اللبواني لـ”آسيا”: عدد من قادة المعارضة السورية يتواصلون مع الأعداء!

سوريا (آسيا) : فجّر المعارض السوري البارز كمال اللبواني مفاجأة كبيرة في مقابلة مع وكالة أنباء آسيا، بعد إتهامه عدد كبير من قادة المعارضة السورية بالتواصل مع إسرائيل وإيران والنظام السوري.

١- على ماذا إستندت في إطلاق مبادرتك بخصوص السلام مع إسرائيل؟ 
مبدأ بسيط إذا كان مشروع تدمير سوريا وتمزيقها بسبب تصنيفها دولة معادية فهل يمكن عكس هذا المسار إذا أنهت حالة العداء ، نحن مستعدون للانخراط بعملية سلام ومصالحات تاريخية واعادة بناء المنطقة بما يضمن انتعاش حضاري لكل المنطقة فهل ستدعمون هذا التوجه لخدمة الأجيال القادمة ؟ رسالة للضمير والعقل والمصالح الغربية وللصديق والعدو . وإذا دمرت سوريا بشعار المقاومة فهل ستبنى بشعار السلام وهو ليس فقط مع العدو التاريخي الذي نتوقع منه أن يرفع الغطاء عن اسقاط الأسد بعد أن يجد شريكا في السلام ، بل المصالحة بين مكونات المجتمع التي عصفت بينها رياح الحرب الأهلية ، فنحن نتحدث عن ثقافة أخرى غير ثقافة الحرب الأهلية ومفاقمة وتأجيج الصراعات .

٢- هل تعتقد ان مكونات المعارضة ترضى بالسلام مع إسرائيل مقابل إسقاط النظام؟ 
أغلب الناس دخلت مرحلة الاهتراء وتريد الخلاص ، وأي مشروع له رافعة دولية ويحقق قدرا من الكرامة للجميع ، ويفتح آفاق السلام والاعمار ستجد له شعبية كبيرة ، تغيرت مفاهيم نمطية كثيرة بل انهارت ، ولم نعد نعرف من هو العدو ومن هو الصديق ، ومن هو الوطني ومن هو الخائن فالقتل والدمار والوحشية مارسها الأخ على أخيه .

٣- هل ما قاله كمال اللبواني في العلن يطالب به كثير من المعارضين في السر؟ 
هناك عدد كبير من قادة المعارضة يتواصلون سرا بشكل غير مباشر ومباشرمع كل الأعداء بما فيها النظام وايران واسرائيل ، وهناك تعاون وترتيبات مع الوحدات المقاتلة على الأرض ، ما قمت به أنني وضعت الموضوع فوق الطاولة وبين يدي الرأي العام لكي لا يستفيد منه انتهازيي المعارضة المستعدين لبيع كل شيء مقابل الكراسي ولا يعملون على مشاريع وطنية باشراك الناس بل على مصالح خاصة على حسابهم. لدرجة تجعلني اعتقد أن قرارنا ليس وطنيا ، خاصة وأن الائتلاف قد فرط بكل شي وليس لديه ثوابت وطنية مثله مثل النظام فنحن كسوريين مكشوفين تماما . ومن دون شفافية ستضيع مصالح الشعب وتباع تضحياته ، ثم إن هكذا قرار لا يتخذ من دون رضا الناس ومشاركتهم ، ولا بد من طرحه علنا ، لكن من شوه الطرح عمدا وخدمة للنظام وحوله لبيع للجولان ، هو من شوه المبادرة وحولها لمؤامرة رخصية مع أنها تهدف للعكس أي قطع الطريق التآمري والذي يمر من بين أرجل الكراسي تحت الطاولات والذي يعمل به الإئتلاف وبعض مكوناته النافذة بكل آسف .

٤- هل يتلاءم هذا الطلب مثلا مع نظرة الجيش الحر وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية؟ 
المشاريع الجهادية العالمية لا تلعب لعبة المصالح والسياسة ، أما الذين يقاتلون من أجل سوريا فهذا يخدمهم تماما ويعطيهم ما ينقصهم من غطاء دولي ودعم يعيد التوازن المختل لصالح محور ايران روسيا النظام ،بل يسحب البساط من تحت النظام ويجعله في طريق الخسارة الحتمية ، بعد زوال أهم أسباب بقائه وهو حماية اسرائيل من الشعب السوري .

