د. كمال اللبواني

الكل يسأل من هي المعارضة المعتدلة، ويبحث عن تصنيف القوى الموجودة على الأرض، لكي يحدد من يساعد ومن يقاتل، بعد توجه الجيوش الأجنبية، وقيام التحالفات العسكرية، للتدخل السافر في سوريا التي أصبحت مشكلة أمنية للكثير من الدول.

فسوريا تقع في وسط العالم والصراع فيها يختزل التنافس العالمي ، لذلك هناك خشية أن يصبح هذا الصراع فيها وعليها شرارة لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

سابقا عندما حاول الشعب السوري الحصول على حريته وكرامته، واجهه نظام القمع والفساد بعنف طائفي وحشي، مما سرع نمو الحركات الجهادية الاسلامية التي تلقت أيضا الدعم من دول الخليج التي تخشى أن تطرق قبضة الحرية أبوابها أيضا.

انقسم الشعب السوري بين من استمر في دعم الثورة مهما كان شكلها وعلَمها ( بشكل خاص فقراء العرب السنة في الريف وفي مدن الصفيح ) وبين من اختار البقاء تحت خيمة النظام ( العلويون والأقليات والطبقة المنعمة الفاسدة ) … لكن الأغلبية حاولت تجنب هذا الصراع العسكري بالعودة للصمت أو بمغادرة البلاد .

بعد ذلك تعقدت هذه الصورة البسيطة بالتدخل الخارجي خصوصا من حزب الله وإيران ، والتي استدعت مباشرة أو بشكل غير مباشر الجهاديين العالميين الأكثر تعصبا، وغطت على الحقائق بالكثير من الأكاذيب والخدع المضللة.

وهكذا أصبح من الصعب فهم الحالة السورية، ليس فقط بسبب التشويه الحاصل بفعل الدعاية الآيديولوجية، لكن أيضا بسبب الاستثمار السياسي الهائل من قبل المتدخلين الخارجيين.

فعندما ننظر للخريطة والجبهات سوف نسيء فهم الحقائق الواقعية: حماه مثلا هي المدينة السنية الأكثر تشددا ما تزال مع النظام ، دمشق أجزاء كبيرة من مدينة حلب … ليس بسبب كونها تدعم النظام، كذلك الرقة ودير الزور التي لا تدعم داعش، من جهة أخرى الكثير من العلويين الذين يدعمون النظام هم يفعلون ذلك لأنهم لا يملكون خيارا آخر، ادلب وحمص لم تكن حاضنة للتشدد الديني … بشكل عام يمكننا القول أن سوريا هي اليوم تحت حكم العصبويات: ميليشيات النظام ، ميليشيات ايران ، داعش ، كذلك المنظمات الجهادية المتحلقة حول الأمراء.

كما أن شكل المجموعات المقاتلة ليس ثابتا أيضا، بل يتحرك مع مصادر الدعم، لذلك لا قيمة لأي خريطة أو أسماء أو احصاءات …. لأن الوضع دائم التغير والخداع… وأي دراسة ستصبح مضللة وخاطئة فقط بمرور الزمن.

مطالب السوريين هي كمطالب أي شعب، لكن من يمنعهم منها، والطريقة التي يتم منعهم بها، هي من تحدد ردة فعل الشعب وسلوكه : القمع الوحشي أوجد المجموعات المسلحة التطوعية المحلية ( الجيش الحر ) الذي كان يشكل الأغلبية الكبرى للمقاتلين في البداية، السلوك الطائفي للنظام أوجد وعزز الأيديولوجيا الاسلامية الجهادية، التدخل الإيراني استدعى التدخل التركي والخليجي، العدوان الروسي وحّد المقاتلين تحت علم القاعدة الجهادي.

ظاهر الحالة لا يعبر عن الفعل بل يعبر عن ردة الفعل، لأن الفاعل الرئيسي ما يزال هو النظام الذي يتحمل كامل المسؤولية عن كل ما يجري، وما بقي ثابتا ومستمرا هو رغبة هذا النظام في القتال بكل الوسائل، وكذلك أيضا رغبة الشعب بالحرية والكرامة مهما كان الثمن.

النظام في سوريا يعتمد على جيش ضخم قيادته طائفية، وأجهزة مخابرات مسلحة، أيضا يستعين بميليشيات شعبية تتبع نظريا لحزب البعث، كذلك اعتاد النظام على التعاون مع عصابات غير حكومية (يفترض أنها معادية له) لكنها تنفذ له ما يطلبه منها دون أن يتحمل المسؤولية، بعضها اسلامي جهادي كداعش، وفتح الاسلام، ويعضها قومي كال بي ك ك ، وطائفي كالشبيحة وفرقة من الدروز . النظام يعمل كمدير للعصابات في سوريا ، لذلك فإن فشل الدولة السورية ليس جديدا.

