نظام العقل الدوغمائي

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الوعي صورة (تحليلية تركيبية) عن الواقع ، والعقل هو أداة الوعي في هذا التحليل والتركيب ، والعقل نوعان نوع يتعامل مع الأحاسيس من دون تعليب (عقل حدسي شخصي )  mythos ، ونوع يتعامل مع مدلولات معلبة ضمن قوالب اللغة ( عقل لغوي يمكن تناقله ) logos ، هذا النوع من العقل يعتمد في تحليله وتركيبه واستنتاجه على نظام دلالات اللغة ومجازها و قواعدها، ويعتمد أيضا على نظام المنطق الذي يقوم عليه… والمنطق يعتمد على الرياضيات التي هي تجريد للفيزياء كعلم للواقع . وهكذا يكون الوعي ونظامه وأداته صورة ( معقدة غير مباشرة لكنها صحيحة ) عن الواقع ونظامه بمحتواه وأدواته أيضا.

وعندما ندرس نظام  ومنهج العقل الفقهي السني المدرسي نرى أنه  يعتمد أساسا على عنصر واحد من عناصر المنطق هو الضدية ، وهذا ليس غريبا لأن الضدية صفة تكوينية أساسية في الوجود بدءا من مستواه الأول (الخلاء / الأثير)  حيث الحول و القوة ( أي تغير المكان عبر الزمن و تغير الاتجاه الذي يأسره ، أو الحركة و السكون النسبيين ) . كما أن التناقض هو أصل مبادئ الديالكتيك التي تنطبق على الوجود الحي والتي تتأسس على وحدة و صراع الأضداد… أيضاً هو الأساس في تعريف المفاهيم التي تحلل وترمز الوجود في الوعي الإنساني اللغوي …  في مفهوم الوجود مثلا نقول  (موجود / غير موجود ) وفي مفهوم اللون ( أحمر / لا أحمر ) ( حلال / حرام ) ( خير / شر ) ، و كذلك هو وسيلة للحكم في مستوى الإرادة (تسمح / لا تسمح )… (يقبل / يرفض) ( صح / خطأ ) .

في هذا المنطق الضدي الطاغي القطعي الأحكام ، هناك طرفين كلّيين  الأول موجب والثاني سالب،  و مجموع الشيء و نقيضه هو الكل ، فكل الخلق إما مسلم أو غير مسلم ، ليس هناك مسلم وغير مسلم في آن ، وليس هناك ما هو ليس مسلم وليس كافر بذات الوقت . الضد يعرّف ضده و يوجده، فالوجود يوجد مفهوم العدم ، والمحدود يوجد مفهوم المطلق  (وصاحب العقل الدوغمائي يعرف نفسه بأعدائه أيضا) ، و بمقدار زيادة كم الضد يتناقص كم المضاد له ، وبالعكس . هذا التناقض هو فعلا مبدأ اساسي في منطق الوجود ، ولكنه ليس الوحيد ،  و بالعودة لأساس المنطق التقليدي ومربع أرسطو سوف نرى أن التضاد ليس هو العلاقة الوحيدة بين القضايا، بل هناك ما هو تحت هذا التضاد وهناك ما هو أهم منه أي التداخل … خاصة عندما نرتفع تطبيقيا في سويات الوجود نحو الوجود الحي المتحرك والمتفاعل كالظاهرة الاجتماعية . ولا يصبح هذا المنطق مشكلة كبيرة إذا بقينا  في صعيد العلم ومعرفة نظم الجماد ، لكن حينما نصل إلى الحالة المجتمعية ، يصبح التقييم الذاتي القائم على مفاهيم مثل : صح / خطأ … ربح / خسارة … حب / كره … إيمان / كفر … سلم / حرب … حلال / حرام … رحمن / شيطان … خير / شر … هو حكم قطعي كلي مطلق وليس نسبي ، لا خلط ولا مزج ولا تداخل فيه  ، وهذا ما يتسبب بمشكلة للوعي لأن هذه المفاهيم جزئية وتفتيتية ونسبية وليست كلية ولا مطلقة.

قد تكون الضدية صحيحة لو جردنا كل مفهوم لوحده موضوعا وعزلناه عن غيره ، لكن لكل حدث في الحياة عدة وجوه وله نظم معقدة تتعايش فيها الموضوعات والمفاهيم وتندخل معا في ذات الوقت والمكان والحدث والفاعل ، فالحكم المنطقي في أي قضية اجتماعية يحتاج لميزان ومقارنة وجمع وقواسم ، لا يصلح فيه نظام الضدية وحده المحدد فقط لعلاقة كموم نوع مفهومي واحد ، لأن هذه القضايا تجمع أنواع مختلفة ذات توزع عشوائي غير موحد الجهة  مع محور الخير والحق بشكله المطلق …

Screen Shot 2016-04-26 at 23.53.42

مثلا الحرية غالبا تكون ضد المساواة ، فكيف نوفق في حكمنا على العنصرين معا إذا كانا مطلوبين في قضية واحدة ، فالكثير من المساواة لا يتوازى مع الكثير من الحرية بل يعارضه فكيف يكون الخير إذا؟ عن أيهما نتخلى ؟ كم نترك للحرية وكم نفرض من المساواة ؟ … في السيرة النبوية المساواة المطلقة لم تتناسب مع مصالح الدعوة عندما وزع رسول الله الغنائم … حتى احتج عليه من أصبح مدرسة للفكر الخارجي .

