يثب

جنازة الغائب تقام في الرياض … عظم الله أجركم

د. كمال اللبواني

مثَلُ المعارضة السورية المجتمعة في الرياض كمثل الذي يسمع اعلان وفاة فيترك عمله ويتوضأ كيفما اتفق  ويسرع لحضور صلاة الجنازة، التي لا سجود فيها ولا يتشرط لأدائها طهر المكان . وكما تسير مواكب الجنازة الاسلامية مستعجلة الخطى حيث إكرام الميت في تعجيل دفنه … تسير التحضيرات لعزومة الرياض على عجل وكيفما اتفق … فالصلاة هي صلاة جنازة الغائب على ميت مفقود هو الشعب السوري… الذي يشعر بالحزن والأسى لوفاته وعدم تمكنه من حضور مراسم دفنه، بل على ترك جثته تنهشها الكلاب الضارية.

وللحصول على أجر الصلاة على هذا الميت المخطوف رغب الكثير من أهله وذويه بالحضور وشمروا أكمامهم وهموا بالوضوء عندما سمعوا النداء من مئذنة الرياض … ولكن لكونها تقام في مقام بعيد انتظر هؤلاء المحزونون الدعوات، ولكونها فرض كفاية اكتفى الداعي بدعوة العدد المطلوب لتحقيق نصاب الكفاية فقط ، ممن سمع به أو شاهده يوما على شاشات المحطات الناطقة بالعربية، وقرأ تحت اسمه صفة معارض سوري حتى لو كان في حقيقته من رجال علي مملوك وشركاء رامي مخلوف… أو لا يعرف سوريا أصلا .

الجهة الداعية عظم الله أجرها غير ملومة لكونها تعتمد حتى الآن نظام البداوة السياسية، فالتمثيل في مجتمعها سهل جدا وبسيط ، يكفي أن تدعو شخصا من كل قبيلة، فهي لا تمتلك خبرة بالمؤسسات السياسية والمدنية ولا بأنواع أخرى من التمثيل ولا بآلياته كالانتخاب والتفويض الحر … كما أن الفريق المشرف على توجيه الدعوات من السوريين المقربين للجهة الراعية، هم  ذاتهم الذين تعيشوا على دعمها وتمويلها واستخدموا هذا المال والدعم بطريقة أنانية مفسدة ظهرت جليا في مؤسسات المعارضة وما تزال، ومع ذلك لم يتم استبدالهم أو محاسبتهم بسبب الأعراف البدوية ذاتها …

جميل أن نرى هذه الأسماء السورية التي أدمنت الصراع والتنافس والتناحر مجتمعة معا هناك، لكن كنا نتمنى اجتماعها في مناسبة أخرى سعيدة، كما أن هذا النوع من الدعواة الاعتباطية الذي لا يعتمد أي معايير تمثيل ولا نسب، ولا آليات اختيار تهيأ لمن يراد تمثيلهم بطريقة مشروعة، لا يرتب أية مسؤولية على عاتق المجتمعين، فهم جاؤوا بذواتهم وشخوصهم ، وليس لهم أي صفة اعتبارية، وهذا بذاته هو اعلان مسبق عن الفشل، ووفاة قبل الولادة داخل الرحم ، فالمرحوم الذي مرض ومات على ما يبدو ليس فقط سوريا وثورتها، بل حتى جنازتها في الرياض قبل أن تنعقد بحالة طارئة رغم أنها جنازة غائب …

لنتخيل اجتماعا يريد تقرير موقف وطني مشترك بهذه الخطورة ويعبر عن المعارضة (أي الثورة التي شاركت فيها قوى شعبية وطبقية وأهلية مختلفة ) ، يدعى اليه شخصيات لم تكن معارضة في يوم ، بل اندست في صفوف المعارضة الخارجية ، أو شكلت كياناتها برعاية النظام السوري ، وشخصيات ليست سورية الا بالإسم … فالنظام عمليا وبعد استعراض الأسماء المدعوة ما يزال يحرك الأغلبية  في من دعي لاجتماع المعارضة في الرياض. ولنتخيل أنهم اختلفوا على بند ( مثل شرط رحيل الأسد الذي ستطرحه المجموعة العسكرية) فكيف سيحل هذا الخلاف، ما هي آلية اتخاذ القرار؟ فإذا كان التصويت كما هي العادة ، فهذا قبل إجرائه يتطلب العودة لطريقة ونسب تشكيل الهيئة التي ستصوت ذاتها … فعلى أية معايير جرى جمع هذا العدد وبهذه الطريقة ، ولتمثل من ؟ النظام ؟ الدول النافذة ، أم المعارضة؟ أم مجمل الشعب السوري ؟؟؟؟ … التركيبة فعلا هي عبارة عن تشكيلة اعتباطية من شخصيات اعلامية متنوعة ليس أكثر . يراد لها أن تمثل الثورة والمعارضة ، وتتحدث باسمها . وهنا المشكلة البنيوية التي سترتب عليها عكس الغاية المرجوة والتي جعلت البعض يتفاءل باجتماع الرياض. المعيار الأساسي المعتمد ببساطة هو شرعنة وضع اليد على ورقة المعارضة السورية برضا الدول النافذة ، وليس تمثيل الثورة السورية، والنتيجة أن وفد المعارضة لن يكون سوى وفد مهادن للنظام ، وسيجلس وفدي النظام في فيينا ويقوم النظام بمحاورة نفسه، والغائب الدائم وعلى الدوام هو المعارضة الحقيقية المعنية.