الفشل في تأسيس نظام سياسي وطني، وإقامة سلطة القانون قديم وليس بسبب الثورة التي رفعت شعارا واحدا هو تحطيم هذا السجن ( الشعب يريد إسقاط النظام ) .

حتى الآن لا نستطيع تحديد أي ميليشيا طائفية من الأقليات مستقلة عن النظام، كذلك الميليشيات المعارضة  أصبحت طائفية كردة فعل على مجازر النظام … لذلك فالصراع الرئيسي في سوريا ما يزال بين النظام والشعب، وأي مبادرة للسلام لا تلحظ ذلك سوف تفشل وتطيل فقط أمد الصراع، كما حصل في الشهر الماضي في فيينا.

المجموعات المعارضة المسلحة تتكون من قسمين رئيسيين متمايزين :

• – القسم الأول : مجموعات مسلحة تطوعية محلية ( الجيش الحر ) تصنف كمعتدلة لأنها مستقلة وطنية غير مؤدلجة .. ولذلك فهي تعاني من نقص شديد في التنظيم والدعم . فالدعم الخارجي ما يزال يذهب للإسلاميين عبر الأحزاب والتنظيمات الاسلامية التي تتحكم عمليا بمؤسسات المعارضة (الحكومة المؤقتة والائتلاف والمجلس العسكري ) .
• – القسم الثاني : المجموعات الجهادية المؤدلجة التي تحظى بدعم خارجي غير مباشر مستمر وثابت ، أو أصبحت تمتلك مصادرها الخاصة ، والتي تتصرف كدول أو أمارات حرب، كلها متشدد وعنيف وقابل لاستخدام الترهيب، لكنها في ذات الوقت تدافع عن الشعب في مواجهة عدوان النظام : ( النصرة ، أحرار الشام، جيش الفتح ، أجناد الشام ، الجبهة الشامية، وجيش الاسلام … ) أما داعش فهي موضوع مختلف ( قادمة من العراق منفصلة عن المجتمع ، عنيفة تجاه الشعب، نادرا ما تقاتل النظام، ولها سلوك مشبوه وعلاقات سرية مع النظم في طهران وبغداد ودمشق)  تتصرف كدولة احتلال بالطريقة ذاتها التي يتصرف بها حزب الله والميليشيات الشيعية والبي كي كي والمنظمات المشابهة .

لتصنيف أعضاء المنظمات الجهادية (المتشددة وفقا لمعايير فيينا) ، لدينا ثلاث أصناف :

• – 10% ممن يرفضون القتال تحت أي علم آخر غير علم الجهاد العالمي، معظمهم مهاجرين، القضية السورية ليست الهدف بل الوسيلة .
• – 30% قد يقبلون بالقتال تحت رايات أخرى بشروط خاصة (منها تأمين الدعم اللوجستي مثلا)، هذه الشريحة تمثل المتعصبين السوريين، نصفهم أصبح متعصبا بسبب الوحشية والحرب ولم يك كذلك من قبل.
• – 60% أجبروا بضغط الظروف والحصار على القتال تحت الرايات الجهادية، لكن لديهم أهدافهم الوطنية الخاصة ، وهم في أغلبهم من المعتدلين الذين انقطعت بهم السبل فغيروا ولاءاتهم ظاهريا بانتظار تغير الظروف . ( لاحظ هنا أن الوضع في الجنوب مختلف كثيرا فقط بسبب تأثير نفوذ دول الجوار )

عندما نبحث عن المعارضة المعتدلة يجب أن نلاحظ الضياع التام للمجتمع السوري ( كبنية اجتماعية سياسية ، ومؤسسات )  بسبب الحرب الهائلة، والاحتلالات، الارهاب، التهجير، والهجرة، والتمثيل الكاذب أيضا … لذلك لا أحد يستطيع أن يجد تمثيلا مقبولا أو شرعيا للسوريين الآن … هذا يحتاج لاستثمار بعيد الأجل في الإدارة والتنظيم واعادة الحياة الاجتماعية الانسانية الآمنة. من دون ذلك معظم الدعم والنفوذ الاقليمي سوف يساعد الأيديولوجيات المتشددة في نهاية المطاف وليس المعتدلين.