إذن من وجهة نظرنا تبدأ المشكلة من المطابقة بين الوجود المادي والوجود الاجتماعي بعد تبسيطه وتجزيئه ، ورؤية كل مبدأ أخلاقي اجتماعي  أوكل جزء من الحقيقة المجتمعية على حدة، كما هي الفيزياء ( علوم الأشياء غير الحية ) ،أي من دون تفاعلاته مع غيره…وترابط عناصره التكوينية ،  مثلا أن تكون عادلا بغض النظر، وأن تكون حرا بغض النظر، وأن تعمم موقفا متناسبا مع ظرف معين على غيره مما لا يشبهه ، وأن ..  وأن وهكذا  …. نحكم القضايا كل على حدة وبشكل مستقل عن تشاركها وعن شروطها ، فالحكم الجزئي لوحده وبذاته مطلق الصحة،  ومجموع الصحيح صحيح ،الصحيح بكله صحيح بجزئه و صحة الجزئي مساوية لصحة الكلي وهامة مثله، و تقييم الشيء يتم بشكل مستقل عن شرطه وظرفه وكمه ونسبته ، ولافرق في الحكم بين : جزئي وكلي ، قليل وكثير ، صغير وكبير ( كل معصية كفر ، والفارق بين المسلم والكافر ترك الصلاة ، وافطار يوم كافطار الدهر كله).

الفيزياء تصف الواقع الثابت القابل للتجريب والتجزيء ، لذلك مقياسها إما حقيقي ( صحيح ) أو غير حقيقي وغير صحيح وهذا مناسب للمنطق الضدي.  أما في المجتمع فهناك تركيب متفاعل متطور ومتغير، ومحكوم بنظم وقيم أيضا متطورة وغير مطلقة ونسبية …من قبيل  الأخلاق ، المصالح ، الحق ، السلطة … وبالتالي لا يوجد مقياس موحد مطلق نقيس عليه دوما، وكل شيء احتمالي ويقع ضمن النسبي، كما أن تغير الكم قد يغير النوع ، ونفي التركيب يولد تركيبا جديدا .

وعندما لا يصلح تطبيقه تلقائيا، يضطر العقل الدوغمائي لإيجاد صورة مثالية يقيس عليها ، هي هنا حياة الرسول والصحابة التي رسمت كصورة مثالية في الثقافة المتوارثة وحولت لأسطورة نقية تعظيمية ضاربة عرض الحائط بواقعيتها وتاريخيتها ، لتصبح هذه القصة الأسطورة هي المقياس والدليل المطلق الصحة والخالد بشكله ومضمونه ، ويصبح مقدار الصحة والصواب هو مقدار التطابق معها والسير على سنتها . و تقليدها منتهى الغايات و نوعا من مطالب التعجيز أيضا ، فأين للواقع أن يصبح مطابقا للأسطورة ، إنه ضرب من الاستحالة التأسيسية التي تؤسس لتناقض يتسع مع الزمن بين الدين وبين امكانات الواقع التطبيقة ، هو ما يضع كل المؤمنين في خانة المقصرين الذين لا أمل لهم من دون غفران وشفاعة .

إن تغير الأحوال يجعل من كل مطابق مختلف مهما كان هذا التطابق ( لتغير الزمان والمكان فقط ) ويؤدي بالرغم من هذا التطابق الشكلي لنتائج مختلفة بسبب تغير الظروف ، فالوظيفة المفترض القيام بها تتغير آلياتها وضوابطها بتغير الزمان والمكان والشروط المحيطة ، وهذا ما يجعل من التجديد ضرورة لبقاء الحياة ، وهو ما يتناقض مع هذا العقل الاتباعي المطلق الذي يمنع التغيير وينزع للتجريم والاتهام بنقص الدين ، ويبر استخدام العنف وقتل الآخر و الذات ( الارهاب ) حفظا له … نتيجة استحاله تطابقه مع الأسطوره التي رسمها في ذهنه ولا يمكن ولا يجوز تغييرها.

