دونه ، خاصة بعد أن إلتف حبل المحكمة الدولية حول عنقه وعنق الأسد الذي صفى رستم غزالة وحمل موته لقصة شجار سخيفة بينه وبين رفيق شحادة … ليفرط في التمويه لدرجة تفضح أكثر وأكثر الأسباب الحقيقية لهذه التصفيات التي تحاول قطع طرق وصول المحكمة لشخص بشار وحسن ومن ورائهم الخامنئي … الأسد الذي يحاصر من قبل المحكمة الدولية وغدا محكمة الكيماوي …. وغيرها وغيرها . بينما تعرض امريكا عليه عبر رئيس الوزراء العراقي الأمان والحصانة مقابل التنحي .

فإذا تحرك بشار لتأمين مخرج آمن له ، بعد التوافق الإيراني الأمريكي ، عبر الحضن الأمريكي المتعاطف معه … هل ستقف ايران متفرجة وهي تشهد افلات الأوراق التي جمعتها من يدها ؟

لا أعتقد فإيران تملك طريقا غير هذا المسار الذي ينتهي بتسليم الأمور للغير ، وتستطيع تصفية الأسد بحادث مشاجرة مع أخيه أو ابن خاله أو حادث سيارة … أو أي حادث آخر يشبه حادث خلية الأزمة … أو انتحار غازي … وعندها سيدخل النظام بمرحلة من الفوضى ، والتفكك ويتحول لعصابات تتلاعب بها وتضربها ببعضها بعد أن تفككت المعارضة أيضا … وهكذا تدخل سوريا كلها في فوضى عارمة تستكمل فيها تدمير ما تبقى من مدن وخاصة دمشق والساحل الذي ما يزال ينتظر دوره في الخراب والمجازر والتهجير على يد عصاباته ذاتها …

فالمشروع الايراني يستثمر في الفوضى ويتعيش عليها وعلى اشغال دول المنطقة عنه ، ولكي تستقر هيمنته على العراق ولبنان يصنع نارا كبيرة في سوريا إذا تبين له أنه سيخسرها .. والأسد القاتل الذي جلب الايراني للدفاع عنه يستحق مصير رستم غزالة ويستحق مقتله على يد من استعان به ، وهذا هو عادة مصير الجبناء الخونة القتلة …

خيارات ايران وأذنابها إما أن توقع ايران وتلتزم وعندها يتم اعطاء الضوء الأخضر لقصقصة أذنابها واستطالاتها ، أو تتعرض لضربة فوق رأسها تجبرها على لملمة وسخها … والصيف القادم هو صيف الحرب إما على إيران ، أو على أذنابها .. وقد سارع الرئيس الروسي لصب الزيت على النار بارسال المضادات الجوية التي يعتقد أنها ستجعل إيران أمنع وأكبر رأسا ….

باختصار لم يترك الأسد لنفسه أي باب للنجاة ، وهو محاصر بدماء السوريين وبنادقهم ، وبمصالح حلفائه الذين استنجد بهم ، وله مصير واحد محتوم هو القتل، وبقي له فقط حق اختيار على يد من سيموت : حليفه الايراني أو رجالاته الذين سينقلبون عليه في لحظة مخطط لها … أم على يد شعبه الثائر … فالأسد مقتول لا محالة … ومهما تعددت الأسباب فالموت واحد وهو يستحقه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.