في الواقع هذا الاجتماع هو اجتماع شكلي وكرنفالي، لن يناقش ولن يقرر أي شيء ، هو فقط مشاركة في حفل ومراسم دفن رمزية للثورة السورية ، وتناول وليمة مأتمها، وإعلان لنهايتها وانتصار النظام عليها…. نقول هذا مهما كانت الوثائق التي ستخرج عنها، فهي لا تلزم أحدا طالما لم تعتمد كمرجعية للتفاوض من قبل الدول الراعية، فهي مجرد شروط مسبقة ذاتية ومطالب ليس أكثر، فالذي سيجري بعد تشكيل وفد المعارضة هو الأساس وهو واضح ومعلن في مواقف الدول، وفي مرجعيات عملية التفاوض وأهدافها المحددة ببيان فيينا، والواضح جدا من تصريحات المسؤولين الغربيين الصادمة أن مجرد الدخول في اللعبة والقبول فيها تحت سقف هذا البيان هو اعلان لانتصار النظام وموت الثورة السورية.

والأهم في هذا (الاجتماع الجنازة ) أن الوصية جاهزة ، كما كان نظام وقيادة الائتلاف جاهزين قبل اجتماع الدوحة. وما على الحضور باسم سوريا سوى سماع الوصية وتطبيق بنودها ، ومن يرفض ويتذمر فقوات التدخل السريع تجلس في البهو الآخر وسوف تستخدم سياسات التخجيل بكرم الضيافة والمراسم ، أو اللخم الديبلوماسي الذي يبدد كل المخاوف والذي يشبه تطمينات طبيب العمليات الذي يقف فوق مريضه المنهك المسجى الذي بوشر في تخديره قبل أخذ تفويضه… وبعد ذلك إذا أصر أحد من المعترضين، يمنع من التداخل بالاتفاق مع مدير الجلسة، ويمنع أيضا من كل وسائل الإعلام العربية والعالمية كما حصل مع المعترضين على الذهاب لجنيف، ممن لم تنجح معهم السياسات السابقة، وركبوا رأسهم فاستبعدوا كليا من تمثيل المعارضة، واستثنوا أيضا حتى من حضور جنازة ثورتهم في الرياض.

حضور هذه الجنازة والقبول بالوصية، لن يكون مشكلة عند غالبية من تمت دعوتهم ، لأنهم في غالبيتهم مشتتون في دول العالم ومنقطعون عن الناس وليس عندهم أحزاب تسألهم ماذا فعلتم، فأحزابهم مجرد أوراق، وليس لديهم حتى أسر  تنتظرهم لتسمع منهم فجلهم  ممن تسيب أو تطلق أو هجر… المشكلة ستكون عند من سيُسأل حين عودته وهم قلة تنحصر في  فريقين فقط : الأول الجناح العسكري الذي يمثله عدد من (محبي الظهور أيضا)  لكنهم ملتزمون بالعودة لمنظماتهم، والثاني هو وفد معارضة الداخل الذي سيعود مباشرة لمكتب علي مملوك ليسمع منه التوشيحة المعروفة فيما لو خرج المؤتمر عما رسم له … ومن بقي وهم الأغلبية المطلقة يشبهون من ضيع جحشة خالته، لا أهل له ولا مرجعية ولا يمثل سوى بطنه … فإذا امتلأ صلح حاله وصدر قراره .

في الرياض سيخدع الشعب السوري  كما خدع في الدوحة يوم تشكيل الائتلاف، بوعود كاذبة عن الحل ورحيل الأسد والدعم واعادة الاعمار والدستور والانتخابات الحرة، بينما سيذهب فريق محدد ومحضر سلفا ليفاوض نيابة عن هذا الشعب، ويعيد الشرعية التي أعطيت له زورا وحرجا من قبل الدول الداعمة، ويقدمها بدوره المرسوم له لحكومة النظام الانتقالية التي ستُفرض على الشعب كحكومة وحدة وطنية، تحت اشراف الأسد وبمشاركة من سُمّوا زورا بالمعارضة، معلنة بشكل واضح وعملي نهاية الثورة وبقاء الأسد، الذي ستصبح معارضته ارهابا يواجه بالتشبيح الدولي، بعدما كانت ارهابا يواجه بالتشبيح الأسدي فقط ، الأسد الذي سينعم بالحصانة المطلقة والمكافأة على قتله وتشريده شعب سوريا … وكل هذا يتم باسم المعارضة وبموافقتها في واقع الحال وبكل أسف، مهما كذبتم علينا أو كذبوا عليكم .