في كل حال، هذه التي ترونها ليست سوريا … العلويون ليسوا النظام ، الشيعة ليسوا ايران ولا حزب الله ، الكورد ليسوا البي ك ك . وكذلك السنة ليسوا القاعدة أو داعش . سوريا الحقيقية يمكن مشاهدتها داخل المدن المحاصرة في الداخل، أو في مخيمات اللجوء في الخارج … معظم السوريين يشبهونني (وجدوا أنفسهم مطرودين خارج بيوتهم وخارج قضيتهم التي يتلاعب بها الغريب والقريب ).

الائتلاف المضحك يمثل وكالات الاستخبارات الدولية ومصادر التمويل، لذلك هو دائم التنازع والصراع، وينقسم إلى قسمين رئيسيين هما (النفط والغاز)، المنظمات الجهادية هي أيضا لا تعبر عن تطلعات الشعب السوري، وبكل تأكيد النظام المجرم أيضا.

الذين يفكرون أنه يتوجب ترك هؤلاء المتعصبين يستنزفون بعضهم البعض لا يلاحظ أنهم قد أصبحوا أكثر نفوذا وقوة وانتشارا مع الوقت … من يُستنزف فعلا هو الانسانية والمجتمعات وقيمنا وأمننا.

انتشار الجهل والفساد وغياب سلطة القانون يفاقم ثقافة الجريمة والوحشية، خاصة عند الأجيال الشابة… مما يجعل الوقت ليس في صالحنا، ناهيك عن الثمن الانساني الباهظ لسياسة الانتظار… عمليا لا حل سحري يمكن أن يصنع في جنيف أو فيينا، ولا معنى لاستخدام المجرمين في تأسيس العدالة، ولا حكمة في اعادة تصنيع النظام والمعارضة الهزلية الفاسدة بعد أن صاروا نفايات سياسية، ولا شيء يرتجى من حكومتهم المشتركة.

ما نحتاجه هو البدء من الأرض ومن منطقة آمنة محددة يتم فيها بناء النموذج الذي يحظى بقبول ودعم المجتمع المحلي والمجتمع الدولي الانساني، وتعميم هذا النموذج على كل المنطقة، إنه من الهام والحيوي خلق منطقة آمنة في الجنوب ومساعدة الشعب على العودة واعادة بناء بلدهم التي يحبون … ثم الانطلاق منها لبقية الشرق الأوسط المدمر … بطريقة جديدة بعيدا عن الجريمة والمجرمين، بالاعتماد على الشعب وليس الجيوش المحتلة، باستخدام قوة الحياة وليس قوة القتل …

هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا نقول أن دماء السوريين لم تكن رخيصة .

Classification of local powers in Syria

Everybody ask whom the moderate opposition, and search for classify the local power on the land to now whom they will support and whom they will fight, after the international armies send to intervene in Syria which became a security problem for a lot of states.

As you know Syria in the middle of the world and the conflict in it summarize the world’s competition. So I am afraid that Syria could be a strike of the third world war,

When the people try to get their freedom, the totalitarian corrupt regime face them by cruel sectarian violence, which speed up the growth of Islamic Jihadist groups had support also from neighbors and golf stats whom afraid  the freedom to knock their doors.

The Syrian people divided between whom continue supporting the revolution (poor Arab Sunni especially in the villages and shanty towns), and whom obliged to still with the regime (Always and minorities, so the rich corrupt class)……but the majority tried to escape that conflict by keeping silent or leaving the country.

 After that this simple picture had complexed by, the outside intervention especially of Hezbollah and Iran, which invite indirectly the most fanatic international Jihadist, and covered the facts by lot of lies and deceives.

Now it get hard to understand the situation, not only because a lot of distortion done by ideological propagandas, but also because the huge politic investment and external intervention.

When we look to the map and fronts we will misunderstand the reality: Hamah as example usually the most fanatic Sunni city is still with the regime, Damascus, part of Aleppo,… it is not because it support the regime, also Alraqa and Dairezour, it is not support Isis, lot of Always whom now support the regime they do because they have no another option, Idlip and Homs was not a land for fanatic Jihadists, In general we can say : Syria now under occupation of the gangs: the regime, Iranian militias, the Isis and other international Jihadists also.

the shape of the military organization is not stable, it moves with the resources of support, so no mean to the maps or names and Statistics … because the situation is always deceiving and changing… so  any study would be wrong just by time.

The Syrian needs like any other people needs, but whom prevent it, and how… that would define the reaction of the people.

