تتابع الأخبار الواردة من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان التي تنقل صور اضطهاد منهجي يتعرضون له من قبل قوات طائفية تحمل شعار الجيش اللبناني والأمن أو من دونها ، حيث تتعرض هذه المخيمات واللاجئين عموما للانتقام المتعدد الأشكال من اعتقال واهانة وتعذيب واغتصاب وخطف وقتل ، خاصة عندما تمنى ميليشيا حزب الله بخسائر في جبهات سوريا … فحزب الله الذي يخوض الحرب ضد الشعب السوري من دون موافقة الحكومة اللبنانية ، ويرتكب على أرضها بالتعاون مع النظام السوري وشبيحته وميليشيات طائفية أخرى المجازر وجرائم الحرب بحق الشعب السوري وخاصة العرب السنة ، هو ذاته يعود للانتقام من المدنيين السوريين المتواجدين برعاية الأمم المتحدة وتحت سلطة الحكومة اللبنانية .
وقد وردت تقارير عديدة عن مجازر وجرائم حرب ارتكبها الحزب في سوريا خاصة في القصير وقرى حمص والغوطة ، وكذلك عن عمليات تهجير جماعي واستبدال السكان خاصة في القلمون وحمص و الست زينب ، وعن عمليات تصفية للجرحى ، واعتقال وتعذيب حتى الموت … كما ويقوم الأمن الخاص للحزب بالتعاون مع الأمن العام اللبناني ومخابرات الجيش باعتقال وتعذيب السوريين في الأراضي اللبنانية واعدام بعضهم وتسليم البعض للسلطات السورية التي تتابع التحقيق معهم وتصفيتهم في سجونها … وترد أيضا تقارير عن قصف لمخيمات اللاجئين السوريين واطلاق نار واحراق وخطف واغتصاب نساء ، وتجويع وحصار وتضييق وتعذيب جماعي وكل ذلك على الأراضي اللبنانية التي تقع تحت سلطة الشرعية وبحضور الجيش اللبناني الذي يرفع شعار ( وطن شرف إخلاص ) …
إن ما يمارسه حزب الله ذو المرجعية الايرانية يرتقي لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، وهو يتحمل مع النظام الإيراني والحكومة اللبنانية المسؤولية الجنائية عن هذه الجرائم التي يجب أن تحال لمحكمة الجنايات الدولية ولمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف …
مع العلم أن الإصرار على تغييب العدالة وتغييب القانون الدولي هو الذي يحرض ويشجع التطرف والارهاب … الذي يصبح السبيل الوحيد لتعميم الألم والانتقام من المجرم الذي أفلت من العدالة …
نحن نشعر بالإشمئزاز من هذه الممارسات ونتوعد كسوريين بسوق المجرمين اللبنانيين للعدالة خاصة وأنهم يعملون باسم الدولة ذات السيادة. ومهما طال الزمن سيعرف الجميع أن كرامة شعبنا ليست رخيصة لتستباح بهذا الشكل السافر المنافي لكل قيم وكل قوانين ( تبّت أيديهم ) والحرب لم تضع أوزارها بعد وإن غدا لناظره قريب ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