ما سيترتب على عزومتكم التي تسولتم دعوتها من مخابرات الدول التي وكلتكم، هو ذبح الثورة السورية والتضحية بكرامتها والتنكر لدماء شهدائها …. ولا شيء ينقذ الحضور من تهمة الخيانة هذه التي سيحاسبون عليها في الدنيا والآخرة سوى أن يعلنوا موقفا واضحا من النظام والاحتلال الروسي والإيراني، ويطالبوا بتطبيق القانون والعدالة بحق القتلة والمجرمين والمحتلين كمقدمة للقبول بأي حل أو وقف لاطلاق النار … ثم ينسحبوا جماعة قبل الجلسة الختامية التي محسوم فيها التصويت لصالح كتلة علي مملوك التي صارت أغلبية في تشكيلة المعارضة الجديدة بمساعدة الدول والديبلوماسيين المنتظرين في البهو .

هكذا فقط لا تلفظ الثورة السورية آخر أنفاسها ، ويدرك من ظن أنها قد ماتت ووضعها على نعش الحل السياسي الذي صنع لها خصيصا في فيينا،  أنها ما تزال تتنفس حتى وهي فوق خشبة المغتسل، وأنها قد تدفن لكن حية … وهكذا فقط لا تكونوا أنتم من كتم آخر أنفاسها بأنانياتكم وسذاجتكم، التي ستصدق كذبهم للمرة المئة، فلو كان فيهم الخير لظهر وبان ولما استمرت المذبحة خمس سنوات عجاف…

سوريا دوليا يفترض أنها ماتت، و المطلوب دوليا اليوم ليس الحل الذي يعيدها للحياة، بل أن لا يتسبب تقاسم تركتها بصراع دولي وحرب اقليمية وعالمية … فبزار فيينا هو على تقاسم التركة بين الدول، ودور المعارضة التي استدعيت للرياض أن تشارك في هذا العهر الدولي غير المسبوق، وتقول أن الشعب السوري هو الذي اختار هذا المصير والمستقبل ولم يفرض عليه، بدليل اجتماعهم جميعا في الرياض، وتوافقهم الحر على البرنامج والوفد المفاوض ، والذي سيتكون من شخصيات تملك جنسيات أجنبية ، ولا هم لها سوى خدمة مصالحها الخاصة وبلدانها التي تعيش فيها وتتوكل عنها …

مهمة جنازة الرياض هي هذا بالضبط … و أوهام منظمي هذه الجنازة ستصطدم بالحقيقة التي تقلع العيون وهي أن من سموهم بالمعارضة السورية ودعوهم لنعي ثورتها . هم ليسوا سوى غثاء . وأنهم إن يخدعوا إلا أنفسهم وإن يصدقوا إلا كذبتهم ، وأن الثورة التي انخرط فيها الشعب وحملت السلاح ودفعت ما دفعت ليست مالا سائبا يسهل سرقته بالإغفال، بل هو حلال محروس ومذود عنه بالبندقية والصدور … فالأنظمة قد يسهل قلبها، والانتخابات قد يسهل التلاعب فيها، لكن الثورات يصعب السيطرة عليها من دون افسادها وتخريبها من الداخل … وهذا بالضبط ما نشاهد نتيجته متجسدة في شخصيات ومعايير وأهداف المجتمعين في الرياض بكل آسف وعتب على رموز كان يفترض بهم أن يحملوا الأمانة بشكل آخر.

ومن يرفض هذا التوصيف من الرعاة أو من الرعية، فليراجع ويتذكر مواقفه هو وتصريحاته السابقة التي تدين هي بذاتها ما يفعله هو بذاته هذا اليوم ، لذلك يقع على كل (المشاركين بحكم الظروف) وليس بتفويض صريح من صاحب العلاقة الشعب المسكين المغيب المذبوح ، ومن يريد منهم اظهار البراءة من هذه الخيانة ، فليس أمامه سوى تسجيل موقف واضح معلن ومسؤول ، يعلن فيه عدم قبول تمرير أي وثيقة أو تفويض بالحوار مع القاتل ومع الاحتلال (بحجة أو بوعد أو بتصويت أو أغلبية )… فالكفر والإيمان والخيانة والإخلاص  لا يحددهم عدد الأصوات.

