يثب

ثورة -2

د. كمال اللبواني 
Kamalسيذكر التاريخ يوم 3/1/2014 كانطلاقة ثانية للثورة السورية .. وقد فعلها أهل جبل الزاوية، فهم ليسوا أول منطقة تحررت بالكامل فحسب، بل هم من كسر حدة الهجوم المضاد الذي حاول اكتساح كل المناطق المحررة، والذي تحطم أمام صمود ثوار جبل الزاوية، ولتعود بعد ذلك الصمود الأسطوري مسيرة التحرير كرتها، وها هم اليوم قد فعلوها ثانية يوم انتفض أبطالهم بعزم وعزيمة، في وجه الفئة التي تمادت وحاولت أن تفرض سلطتها بالخوف والترهيب..
البعض منا حاول التماس العذر لهذه الفئة، وحاول أن يثنيها عما تقو به بالنصيحة .. لكنها كانت في كل مرة ترفع مستوى عنفها وإجرامها بحق الجيش الحر وقوى الثورة والمواطنين … لكن عندما وصلت أيديها لجبل الزاوية. أخرجها الله منها مدحورة بعد مواجهة بطولية، كسرت من شوكة الغي والضلال، وشجعت باقي أهل الحق على متابعة العمل لتفكيك هذا التنظيم الغريب العجيب الذي لم نفهم له منطقا، حتى تبين مقدار تغلغل أجهزة العدو في قيادته … وها نحن كلنا أمل أن ينتهي هذا التنظيم ويتفكك ويعود عناصره لإخوتهم وأهلهم الذين لن يظلموهم.
نعم أهل هذا الجبل الشجعان ورجاله الأشداء أهل البأس والحرب والإيمان فعلوها وحققوا ما أدهش العالم .. بأيام قليلة أسقطوا الوهم، فسقطت سلطة الخوف لأنها تنهار بانهياره .. فاشتد عود الثورة وحمت ظهرها، وتلاحمت قواتها وفصائلها وجبهاتها، واحتضنوا رفاقهم في الجهاد، الذين عادوا، بعد أن تبين لهم .. تاركين وراءهم تجربة مريرة مع تنظيم عجائبي غريب عن بنية المجتمع وسلوك المتدينين .. نعم كل الشكر والامتنان لهؤلاء الذين جددوا لنا ثورتنا ورفعوا رايتها عاليا، وبهت الذين ادعوا أن سوريا موطن الإرهاب، وأن دعم الأسد هو الخيار الوحيد البديل عن الإرهاب .. وكل هذه المواقف التي سارع الغرب لتبنيها كحقائق مستعجلا في مسيرة إنقاذ الأسد الذي يحب..
وتزامن ذلك مع أداء بطولي في أكثر من مكان، وتبعتها بأيام قليلة انتفاضة سياسية ضد الفساد والتبعية لاستعادة القرار الوطني، ورفض الهيمنة، ورفض خيار الذل والعار خيار جنيف والحوار مع النظام … نعم هي سوريا بشعبها البطل الذي نفض الغبار عن ثورته وجدد روحها ودماءها وانطلق بها انطلاقتها الثانية المظفرة بإذن الله.
اليوم ما نحتاجه عسكريا هو الحوار مع شباب النصرة لإعلان فك ارتباطهم الرمزي بالقاعدة، لأن في ذلك مصلحة كبيرة للثورة ولهم، وفيه فتح لأبواب الدعم للثورة ورفع للحرج الذي يقع فيه أهل الخير الذين يخشون وضعهم على قائمة دعم الإرهاب، كما يبطل مقولة إن الخيار بين الأسد والقاعدة التي روجت لها روسيا، ليصبح الخيار بين الإرهابي المجرم وحلفائه، وبين الشعب السوري العظيم..
وما نحتاجه سياسيا هو تشكيل جسد قيادي جديد عسكري – سياسي في الداخل يستعين بمن هم في الخارج. ونحتاج لوضع خطة وثوابت نسير عليها للتحرير الكامل وإسقاط النظام وطرد الغزاة وإشاعة السلم القائم على العدالة…
نعم يجب أن يعيد الجميع حساباتهم …. فما قبل/2014 /3/1، ليس كما بعده، وبارك الله بكم وبكل ثوار سوريا ومجاهديها وأنصارها. والله الموفق.
2014/1/12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.