يثب

روسيا تبدأ الحرب العالمية الثالثة

 د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

سيسجل التاريخ يوم 30 أيلول كتاريخ بداية الحرب العالمية الثالثة ، فالروس الذين رفضوا سابقا أي تدخل عسكري من دون شرعية دولية ومن دون قرار من الأمم المتحدة ، هم يقومون اليوم بالتدخل العسكري السافر في سوريا من دون هذا القرار ، وهم بذلك يقومون بأيديهم بمسح كل شرعية دولية، ويباشرون حربا عالمية ضد الإسلام والمسلمين ، لا يستطيع أحد توقع شكل نهايتها … والتي حتما ستستنفر المسلمين جميعا لخوض حرب الوجود التي تشنها قوى عظمى عليهم ، والتي هي استكمال للحرب العالمية الأولى التي انتهت باستعمار بلدانهم وتقسيم أمتهم …

كنا نتوقع من روسيا أن تتدخل لحماية مصالحها ودورها في الشرق الأوسط ، لكن بشكل عاقل ومدروس ومتوازن يراعي مكونات المنطقة ويحترم الحقوق القومية والدينية والانسانية لكل سكانها ، لكنها فضلت التدخل الهمجي من منطلق عنصري يعلن العداء المطلق للإسلام والمسلمين من دون تمييز … ومع أن أغلب المسلمين يقفون بشكل واضح ضد التطرف الإسلامي ويسعون لكي يكونوا  شركاء  في الحضارة والسلم ، ويسعون  لمعالجة الظروف التي ولدت هذا التطرف والتشدد ،لكنهم  وبسبب  مثل هكذا موقف عدائي وسلوك همجي فهم مضطرون للوقوف صفا واحدا في مواجهة غطرسة عنصرية لا تميز الخبيث من الطيب ، ولا تقبل بوجود الآخر ، ومد يد الصداقة له من باب الاحترام والحقوق المتبادلة …

تعهد المسلمون بغالبيتهم المشاركة في معالجة ظاهرة التطرف والتشدد عبر التعاون لسحب البساط والذريعة منه ، والتي تتطلب عملا دؤوبا لتغيير ظروف البلدان الاسلامية ، ومنع الظلم والاضطهاد عنهم ، ونشط مفكريهم بشرح  لماذا يتولد هذا التطرف كرد فعل على سلوك عدواني وهمجية تمارس ضدهم … وأن الإسلام الذي هو دين الرحمة لم يترك المسلمين من دون وسائل القوة التي تحميهم من الطغيان ، فقد حمل في ثقافته العناصر اللازمة لتوليد نزعة الجهاد والقتال والشهادة التي تتنشط وتعود للظهور كلما اشتدت المظالم …

وطالما أن الآخر الحاقد لم يفهم ولا يريد أن يفهم ، وأخذته العزة بالإثم ، وقرر استباحة دماء الشعوب ونصرة الطغاة وأظهر حقده الأعمى ، فقد صار لزاما على المسلمين جميعا أن يلغوا الاختلافات بينهم  ويهبوا جميعا لمقاومة هذه الهمجية الخارجية مهما كانت مبرراتها ودعايتها … فالحرب عليهم جميعا قد أعلنت وقد بوشر بها قولا وفعلا … وروسيا اختارت أن تكون العدو الأول للمسلمين كل المسلمين وسط فرح الدول الغربية وصمتها المريب ، ودخلت حربا عالمية ضد الإسلام وباشرت استخدام قوتها العسكرية لابادتهم وتهجيرهم من أرضهم ومدنهم التاريخية ، بالتحالف مع النظام الإيراني والسوري الذين خانوا شعوبهم ودينهم … وباشرت أولى عملياتها ليس في الحرب ضد داعش بل ضد أهالي وثوار حمص وحماه الذين عانوا الويلات من همجية النظام وشبيحته … وهم الآن عرضة لهمجية أشد وأشرس هي همجية روسيا المافيوية الملحدة بكل القيم والأخلاق …

لن يهزم دين الاسلام الذي يؤمن به خمس سكان العالم ، ولن تهزم العروبة التي حملته كمون ثقافي مؤسس لها ، ولن يكون الشرق الأوسط الا لأهله التاريخيين … لكن مغامرات الحمقى من أمثال هتلر والخامنئي وبوتين هي التي ستهزم على يده  بإذن الله ، وستكون هذه الحرب بداية عودة مجده وعظمته … ومقدمة لعالم جديد محكوم بالقيم والحق وليس بغطرسة القوة … هذه هي رسالة الاسلام  ومهمة المسلمين الذين وقع عليهم واجب حمل هذه الأمانة ، والذين لم ولن يكونوا همجيين وعنصريين وحاقدين كغيرهم … بل هم من حافظ على التنوع والتعايش بين الشعوب والقبائل والفرق والطوائف ورعوه عندما سادوا الحضارة  ، وسيعودون لذات الرسالة بإذن الله …

والرد المتوقع استجابة للنقمة الشعبية الهائلة التي سيعبر عنها كل المسلمين سيكون بوقف كل عمليات التقاتل بين المسلمين أو بين الفصائل الاسلامية ، ووقف كل العمليات العسكرية ضد داعش وغيرها من قبل كل الدول الاسلامية ، وقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع كل الدول الغازية ، واعتبارها دولا معادية في حالة حرب ، ومن يتوقع غير ذلك  ويراهن على جبن المسلمين وخذلانهم لبعضهم عليه أن ينتظر ويرى ، والله الموفق والمعين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.