The violence suppression create the local armed groups named FSA, it was the most majority of fighters at the Beginning…. sectarian behave of the regime create sectarian Islamic Jihadists…. the Iranian intervention encourage the Saudi and turkey…  Russian assault unify the groups under the flag of al Qaeda…

Then the situation express the reaction, but the main actor still the regime who assumes all responsibility.

Whom still constantly is the will of the regime to continue fighting by all means, and also the will of the people to be free and independent what so ever the price.

In Syria the regime depend on big army and armed securities, also militias related to the Baath party, (called public militia), the regime also get used to compose and cooperate with gangs supposed to be an enemy, to do anything he want without responsibility, some of them is Islamic Jihadist as Isis, Palestine as Fateh al Islam, Kurd as P K K, Shyatt as Hezbollah, Always (Shabbiha), also Druze.

The regime look like a director of gangs in Syria. So the fail of Syrian state is not new…

The fail in establishing patriot political system, and the rule of law… is old, it is not because the revolution which has only one aim (knocking down the walls of prison) (الشعب يريد اسقاط النظام )

We cannot define sectarian militia independent from the regime in the minorities…… the Sunni jihadist also became sectarian in reacting with the regime sectarian massacre…..  so the main conflict in Syria is between the regime and the people, and any initiative for peace do not regard this, will fail and will only prolonged the conflict, as happen last weeks in Vienna.

The military opposition groups composed from two main parts:

• – Local military groups (free army) classified as moderate, because it is independent, patriot, not ideology, so… because of that it complain the lack of: organization, and support….. The external support till now goes to the Islamists parties whom till now rule the coalition and the out government and hall the institutions of the opposition.
• – Ideological jihadist groups which have good indirect support from outside, or have own resources, it behave as states or emirates of war. All of it are fanatic violent able to use terrorism but also defense the people from the regime assaults: I mean (Al Nosrah Front and its sister’s Jaish al faith aljabha al-Shmeiah Jaish al Islam Ahrar al sham…). Isis is deferent, it more independent more violent against the people, it came from Iraq behave as occupation force in Syria, as same as (Hezbollah and Shyatt militias, PKK and the similar groups….)

To classify the members of this fanatic groups we have three classes:

• – 10% whom refuse to fight under any flag else, most of them outside volunteers.
• – 30% whom accept to leave it in special condition (has logistic supports for example), represent the Syrian fanatics. Half of them get fanatic recently because the massacre and war.
• – 60% whom obliged to work with the Jihadists, and waiting a time to leave it, and had separate aims represent the moderates whom change their loyalty because the urgent needs and conditions……. (Regard that in south the situation is deferent just because the influence of neighbors).

When we search for moderate opposition we have to regard the totally lost of the Syrian society (political structure, institutions, civil society)…. because the huge war, occupation, terrorism, emigration, and displacement…and fake representation     so nobody can find legal or acceptable representation for Syrians now, it need long term investing in administration and organization … instead of that, the regional influence and support will help finally the fanatic ideology.

All in all, it is not Syria….. The Always is not the regime, the Shiite is not Hezbollah, Kurd is not PKK, and Sunni is not al Qaeda, or Isis.

All of this are the result of the problem, real Syria could be seen just in the sieges inside, and in the camps refugees outside.

Syrian people like me find themselves dismissed out their homes and case.

The funny coalition represent the international security agencies and the money resources …. So it keep conflicting, and dividing by two parts (Gas and Oil), the Jihadist groups also don’t represent the will of the Syrian, and of course the criminal tyranny regime.

Whom think we have to let the fanatics exhaust each other, do not regard that they get more powerful and more spread and influence by the time……… whom exhausting is the humanity, the societies, and our methods and security.

The wide spread  of ignorance and corruption, the absence of any law authorities and control exaggerate criminal and cruel culture, especially in new generation … all of this make the time against us. Plus the huge humanitarian price.

No any magic total solution now can be made in Geneva or Vienna, no mean to use the criminals for establishing the justice, no wisdom in recycling the regime and the moldy corrupt oppositions, after they became political rubbish. No benefits from their mutual government.

We need to start from definite areas and build the new example, and support it to expand in all the area.

It is very important to create safe zones in south and north,  and help the people to return and reinstall their own lovely Syria… so the hall of the region, in very new way out of the criminals and crimes, depending on the people not the foreign armies, using the power of life not the power for death …

It is the only thing which let us say the blood of Syrian were not cheap.

 Berlin 22 November 2015

 Dr. Mohamad Kamal Allabwani