خطة عامة للعمل في الصيف والخريف

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

في المقال السابق عرضنا الخطوط العامة لتطورات الأحداث المتوقعة في سوريا . وهو ما يستتبع الحديث عن خطة للتعامل معها بحيث يكون الشعب السوري لاعبا مؤثرا في تطور تلك الأحداث . فالوعي يجب أن يسبق العمل ، لكن الواقع لا يواجه بالأوراق وحدها، فالورق من السهل رسمه ، بينما الوقائع أشياء عنيدة يجب أخذها بعين الاعتبار، لكي نقلص الفارق بين الرغبة أو الحلم وبين الامكانات ، التي يجب التخطيط لاستخدامها بعناية لكي نكون فاعلين وليس منفعلين في رسم مصير بلدنا وشعبنا.

سياسيا :

1- لا توجد حتى الآن أي مبادرة سياسية مجدية وجدية للتوصل الى حل سياسي في سوريا ، وكل المعروض حاليا بما فيها جنيف غير مقبول ويفتقر للآليات التنفيذية، وعدم التعامل معها هي السياسة الصحيحة طالما هي لا تستجيب صراحة وبضمانات تنفيذية لمطلب الثورة الرئيس برحيل النظام واقامة العدالة وحفظ وحدة البلاد .

2- لا مجال لتجاهل مصالح الدول الاقليمية ، ولا مجال للعمل من دون التفاهم معها للحصول على مساعدتها، وهذا يعني بشكل واضح الانحناء أمام رياح التمايز بين الشمال والجنوب ، نظرا لتناقض أو تمايز سياسات الدول الجارة في الشمال والجنوب .

3- عدم تصنيف الغرب عموما وأمريكا تحديدا بأنها صديقة للشعب السوري . وتصنيف كل من ايران وروسيا وبعض الدول العربية كالعراق ولبنان والجزائر كدول عدوة، وحظر التعامل معها قبل تغيير موقفها وسلوكها ، واشتراط التعامل مع بقية الدول العربية باتخاذ موقف واضح وصريح من نظام الأسد .

4- من الضروري كبح جماح التطورات الانفصالية بطريقتين : واحدة سياسية عبر حوار سياسي بناء بين المكونات المجتمعية ، وأخرى تنفيذية بلجم السلوك الذي يكرس هذا التقسيم .

5- العمل على تسهيل التقارب السعودي التركي ، وعدم الامعان في تمزيق المعارضة بين تركية وسعودية كما يتم الآن في القاهره وغيرها ، على أن يتم ذلك من دون تزكية الائتلاف الانتهازي الفاشل الفاسد ، لأن حل مشكلة تمثيل الثورة السورية لا تتم إلا إذا بدأنا بناءها من الداخل ومن تحت إلى فوق. وطالما نحن نبدأ من المكان الخطأ فلن نصل للشرعية مهما فعلنا ناهيك عن المسؤولية.

6- التركيز ديبلوماسيا واعلاميا على الفارق الكبير بين داعش والنصرة وتشجيع الجماعات المتشددة على الانفتاح تجاه المشروع الوطني .

7- تصنيف داعش كفصيل ارهابي معادي ينسق مع العدو ويتكامل معه ويشاركه في الأهداف ويعمل على تقويض الثورة وفرض سلطته بالترهيب .

اداريا :

1- تركيز الجهد على استعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المناطق المحررة .

2- اقامة مجالس محلية ادارية وخدمية ، وسلطات قضائية على الأرض.

3- دعم استقرار السكان ومنع المزيد من الهجرات . خاصة في المناطق التي يقصد فيها اقامة دويلات انفصالية ، ويجري فيها تهجير السكان بشكل مقصود منه الغاء التنوع .

4- تنظيم أمور اللاجئين وتأمين اجتياجاتهم الضرورية ، وضبط سلوكهم في دول المهجر لكي لا يسيئوا لموقف هذه الدول وشعوبها من الثورة.

5- فتح صندوق مالي موحد للثورة يخضع للجنة رقابة مالية مستقلة وحصر كل التمويل به وعن طريقه . ومنع التمويل الهادف لزعزعة الصف وإثارة الفرقة وشراء الولاءات ، ومحاسبة كل من يتلقى مالا ولا يسلمه للصندوق ، واعتباره سارقا للمال العام ، فالمساعدات الشخصية لا تأتي من دول ولا من جهات بل فقط من أشخاص أقارب أو أصدقاء ، وكل ما عدا ذلك يعتبر دعما سيء النية إذا تم توزيعه عن غير طريق الصندوق الموحد ، وهذا الكلام ينطبق على تمويل التنظيمات السياسية والعسكرية جميعا ، بما فيها حزب الإخوان والجبهة الاسلامية .

6- تجنب المزيد من الانقسامات والمزيد من تشكيل المجالس التمثيلية في الخارج ، واستبدال ذلك الجهد التافه الذي لا فائدة منه بعمل تنظيمي واداري على الأرض وبين اللاجئين . فمشكلة سوريا الراهنة ليست مشكلة تمثيل في الخارج ، وتنازع على سلطة سياحية في الفادق ، بل مشكلة عمل من أجل التحرير ورد العدوان وإغاثة المنكوبين .

عسكريا :

1- السعي لتوحيد غرف العمليات في الجبهات الخمس . وحصر التزويد بالسلاح عبرها .

2- تركيز الجهود لتحييد سلاح طيران النظام السوري بكل الوسائل ، بما فيها تدمير المطارات أو الحصول على سلاح فعال ضد الطيران الحربي، أو فرض حظر جوي .

3- استكمال تحرير مناطق آمنة في الشمال والجنوب خاصة حلب ودرعا .

4- التركيز بشكل عاجل على فتح خطوط امداد باتجاه جبهات دمشق وحمص والقلمون من الشمال والجنوب .

5- تركيز الجهد العسكري بأسرع وقت ممكن باتجاه وسط سوريا حماه وحمص من جهة الشمال، والقلمون ودمشق من جهة الجنوب.

6- تجنب الدخول في مواجهات طاحنة مع داعش في هذه المرحلة واعتماد سياسة دفاعية تجاهها .

7- إعطاء الأولوية لقتال جيوب النظام واستطالات حزب الله وتأمين طرق الاتصال وقطع طرق تواصل العدو .

8- تقوية جبهة الساحل انطلاقا من جبل التركمان ومحاولة وصلها بريف ادلب وحلب .

9- تشجيع جيش الغوطة للضغط على النظام في دمشق بدل سياسة الانتظار التي ينتهجها منذ اعوام .

10- تأمين دعم فعال لمقاتلي ريف دمشق لتشكيل ضغط أكبر على رأس النظام ، مما يسرع في انهاء الحرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.