للتاريخ ، أنتم تذهبون لشرعنة الوصاية الروسية على سوريا، وبيع دماء شهداء الثورة، واعادة انتاج نظام القتل والفساد، وتبرئته من جريمته بحق كل سوريا… ومجرد موافقتكم على بيان فيينا سوف تؤدي إلى ذلك … ولا يجوز لكم اتباع أو لوم الدول الشقيقة التي أصبحت مهددة وجوديا، وصارت تخشى على نفسها، والمملكة دولة ذات مصالح ، وقد تكون مجبرة على القبول بأقل الخيارات سوءا، لكنكم أنتم غير مجبرين على الإطلاق، وليس لديكم ما تخسرونه بعد ضياع بلدكم وتشرد شعبكم ، وغير مضطرين لقبول أي حل ومهما كان ، أو شرعنة الخيانة على حساب أهلكم ، إلا إذا هانت عليكم مصيبتهم وكرامتهم. لتفعل الدول ما يحلو لها، لكن ليس بموافقتنا فنحن أهل الميت وأولياء الدم. وسنعتبر أي سلطة لا تعبر عن ارادة الشعب ، هي سلطة انتداب واحتلال ونتعامل معها على هذا الأساس، فإذا عجزتم عن مساعدة الضحية فلا تساعدوا الجاني.

نحن نتوقع من الدول المجتمعة في فيينا أن تعلن صراحة انتصار النظام وموت الثورة، ووضع سوريا تحت الانتداب الروسي الإيراني بعد أن احتلوها فعلا ، لكننا نأسف أن تكونوا أنتم من يقوم بشرعنة ذلك باسم المعارضة السورية ومن دون أن تحصلوا على تفويض صريح وشرعي من الشعب … سبق لبرلمان سوريا عام 1947 أن انتزع استقلالها موحدة من فرنسا في عصبة الأمم ، بينما اجتماعكم في الرياض سيعيد وضعها تحت الوصاية الروسية ويكرس احتلالها وتقسيمها ... لذلك فغالبية الشعب السوري لن تعترف بكم ولا بقراراتكم، وتستمر في النضال من أجل حريتها واستقلالها ووحدتها ولن تكون حطبا في أي من حروبكم … فعدونا هو من سلب حريتنا وقتل أبناءنا واحتل بلداننا ، عدوهم لا يعنينا وعليهم اقتلاع أشواكهم بأيديهم . والجيش الحر ليس جماعة مرتزقة ليقاتل تحت حماية الطائرات الروسية . إنهم متطوعون يدافعون عن أنفسهم وأسرهم وقراهم ولا تعنيهم أي معارك أخرى ولا أي مشاريع اقتسام دولية في المنطقة.

أخيرا نصيحة لكم ولكل الدول العاهرة التي تسوق لبقاء بشار وزبانيته بعد قتل مليون مواطن وتشريد عشرة ملايين ، وتكرس الاحتلال والتقسيم الذي أصبح واقعا لا رجعة عنه: إذا ماتت سوريا فلتحيى بلاد الشام ، والتاريخ لن يعود للوراء ، اعلموا أنه وبحسب احصاءات منظمة العفو الدولية فإن 160 الف شاب من شبابنا تم خطفهم وقتلهم في سجون النظام ، وأرواح هؤلاء ستلاحقكم لعنة بلعنة .. ولن يقام سلم من دون عدل، فالقصاص من المجرمين هو أساس الحياة الاجتماعية الانسانية التي تتدهور حتما للوحشية من دون عدالة … والطريق الذي تسيرون عليه سيوصلكم حتما لتعميم الخراب والجريمة … فدار الظلم فانية ، والظالم الذي تقدمون له التنازلات سيزداد غطرسة ويتمادى عليكم ، وأنتم جميعا ذاهبون بخطاياكم لحرب طاحنة ستدمر عواصمكم وبلدانكم ونظمكم، ولن ينقذكم منها سوى تقوى الله واتباع الحق واقامة العدل وصيانة القيم، التي دستم عليها كدول ونظام عالمي ظالم وفاسد وعاهر، وبلا ضمير ولا أخلاق ولا قيم تجسدت جميعا في بيان فيينا وما تلاه والذي قرر دعوتكم للرياض لتسيروا في ركبه. فلا سكتت ألسنة الحق .

بالأمس تم نعي بغداد وبيروت واليوم يتم نعي صنعاء ودمشق ، ولا ندري متى وأين سيتم نعي القاهرة والرياض واستانبول  إذا ما تابعتم مسيرتكم هذه ،مسيرة الاستسلام للباطل والاذعان للمتغطرس والتدليس له.  أما شعب سوريا وشعوب المنطقة المظلومة فحسبها وناصرها هو الله وحده ، والله غالب أمره، وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.