الدافع لاستخدام هذا العقل الرياضي الضدي في الشأن الاجتماعي من قبل رجال الدين والسلطة ، عادة هو الرغبة المفرطة في التقديس والطاعة التي سينتج عنها عفويا الاستبداد و خنق الحرية وقمع العقل المبدع ومنع التغيير وهذه سمة مشتركة بين القداسة والنظم السياسية القديمة السلطانية ، ولكن الشعب يستخدمه أيضا كأيديولوجيا عاطفية ضدية تصبح حاجة بنتيجة المعاناة والأزمات والحروب، التي تدفع للتركيز على عنصر واحد ، فهو عقل حربي صدامي يخدم مصالح الحكام ورجال الدين ، ويجد شعبية ورواجا في ظروف الظلم والقهر والحرمان والأزمات، التي تؤجج الانفعال وتضيق إمكانية التعقل والجدل أو التسامح مع الاختلاف، أو التساهل و التراخي في الالتزامات الجمعية الحرجة.

العقل الدوغمائي، من أجل أن يقتصر على هذه الثنائية الضدية التقسيمية ويعممها يفصل كل قضية على حده..ويصنف الأشياء و ليس الأفعال أو أثرها فينا تصنيفاً تقييمياً ذاتيا، بعيدا عن التجرد و الموضوعية، يشمل هذا التصنيف البشر و الدول و العلوم و الفلاسفة و الديانات و حتى الحيوانات … كل العالم يخضع لتقييم وجودي ضدي أساسه الذات ، فتتحول الذات من مشارك في الوجود إلى ملك حاكم باسم التدين … وبواسطة هذا العقل تخرج الذات من الذات و تتقمص الذات الإلهية و تتحول من مخلوق (ساحة حريته و سلطته دواخل نفسه) إلى ذات كونية حاكمة للغير تحاسبه… تؤله الذات و تولد وتبرر الطاغوت و الاستبداد و التعصب و العنف و الوحشية وكل ذلك باسم الدين القويم ومستمدا منه بتفويض ذاتي  …

نقول ذلك لأنه لا الذات الفردية و لا حتى الجماعية هي الحق ، إنها الخير و الشر معاً ، و الآخر أو الضد ليس شراً إلا نسبياً و جزئياً … الآخر يقترب و يبتعد في صفاته منا ، و هو كما الذات يتغير و يتناقض … وليس لنا أن نقيّم وجوده بل فقط سلوكه معنا . وإذا ترك للإنسان أن يفسد في الدنيا فهذا شرط حريته و امتحانه و بلائه …

محاربة الشيطان إذن ليست في محاربة الآخر فالشيطان فينا و فيه ، و كل من له حرية اختيار قد يغويه الشيطان ، فالنفس أمارة بالسوء …ثمن الحرية وتحمل المسؤولية إذا هو امكانية ارتكاب الخطأ و الشر ، و محاربة الشر ليست في إلغاء الحرية و لا إلغاء الآخر و لا حق الاختلاف و  لا التنوع و لا التغيير ، لأن من يتسلط و يحتكر و يستعبد يصبح هو ذاته شيطانا ويتحول إلى طاغية و طاغوت . احتكار الحرية و السيادة لشخص لا تحوله إلى ملاك  و إمام معصوم ، بل غالباً إلى شيطان  رجيم ، و السلطة عادة مفسدة و المال عدو و القوة تجبر … و الكبر كفر … و العزة لله … و الإنسان عبد خطاء .

في منهج التشاركية والوسطية والاعتدال علينا أن نوجد دوما المشترك الأعظمي لمجموعة قضايا قيمية معا، مثل المساواة والحرية والخير، أي أكبر كمية من الخير والحرية والمساواة معا… وأن نربط كل حكم وموقف مع ظرف حدوثه وانعكاساته على غيره  وامكانات حصوله… وهكذا.   أي أن الوسطية المقصودة ليست حالة وسط بين ضدين … ليست قسمة بين الخير والشر، بل هي القاسم المشترك الأعظم للخير  ، فلا نضحي بالحرية من أجل المساواة … ولا العكس ، فالوسطية هي استخدام العقل ووضع الميزان وحساب كل منافع وكل مساوئ سلوك ما من كل النواحي المختلفة التي تتشارك في وسط اجتماعي واحد ، وهو ما يستدعي العقل والتدبر والحكمة ، و في كل مرةيجب الأخذ بالاعتبار تغير الظروف ومقاديرها ، لذلك هي عملية ابداع مستمرة ، ليس لها مسطرة نقيس عليها ولا نموذج نحتكم اليه ونحن مغمضي الأعين إلا في الظروف الاستثنائية .