٥- في اي سياق تضع الهجوم الذي شنه برهان غليون عليك؟ 
في قسم منه شيء شخصي ظانا حسب مستوى ذكائه أنه قد وجد الوقت المناسب للانتقام والتشفي ، خاصة ما يتعلق بتمزيق المعارضة التي اكتشفت فجأة سبب تمزقها وتفرقها الذي كانت غافلة عنه وهو وجودي بينها والذي لم يكن شرفا لي بأي وقت أو معنى ، وليس فسادها وانحطاطها الخلقي و انتهازيتها المفرطة وشخصنتها المضحكة وتفاهتها ، ثم تبني عقلية نمطية قومجية فاشية أوربية مستوردة عن العداء التاريخي و الشخصيات النمطية للشعوب والدول ، ثالثا هو يعيد ويكرر ما لقنه له البعث في الكتب ، لقد تعلمنا الكثير عن الاستعمار العثماني والاحتلال التركي واللواء السليب ، وعندما ذهبنا لتركيا اكتشفنا شعبا صديقا وأكثر حبا من الشعوب العربية لدرجة جعلتنا نخجل ونشطب لواء اسكندرونه من الخريطة من دون قرار ولا نقاش بل بشكل عفوي توافقي ، بعد أن وجدنا سكانه في حال أفضل من كل سكان سوريا في أحسن أحوالها .

٦- هل تعتقد ان تصريحاتك تعطي ذريعة للنظام من اجل التصويب على عمل المعارضة؟ 
هل ترك النظام خيانة لغيره .. وهل ترك النظام فرصة لتصديق دعاياته ، ألا تكفي براميله لتقنعنا بأنه أكثر عداء لنا من الشيطان الرجيم ، وبعد كل عهر النظام وكذبه من يصدقه غير شبيحته ، وهو من اتهم الشعب بالارهاب والخيانة ولم يوفر تهمة لم يلصقها بالشعب .. هذا كلام عبد الباري عطوان الذي يخدم مموله الجديد الإيراني بعد سنوات من التمويل الصدامي ، وكل هذا الهجوم الشرس من اتباع النظام التنسيقيين ، ليس بسبب الحرص القومي الذي عرفناه من النظام والمقاومة في القصير ويبرود وحمص والغوطة ، بل بسبب التخوف الحقيقي من هذا التوجه البراغماتي الذي يقلب المعادلات ، فهم يستنفرون كل ماكينتهم لإفشاله قبل وصوله لطريق التنفيذ لأن ‍ فيه مقتل المشروع الفارسي الطائفي والنظام المجرم .

٧- اين اصبحت الثورة بعد دخولها عامها الرابع؟ 
بحاجة لرافعتين : رافعة أخلاقية وتنظيمية وهذا يتطلب ثورة داخل الذات بعد التجربة الفاشلة في التنظيم والادارة والقيادة ،وفي ادارة المناطق المحررة بشكل مخجل بل معادي للثورة ، و رافعة دولية وزخم جديد للدعم الذي توقف تقريبا بسبب السمعة السيئة للمعارضة وبسبب تصرفاتها .

٨- كيف تقيم جنيف ٢؟ 
خديعة وكذبة وخيانة ، أين هي النتائج ، ومن ضيع الضمانات ، لنتذكر ما قالوه قبل جنيف لتبرير ذهابهم وما حدث وما قالوه بعدها من الأمريكي وحتى السوري وخاصة رئيس الائتلاف وصحبه الذي أتقن فن خداع الشعب والتزوير أكثر من بشار وصحبه ، الشروط والضمانات والمجتمع الدولي والأسرى والمعابر والسلطة ومستقبل الأسد المستحيل .. وهم في النتيجة قد فشلوا في ادخال الطعام لحمص ، واقناع الأسد بعدم الترشح . أو بإحراج المجتمع الدولي واقناعه بزيادة الدعم .

٩- هل رجح حزب الله كفة الميدان العسكري لصالح النظام؟ 
ايران والعراق وحزب الله وروسيا منخرطين بمساعدة النظام بفعالية وجدية ، والشعب السوري لا يمكنه استنزاف وهزيمة خمس دول بهذا الدعم السخيف الذي يتلقاه، ولا بد من البحث عن تحالفات جديدة قبل فناء الشعب العنيد.

١٠- كيف تقيم موقف السعودية وقطر وتركيا حيال الأزمة السورية؟ 
والله الموقف جيد : لكن الدعم شحيح وغير منظم ويأتي بطريقة مشوهة للثورة ومضرة بقيمها .. والسبب في ذلك يقع أيضا على مؤسسات المعارضة التي لم تنظم نفسها وتحصر الدعم عبر مؤسساتها ،فتغييب المؤسسة هو هدف استراتيجي لكل قادة المعارضة الذين قادوها بطريقة فردية حسب ثقافتهم البعثية عن القيادة . وفسدوا واستبدوا وأفشلوا الثورة وبددوا الفائدة من الدعم ، مما جعل من اسقاطهم شرطا لنجاح الثورة.

١١- هل تعتقد ان الخلاف القطري السعودي سينعكس بصورة سلبية على المعارضة؟ 
نعم نريدهم أن يتسابقوا لدعم الثورة ويتعاونوا على نصرتها، ونحن نأسف للخلاف ونتمنى تجاوزه وعودة التنسيق .. والأخطر هو تقاربهم وتطبيعهم مع ايران .. والتقارب التركي الإخواني معها أيضا وكأنهم في تسابق على تقديم التنازلات للمتسبب في خراب سوريا والمنطقة .

وكالة أنباء اسيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.