يثب

كيف تدير إيران تنظيم داعش ؟

د.كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

هناك من يتهم داعش بأنها عميلة لإيران نظرا للنتائج التي تنتج عن سلوكها ، والذي يخدم بشكل كبير المشروع الإيراني في المنطقة، لكن العارف في تركيبة داعش يدرك صعوبة تصديق حصول هذا الاختراق الهائل، فالحقيقة أن زعماء داعش هم من أشد مكفري إيران والشيعة، ومع ذلك فإن ايران فعلا هي من تتحكم بداعش وتستفيد منها وتوجهها ، لكن بطريقة غير مباشرة ، ضمن خطة فارسية معقدة ومحبوكة…

فكيف تفعل ذلك ؟ :

أولا تعمل ايران على استفزاز الطائفة السنية بكل الوسائل بمافيها التعذيب حتى الموت والاهانة الوقحة للمعتقد، ثم تشجع وتدعم تيارات التعصب والانغلاق العقلي والعنف التي يمثلها حزب الإخوان وأشباهه، لينشروا الفكر الظلامي والعقل الدوغمائي الخارجي المنغلق في فهم وتفسير الدين ، وعندما تستعر وتطغى ردات الفعل الدينية الطائفية المتشددة في الحاضنة السنية ، تقوم ايران بتغذية المجموعات المتطرفة الجهادية العنيفة سرا مع أنها معادية لها ، وتسهل عمل وقدوم الدعاة الأكثر تطرفا والمجاهدين الأكثر عنفا، ثم تسلمها بواسطة معارك وهمية معها السلاح والعتاد والمال ، فيزداد تشددها وقوتها وسطوتها. وعندها تدخل هذه المجموعات الجهادية المتسلطة في تناقض مع الحاضنة الاجتماعية التي تحتضنها ، وتمارس عليهم القمع والقهر والترهيب … تكون عناصر اللعبة الفارسية قد اكتملت وأصبحت جاهزة …

فجأة تنهار الجبهات أمام داعش التي تكسب منها العتاد والسلاح الوفير، وتفر الجيوش بينما يُترَك المدنيون وحدهم من دون سلاح ليواجهوا … أو يبايعوا داعش . فإذا واجهوها هزموا وفروا ، فيتم تشريدهم وتهجيرهم بشكل نهائي لأماكن بعيدة ، وتمنع عودتهم بكل الوسائل … وإذا رضخوا وبايعوا داعش ، سرعان ما تعود ايران بميليشياتها الشيعية لهزيمة داعش بسهولة غير معتادة ، فتنتقم ممن بايع داعش وتعتقله وتهجره أيضا … وفي المحصلة تقع المدن والحاضرات السنية بيد ايران وميليشياتها فارغة من السكان الذين يفرون تاركين كل أملاكهم …. وبهذه الطريقة ترسم ايران حدود الدولة الشيعية في العراق وفي سوريا .

كرروا هذه القصة في ديالا وسامراء وتكريت والرمادي ، وفي كل هذه المدن حدث تحول ديمغرافي نهائي لصالح الشيعة والحشد الشعبي الطامح لسلب ممتلكات السنة وبقية الأقليات المسيحية واليزيدية وووو….

كما أن دولة اربيل استفادت من ذات التكتيك في تهجير المكونات الأخرى من مناطقها وفي جوارها ، وكذلك وحدات الحماية الكردية في سوريا تستخدم حاليا ذات التكتيك في تهجير العرب والآشوريين وغيرهم من شمال سوريا .

بينما يستخدم النظام السوري داعش لالصاق تهمة الارهاب بالثورة ، ولضرب الثورة من الظهر ، وتخويف أتباعه والعالم من سقوطه .

وهكذا تتحرك قوة داعش وتتجه من منطقة لمنطقة ناشرة الخراب والتشرد ثم تنكفئ وتتراجع أمام أعدائها ، فهي البلدوزر الذي يفتح الطريق أمام المشروع الإيراني ، رغم عدائها الهائل ظاهريا لإيران …..

هكذا الخبث الفارسي وتقيته يتجلى على صورة داعش ، وما كان ليستطيع لولا السذج من السنة مغسولي الدماغ، وفقهاء القتل والموت والسكاكين والحقد …. ومن يدريك ، فإيران تخطط جديا لاستخدام داعش في شمال السعودية لفصل الاحساء عن المملكة المنشغلة في جنوبها مع الزيديين الذين تحرضهم أيضا .

كما أن هناك أيضا من يفكر في استخدامها في الأردن لتمزيقه بانتظار قيام دولة فلسطين البديلة على أرضه ، وربما في سيناء لفصلها عن مصر واقامة (دولة- أمارة ) تشمل غزة أيضا …

كان يكفي لهزيمة داعش أن يُسلّح العرب السنة في العراق أو الثورة السورية ، أو أن يدمر كل جندي يفر سلاحه قبل فراره … لكن هذا لا يحصل وممنوع !!!!! … ومن يمنعه هو المسؤول عما يجري في المنطقة ، طالما داعش هي وحش أعمى فقد العقل والبصيرة .

وبعد كل هذا يدعي البغدادي خلافة المسلمين السنة ، وهو عمليا من يقوم بقتلهم وتهجيرهم واخراجهم من ديارهم وتسويد أعدائهم عليهم ( وهنا لا يسع الولي الفقيه في قم إلا أن يشكر غباء أبي بكر وغباء من يتبعه من أهل السنة السذج ، وغباء التحالف الدولي الذي يدعي الحرب على داعش ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.