في ظروف الحرب والأزمات تختفي كل المتطلبات الطبيعية وتطغى الرغبة في القوة ، وهذا يتطلب التضحية حتى بحق الحياة وفي هذا الظرف يعمل عقل آخر متشدد لا يأبه بالخير بل بالنصر الذي بدونه لا نتوقع خيراً من أي نوع … لذلك نحن اليوم نتقبل بسهولة انتشار هذا العقل وطغيانه طالما نحن في حالة حرب … ( من كان يتخيل أن تنتشر داعش والقاعدة في المجتمع السوري )

فهذا النوع من العقل لا يعمل ولا يشيع إلا في ظرف التوتر ،  فالتوتر شرط ضروري ، وإذا لم يوجد ظرف يولد التوتر طبيعيا ، أصرت الجماعات المتشددة التي تعتمده  على الرحيل إلى حيث يتوفر العنف والأزمات ، أو عملت على توليده اصطناعيا ،  وأصرت على مظاهر الكبت الجنسي والنفسي لكي تستثمره في إشاعة الدوغمائية العقلية والتطرف الفكري ، الذي ينعكس حرابة وعنفا سياسيا ضد الجماعة .

وكما توقع عليه السلام خروج هذا الفكر خارج اطار الدين الذي هو الإسلام ، فقد عبر الخوارج عن ايمانهم الذي لا يشك أحد بقوته ورسوخه، بسلوك وبأفعال عنيفة ضد الاجتماع والجماعة، توصلوا اليها من باب فرط الطاعة العمياء بعقل دوغمائي ، عندما عمموا هذا النمط من التفكير وجعلوا كل خطيئة ومعصية كفرا، إذا حدثت عمدا ، وهكذا تصبح كل المعاصي الدينية (ترك الصلاة وافطار الصوم وأقل من ذلك سفور الرأس ) مجالا للحساب الدنيوي، ليس على المعصيةومقدار ضررها ،  بل على مدلولها وهو نقص الإيمان ونزعة الحرية / الشرك ، فالمتدين عندهم  يصبح مكلفا بالمحاسبة على وجود الإيمان وعلى طاعة الله،  فهو نائبه وخليفته  على الأرض،  وتقع عليه محاربة الردة التي تتجلى في المعصية صغيرة كانت أو كبيرة  … و اقامة شرع الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق كل ذلك باليد والسلطة، حيث يعطي كل فرد لنفسه الحق في استعمال يده لتغيير المنكر .

وفي هذا السياق لا يجب علينا ونحن نقصد الاعتدال أن نبخث هذا العقل حقه، فهو ضرورة للحرب فلا حرب بلا تشدد وتعصب ، وهو المنقذ حين تتكاثر الأعداء وتتراخى الدول والحكام … بما هو قادر على استعصار مقاتلين مجاهدين يحبون الموت والشهادة حب الآخرين للحياة والسطوة … يرهبون عدو الله وعدوهم … يعطون للاسلام هيبته ويديمون بقاءه بالقوة إن بطلت الحيلة… لكن استمرار هذا العقل بعد زوال الحرب ، يولد النزاعات والصراعات ، ويجبر الناس على ترك بعضه أو كله  فيسود الفساد والتراخي في فترات السلم ويكون سببا للانحطاط  بسبب عدم مناسبته لحالة السلم ..

لسان حال العقل الدوغمائي يقول : كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار … فكيف يعيش المجتمع من دون حداثة وابداع … بعد رفع الكتاب المقدس فوق العقل وجعله بديله ، تم تفسيره وشرحه بناء على نظامهم ، فكبلوا الدين والمجتمع والعقل ليخلد سلطانهم لذلك قال ماركس ( الدين أفيون الشعوب ) لكن المشكلة ليست في الدين بذاته كا تصور ماركس ، بل في العقل القارئ والمفسر والشارح  … وبالتالي الثورة المطلوبة ليست ضد الدين بل ضد احتكار عقله وتفسيره وتطبيقه … تماما كما حدث في وجه الكنسية الفاتيكانية على يد البروتوستانت الذين تحرروا من سلطة الكنيسة لكنهم لم يبدعوا عقلا قارئا جديدا بالقدر الكافي ، لكي يبقى الدين مصدر قيم المجتمع … فتقلص دور الدين وانزوت القيم لصالح هيمنة وطغيان القوة .

العقل الدوغمائي إن كان سببا للنصر وقت الحرب ، فهو لن يكون سببا للاستقرار والتقدم في وقت السلم… ولا يصلح أن نتخلى (فعليا دون تصريح) عن الكثير من أمور الدين لكي نصل للاعتدال … بل لابد من نظام عقلي منطقي للاعتدال حتى لا تصبح السياسة من دون دين ولا ضوابط ، خاضعة فقط لنزوات الحكام المشيطنين ، فإن ثرنا عليهم تشددنا لنتمكن من خلعهم ، ولكننا بعد تشددنا وخلعهم، نضطر من جديد لصناعة أصنام غيرهم على شاكلتهم ، كي تتوقف حرب التشدد التي لا نهاية ولا حدود لها . هذا ما يختصر التاريخ العربي الاسلامي منذ بداية الانحطاط ويفسر أسبابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.